الخطبة الثانية التَّحْسِيسُ بِأَهَمِّيَّةِ الرَّضَاعَةِ الطَّبِيعِيَّةِ - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

الخطبة الثانية التَّحْسِيسُ بِأَهَمِّيَّةِ الرَّضَاعَةِ الطَّبِيعِيَّةِ

من إعداد فضيلة الاستاذ:  رشيدالمعاشي

اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَليُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرينَ، صَلَّى اللَّـهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ: 

مُوَاكَبَةً مِنَّا لِلْحَمْلَةِ الْوَطَنِيَّةِ لِلتَّحْسِيسِ بِأَهَمِّيَّةِ الرَّضَاعَةِ الطَّبِيعِيَّةِ، سَنَتَحَدَّثُ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ عَنْ أَهَمِّيَّةِ حَلِيبِ الْأُمِّ بِالنِّسْبَةِ لِلطِّفْلِ الرَّضِيعِ، فَمِنْ دَلَائِلِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ حَلِيبُ الْأُمِّ، فَهُوَ أَنْفَعُ غِذَاءٍ لِلْأَطْفَالِ الرُّضَّعِ، يُغْنِيهِمْ عَنِ الْأَطْعِمَةِ كُلِّهَا، وَلَا يُضَاهِيهِ غِذَاءٌ عَلَى الْإِطْلَاقِ، خَاصَّةً فِي الْأَيَّامِ الْأُولَى بَعْدَ الْوِلَادَةِ، فَقَدْ وَضَّحَتِ الْبُحُوثُ العِلْمِيَّةُ أَنَّ حَلِيبَ الْأُمِّ يَحْتَوِي عَلَى كَمِّيَّاتٍ هَائِلَةٍ مِنَ الْأَجْسَامِ الْمَنَاعَيَّةِ الْمُقَاوَمَةِ لِلْفِيرُوسَاتِ وَالْبَكْتِيرِيَا؛

 كَمَا أَوْضَحَتْ كُلُّ الدِّرَاسَاتِ الْمُسْتَفِيضَةِ الَّتِي أُجْرِيَتْ فِي هَذَا الْمَجَالِ أَنَّ لَهُ دَوْراً كَبِيراً فِي تَكْوِينِ جِسْمِ الطِّفْلِ وَعَقْلِهِ وَسُلُوكِهِ، فَالْأَطْفَالُ الَّذِينَ اعْتَمَدُواْ فِي طُفُولَتِهِمْ عَلَى الرَّضَاعَةِ الطَّبِيعِيَّةِ التَّامَّةِ يَكُونُونَ أَكْثَرَ ذَكَاءً مِنْ غَيْرِهِمْ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ، لِذَلِكُمْ فَقَدْ أَرْشَدَكُنَّ اللَّهُ تَعَالَى - أَيَّتُهَا الْأُمَّهَاتُ الْفُضْلَيَاتُ - إِلَى إِرْضَاعِ أَطْفَالِكُنَّ عَامَيْنِ كَامِلَيْنِ، لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى صِحَّتِكُنَّ وَصِحَّتِهِمْ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ.

اَلدُّعَاءُ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا