كفى بالموت واعظا :حسن العباري الهشتوكي
الحمدُ لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا،وهو العزيز الغفور، نحمده سبحانه وتعالى حمد الفضلاء العقلاء الذين يتذكرون الموت والبلا، ويستعدون ليوم النشور،ونصلي ونسلمُ على سيدنا محمدٍ الذي كان يتذكر الموتَ في كل وقت وحين، وعلى آله وصحابته والتابعين.
أما بعد" فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،اعاذني الله وإياكم من النار وجعلنا من الفائزين بجنات الأبرار.
عباد الله :أوصيكم ونفسي بتقوى الجليل،والاستعداد ليوم الرحيل،فهو يومٌ لا مهربَ منهُ ولا مفرَّ منه قال تعالى:قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}
فأين وإلى أين منه المهربُ،وكيفَ منه النجاةُ،هيهاتَ هيهاتَ أن ينْفلتَ منْ قبضته أحد،قال تعالى {أينما تكونوا يدرككم الموتُ ولو كنتم في بروج مشيدة}.
إذا الموت لا بد منه، فهو يلاحقك من الخلف،وإذا هربت تجده أمامك.
عباد الله إن الموت حق ويقين لا شك فيه، قال تعالى {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}ولا بدَّ منهُ فلماذا نتهربُ منْ هذه الحقيقة، ونتغافل عن الاستعداد لها، وهي قد تغتالنا في أي لحظة مهما تيقظنا، وحاولنا حمايةَ أنفسنا منها .
ولله
درُّ القائل :
يوشكُ منْ فرَّ من مَنيَّته *** في بعض غِراته يُوافقُها
أي أن من فرَّ من الموت لا بُدَّ أن يُصادفَها في غَفْلَته أو في يقظته فهي لا تشاوره.
هذه الحقيقةُ لو علمتها البهائم لما اكلنا منها شحما ولا لحما،هذه الحقيقة التي تُنَغّصُ عيشَ المتلذذ بالحياة .
وقال آخر:
لاَ طيبَ للعيش ما دامت منغصةً *** لذاتهُ بادِّكار الموت والهرم
هذه الحقيقة، التي لا تتجاوزُ كبيرا ولا صغيراً،ضعيفا ولا قويّاً،مريضاً ولا معافى
قال كعبُ بنُ زهير :
كلُّ ابنِ أنثى وإن طالتْ سلامتهُ *** يوماً على آلة حدباء محمول
يوشكُ منْ فرَّ من مَنيَّته *** في بعض غِراته يُوافقُها
أي أن من فرَّ من الموت لا بُدَّ أن يُصادفَها في غَفْلَته أو في يقظته فهي لا تشاوره.
هذه الحقيقةُ لو علمتها البهائم لما اكلنا منها شحما ولا لحما،هذه الحقيقة التي تُنَغّصُ عيشَ المتلذذ بالحياة .
وقال آخر:
لاَ طيبَ للعيش ما دامت منغصةً *** لذاتهُ بادِّكار الموت والهرم
هذه الحقيقة، التي لا تتجاوزُ كبيرا ولا صغيراً،ضعيفا ولا قويّاً،مريضاً ولا معافى
قال كعبُ بنُ زهير :
كلُّ ابنِ أنثى وإن طالتْ سلامتهُ *** يوماً على آلة حدباء محمول
أي
لا بد أن يحمل على النعش،تلك الآلة التي كل ما نزل منها أحد صعد الآخر
هذه هي الموتُ التي اذا نزلتْ بمخْلوق لا ينفَعهُ معها دواءٌ ولا طبيبٌ ولا مال ٌ ولا منْصبٌ،فهي كالاسد إذا أدْخَلَ أظفارهُ في بشرٌ ،ولله در القائل :
و إذا المَنيةُ أنشَبَتْ أظفارها*** ألْفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
عباد الله:إن الموت كأس ٌ تدار بين الناس، وكلُّ الناس شاربها،الموتُ لمْ ينج منهُ خيار الخلق أجمعين فكيفَ ينجو منه منْ هو دونه. ولله در القائل :
أيا عبدُ كمْ يراكَ اللهُ عاصيّاً *** حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيتَ لقاء الله واللحدَ والثرى *** ويوماً عبوسا تشيبُ فيه النواصيا
هذه هي الموتُ التي اذا نزلتْ بمخْلوق لا ينفَعهُ معها دواءٌ ولا طبيبٌ ولا مال ٌ ولا منْصبٌ،فهي كالاسد إذا أدْخَلَ أظفارهُ في بشرٌ ،ولله در القائل :
و إذا المَنيةُ أنشَبَتْ أظفارها*** ألْفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
عباد الله:إن الموت كأس ٌ تدار بين الناس، وكلُّ الناس شاربها،الموتُ لمْ ينج منهُ خيار الخلق أجمعين فكيفَ ينجو منه منْ هو دونه. ولله در القائل :
أيا عبدُ كمْ يراكَ اللهُ عاصيّاً *** حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا
أنسيتَ لقاء الله واللحدَ والثرى *** ويوماً عبوسا تشيبُ فيه النواصيا
لوْ أنَّ المَرءَ لمْ يَلبسْ ثيَاباً من التُّقى *** تَجَرَّدَ
عرياناً ولو كانَ كاسياً
ولو كانت الدنيا تدومُ لأهلها *** لكان رسول الله حيا و باقيا .
ولو كانت الدنيا تدومُ لأهلها *** لكان رسول الله حيا و باقيا .
فالدنيا
عبادالله مثلوها كأرض، والناس فيها زرع والموتُ يحصدُ الزرعَ
والقبر
خزانُ الزرع.
ولله در القائل
والناس للموت خلًا يلُسُّهم *** وقلما يبقى علىَ اللس الخلا.
عباد الله :فإذا علمتم أن كلَّ نفس ذائقة الموت، وأن كل حي مصيرهُ الفناء،وأن كل من فوق التراب يصير تحتها، قال تعالى {منها خلقناكم وفيها نُعيدُكم ومنها نُخرجكمْ تارةً اخرى}
ولله در القائل
والناس للموت خلًا يلُسُّهم *** وقلما يبقى علىَ اللس الخلا.
عباد الله :فإذا علمتم أن كلَّ نفس ذائقة الموت، وأن كل حي مصيرهُ الفناء،وأن كل من فوق التراب يصير تحتها، قال تعالى {منها خلقناكم وفيها نُعيدُكم ومنها نُخرجكمْ تارةً اخرى}
فاستعدوا
للموت بتقوى الله،وهي امتثال الأوامر واجتناب النواهي، زيدوا في أعمال الخير ولا
تنقصوا، فالدنيا ليست بدار بقاء لنعطيها اكثرَ مما تستحق، فإنما مردها إلى الزوال
، فاجعلها دار الأعمال فاستغلهت فيما يرضي ربك لتفوز بدار البقاء،
الا فاستعدوا للموت ولا تنسوه،فالموتُ لا يأتي إلا بغتة،والقبرُ صندوق العمل
ولله در القائل :
صاح شَمّرْ ولا تزلْ ذاكرَ الموت *** فَنسْيانُهُ ضلالٌ مبينُ،
ويقول الحبيبُ صلى الله عليه وسلم : أكثروا من ذكر هَادم اللذات
الا فاستعدوا للموت ولا تنسوه،فالموتُ لا يأتي إلا بغتة،والقبرُ صندوق العمل
ولله در القائل :
صاح شَمّرْ ولا تزلْ ذاكرَ الموت *** فَنسْيانُهُ ضلالٌ مبينُ،
ويقول الحبيبُ صلى الله عليه وسلم : أكثروا من ذكر هَادم اللذات
(أي قاطع
اللذات يعني الموت )
فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه،ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه.
فالغاية من ذكر الموت هو العمل لما بعدها هو العمل لدار السرور أو الشرور.
فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسعه،ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه.
فالغاية من ذكر الموت هو العمل لما بعدها هو العمل لدار السرور أو الشرور.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءَه رجل من الأنصار ثم قال:أي المومنين أفضل، قال أحسنهم خلقا،قال فأي المومنين اكيس (الاكيس معناه العاقلُ المتَبصّرُ)
أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم لما بعدها استعدادا
فمن علم أن الموت ملاقيه فيجب علي أن يشتغل بما يهون عليه وجع الموت،وأن يبادر إلى علاج قلبه الذي قد يصاب بالعمى فلا يرى الموت الذي يظهر لأولي الأبصار كظهور الشمس،فالموت يا أحبابي لا بد أن يزورنا يوما ما،فعلينا أن نستعد بالزاد لأجل قراه،فالموت اذا جاء يا احبابي لا يعطينا فرصة ثانية فما دامت الحياة هي أكبر فرصة فلنستغلها في الصالحات قبل أن نقول يا حسرتى على ما فرطنا في جنب الله وإن كنا لمن الساخرين.
لمَّا علمتُ الموتَ تلْقاني فما *** عليَّ إلا أن أداوي ذا العَمى
يا حسْرَتى موتٌ أتاني زائرا *** يا إخوتي زادي قليل للقِرى
يا موت امهلني فإني خائف *** من ضمة ومن تراخ آسِفٌ
قال تعالى :كل نفس ذائقة الموت
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبسنة سيد الأنبياء والمرسلين
والحمد لله رب العالمين
أئمة مروك - حسن العباري الهشتوكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا