السعادة والفلاح رهين بتزكية النفس وإصلاحها - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

السعادة والفلاح رهين بتزكية النفس وإصلاحها


من إعداد الأستاذ: شوقي الفلالي خطيب مسجد تجزئة الوحدة - تاونات - المغرب.

الحمدلله الذي من على المومنين بالنفس المطمئنة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له كان وعده لمن نهى نفسه عن الهوى ان يدخله الجنة وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله الذي زكاه ربه في نفسه وزكاه في عقله وفؤاده. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه .

أما بعد عباد الله :يقول الحق تبارك وتعالى {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا. الشمس .الأيات: 1-10

عباد الله :في هذه السورة العظيمة يقسم الله جل جلاله بأطول قسم في القرآن، أقسم سبع مرات، وهذا ليس بالأمر السهل ان يقسم الباري جل جلاله وهو ليس في حاجة الى أن يقسم فهو صادق  {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}  فهذا ليس بالأمر الهين السهل

فعلى أي شيء أقسم على، أي شيء حلف ليبين لنا على أن هذا الذي سيتكلم عنه ويحدثنا عنه أمر عظيم، أمر جلل، وأمر خطير، لكي ننتبه ونتخذ الحيطة والحذر، من المقسم عليه، فعلى أي شيء اقسم الله تعالى بعد هذا القسم الطويل قال 
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}

فأن يقسم الله تعالى بأطول قسم على النفس، إنما هذا دليل على أهمية هذا المخلوق وخطره، ولأهمية النفس البشرية وخطورتها في استقامة الإنسان أو اعوجاجها فقد وردت في القرآن الكريم حوالي 196 مرة، إنها نفسك التي بين جنبيك حيث أن الله تعالى حكم على أن فلاح الإنسان أو خسارته إنما هو رهين بتزكية النفس وإصلاحها أو بتدسيتها وإفسادها.

فربنا سبحانه وتعالى بيّن لنا في هذه الآيات من سورة الشمس، أنّه ألهم نفوسنا دوافع الخير ونوازع الشر:{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، وهذا الخير وهذا الشر ليسا قدراً مسيطراً على شخصية الإنسان، بل بإمكان الإنسان أن يزكي نفسه ويرقى بها، وبإمكانه أيضاً أن يدسيها وينحطّ بها، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، لذا كان النبي
ﷺ يُكثر من هذا الدعاء: "اللهم آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها "مسلم.

إن أهم الغايات التي بعث بها النبي
ﷺ هو تزكية النفوس؛ قال تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الجمعة:2، 

فكانت تزكية النفوس أي: تطهيرها من أدرانها وآفاتها وأمراضها واحدة من مهمات النبي 
بل جعل الله تعالى تزكية النفس الله سببا لدخول الجنة {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} النازعات 40/41

فنفسك التي بين جنبيك –عبد الله-هي أكبر عدو لك
أول عصيان لله تعالى الذي وقع من إبليس سببه النفس فالنفس هي التي وسوست لإبليس، نفسه التي أصغى لها وأطاعها، فكان من المتكبرين والكبر مرض من أمراض النفوس، فالنفس الأمارة بالسوء أنزلت إبليس اللعين الى أسفل السافلين، وكانت السبب لطرده من رحمة رب العالمين واقرأوا إن شئتم قوله تعالى:
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}

{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}

ولذلك قال العلماء: أربع كلمات مهلكات، أنا، ونحن، ولي، وعندي، أماإبليس فقال :{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} الأعراف:12 
فطرده الله من الجنة. وأماقوم سبأ قالوا:{ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ}النمل 33 فأهلكهم الله.
وقال فرعون: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ}الزخرف: 51 فأغرقه الله. كماأقد اهلك الله قارون بقوله :{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي القصص: 78 فخسف به وبداره الارض.

فكلمة أنا، ونحن، ولي، وعندي، تدل على استكبار النفس فهي كلماتٌ مُهْلِكَات. وإذا كانت أول معصية وقعت في السماء من ابليس سببها النفس فإن أول معصية وقعت في الأرض ، وأول معصية في تاريخ البشرية سببها النفس أيضا قال الله تعالى {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} المائدة 30

من الذي جعل ابن آدم يقتل أخاه ؟ نفسه {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ} –زَيَّنَت له -{قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ} اليوم من الذي يزين للإنسان أن يأكل حق ميراث إخوته وأخواته؟ نفسه، من الذي يزين للإنسان ان يأكل مال غيره بالباطل ظلما وعدوانا؟ نفسه

في قصة يوسف مع إخوته العشرة تشاوروا فيما بينهم ماذا يفعلون بأخيهم وقالوا {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ* اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ } وفي الأخير {ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ } ورجعوا الى أبيهم يبكون قالوا أكله الذئب ماذا قال يعقوب { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا}.

هذه هي النفس الإنسانية كم هي عجيبة، كم هي مهلكة، كم هي محيرة، كم هي خطيرة: هي خطيرة لأن الإنسان إذا كان جاهلا بها فقد حُكِم عليه بالخسارة والانهزام.
هي خطيرة لما لها من تأثير على حياة الإنسان ومصيره في الآخرة. هي خطيرة لأن نتيجة صلاحها وفسادها لا يؤثر على حياة الفرد ومصيره فحسب، بل قد يتعدى إلى التأثير على حياة ومصير المجتمع والأمة.

هي خطيرة ومهلكة لأنها منبع الصفات الذميمة والأمراض الكثيرة كالبخل والكبر وحب المناصب والكراسي وحب السيطرة على الآخرين وحب الانتصار في الباطل، إراقة الدماء هنا وهنا إنما كان سببه النفس الأمارة بالسوء، ظلم العباد سببه النفس الأمارة بالسوء الحكم بالسجن الذي أدخله يوسف كان بسبب النفس الأمارة بالسوء { وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ }

إنها النفس الإنسانية وما أدراكم ما النفس الإنسانية، نعم للإنسان عقل ولكن أحيانا نفسك هي التي تغلبك فتنبطح وتستسلم لوسوستها، ولا تستعمل عقلك فتكون هي التي تغلبك وهي التي تسيطر عليك وتحكمك والعقل ربما تعطل عن التفكير فلا يصحو إلا بعد الوقوع في المصائب{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}

عباد الله: إن الإنسان إذا جهل نفسه، فسيدخل معركة مع أعتى أعدائه الا وهي النفس، أما عدو الله إبليس فهو يعرف طبيعة تلك النفس، خبير بنقاط ضعفها عارف بمواطن نقصها فكيف يكون حال من دخل معركة مع الشيطان وهو جاهل بنفسه؟ لا شك أنه خاسر لا محالة، ومن هنا وجبت معرفة النفس قصد حسن التعامل معها.

انه يجب أن نعيد النظر في اهتمامنا بعلاج أنفسنا كما نهتم بعلاج أبداننا أو أكثر قال الشاعر أبو الفتح البستي

أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان.

فبصلاح النفس يصلح الجسد كله قال
 (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) البخاري ومسلم.

فالنفس تميل دوماً إلى رغائبها وشهواتها، النفس يعجبها دوما أن تسير طليقة لا حاجز يحجزها عن رغبتها النفس أكبر عدو بين جنيك قال الإمام البوصيري رحمه الله:

والنفس كالطفل إن تُهمله شب على 
 حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ.

كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة
من حيث لم يدرِ أن السم في الدسم.

وخالف النفس والشيطان واعصهما.
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكم.

فاغلب الهزائم والمصائب والخصومات والنزاعات في الغالب تكون من النفس. تعلمون أنه أصاب المسلمين في غزوة أحد الشهيرة ما أصابهم من القرح الشديد وتساءل بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما سبب الهزيمة ألسنا نقاتل في سبيل الله ومعنا رسول الله 
 وقد وعدنا الله تعالى بالنصر؟ فأنزل الله عزوجل قوله قوله {أولما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير}

ولقد أخبر الله تعالى أن تزكية النفس وسيلة للفَلَاحِ والفوز بالجنة فقال{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} الْأَعْلَى: 14-15

عن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله ﷺ ومن أهل الصُّفة قال: كنت أبيت مع رسول الله ﷺ فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال: سلني فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود، رواه مسلم

فاللَّهم أنت خلقت أنفسنا وأنت تتوفاها؛ فزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها بما تحفظ به أنفس الصالحين، وإن أمَتَّها فاغفر لها وارحمها وأنت خير الراحمين.

الخطبـة الثانية

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين وأصلي وأسلم على من زكاه ربه في القرآن فقال {وإنك لعلى خلق عظيم} اللهم صل وسلم عليه وعلى آله واصحابه واتباعه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.  

امابعد عباد الله: ثمة علامات ينبغي للمسلم التنبه لها إذا هي ظهرت، فهي  دلائلُ على ضرورة مسارعته لتزكية نفسه وتطهيرها. من هذه العلامات:

1- الاستهانة بالمعاصي بشتى أنواعها الصغير منها أو الكبير قال عبدُ اللهِ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه " إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يقعَ عليه وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار"

2 - الكسلُ عن بعض الطاعات، وفقدان لذة العبادة فإن وجدت أن النفس تستثقل العبادة فلا تجد في نفسك دافعا إلى الاستيقاظ لصلاة الفجر لأدائها مع الجماعة لأنها تكون صلاة ثقيلة جداً على صاحبها والنوم ألذ منها بكثير، والفراش لا يقاوم فسارع لتزكية نفسك وإصلاحها قال ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ البقرة:45.

بل قد لا تحتمل النفس ما هو أقل من ذلك، كالصبر على البقاء في المسجد لانتظار الصلاة فينبغي لمن من وجد في نفسه هذا الثقل أن يسارع إلى تزكية نفسه. ومن العلامات أيضا:

3- التعود على الخصال المذمومة، كالكبر والحقد والحسد والغرور والغضب الشديد، فالغضب من الأمور التي حذر منها الرسول 
ﷺ فعن أبي هريرة  " أن رجلاً قال للنبي: أوصني، قال ﷺ: لا تغضب فردد مراراً، قال: لا تغضب"
وقد مدح النبي 
 الذي يملك نفسه عند الغضب، فقال:
 "ليس الشديدُ بالصُّرَعةِ، إنما الشديد الذي يملِكُ نفسه عند الغضب"

البعض يقول أنا هكذا هو طبعي، عن أبي هريرة 
 أن النبي  قال: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ"

فنفسي ونفسك تحتاج الى محاسبة تحتاج الى مراقبة تحتاج الى متابعة، انظروا مثلا حال بعض البنين والبنات الذين فقدوا المراقبة والمتابعة والمحاسبة من طرف أولياء أمورهم، تجدهم قد خرجوا عن جادة الصواب، وكذلك النفس إن لم تجد من يحاسبها تتفلت ولذلك قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} الحشر 18

وعن أبي يَعلى شَدَّاد بن أوس رضي الله عنه  عن النبي 
 قال: «الكَيِّسُ –العاقل -من دَانَ نفسه،-حاسبها - وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجزُ من أتْبَعَ نفسه هواها - أي جعلها تابعة لما تهواه مؤثرة لشهواتها معرضة عن صالح الأعمال. وَتَمنَّى على الله" رواه الترمذي وابن ماجة
ولقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في القرآن الكريم فجعل لها ثلاث درجات فانظر عبد الله أي نفس هي نفسك:

الأولى: أدنى وأخس درجة هي 
النفس الأمارة بالسوء، وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه نفسه وتقوده الى كل قبيح قال تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} أمارة وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء.

فهذا النوع من النفوس أخطر آفة من الآفات وتعود على مقاومتها ومحاربتها
 ؛ جاهد نفسك بالاقلاع عن التدخين -الكلام البذيء والساقط - سب الأبناء أو الزوجة- سرعة الغضب... إلخ

وأماالثانية: فهي
 ○النفس اللوامة، وهي النفس التي تندم على ما فات وتلوم عليه، وهذه النفس ما زال فيها خير كثير ما زالت حية لأنها تلوم صاحبها عن التقصير فهي ليست ميتة 
{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}

واماالثالثة فهي 
النفس المطمئنة، وهي تلك التي غلب خيرها شرها، النفس التي كرهت كل معصية وأحبت كل طاعة واستقرت على ذلك فهي مطمئنة، وهذه النفس هي التي يقال لها عند الوفاة
{يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.

فاللهم إنا نسألك أن تصلح نفوسنا، وأن تصلح فساد أمرنا، اللهم اهدنا لصالح الأقوال والأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيء الأعمال والأقوال والأخلاق فإنه لا يصرفه إلا أنت إنك على كل شيء قدير.

اللَّهم أنت خلقت أنفسنا وأنت تتوفاها؛ فزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية اﻷبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها، اللهم صل وسلم عليه صلاة تكون لنا طريقاً لقربه، وتأكيداً لحبه، وباباً لجمعنا عليه، وهدية مقبولة بين يديه.

اللهم انصر جلالة الملك محمد السادس نصرا مقرونا بالهداية والتوفيق وأيده بتأييدك وأعزه بطاعتك اللهم كن له على الحق مؤيدا ونصيرا ومعينا وظهيرا اللهم اجعل بطانته صالحة تعينه على الحق إذا ذكر وتذكره إذا نسي اللهم شد أزره بالصالحين من أمته اللهم أصلح ولي عهده المولى الحسن وأنبته نباتا حسنا وبارك اللهم في صنوه المولى الرشيد يا رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا