العلامة المختاروعْدَِي الفقيه ابن الفقيه ترجمة موجزة - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

العلامة المختاروعْدَِي الفقيه ابن الفقيه ترجمة موجزة



 توفي الفقيه سيدي المختار وعْدَِي عن عمر يناهز (81 عاما) وكان رحمه الله عضوا في المجلس العلمي المحلي مولاي رشيد بالدار البيضاء، وفيها شغل منصب الإمامة والخطابة والوعظ والإرشادوالتدريس كما كان كذلك عضوا في رابطة علماء المغرب ، ويعتبر وعدي من خيرة الدعاة والعلماء بالمغرب، حيث كان رحمه الله إماما وخطيبا لمسجد “روش نوار” الصخور السوداء لمدة قاربت خمسة عقود.

نسبه ونشأته:

هو الفقيه النحوي البركة يكنى: أبا الفضل ولقبه "وعدي" بسكون الواو والعين وتضعيف الدال واسمه :المختار ووالده الفقيه العلامة إبراهيم بن محمد بن سعيد القاضي .

ولد رحمه الله عام: 1385ه /1939م بدوار الرباط إذاومزروكَ قبيلة "امتوكة"في إحدى دوائر إقليم شيشاوةالتابع لجهةمراكش أسفي  .

بداية المشوار في حفظ القرآن الكريم وتعلم العلم الشرعي

لما بلغ رحمه الله سن الرشد أدخل الكتاب على غرار أقرانه، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم شرع في حفظ القرآن الكريم على يد والده الفقيه إبراهيم تلو بإداوتنان وعدد من المساجد التي يشارط فيها والده حيث لازمه حتى أتم حفظ القرآن الكريم.

وبعد حفظ مترجمنا للقرآن الكريم انتقل إلى بلاد سوس العالمة للنهل من علوم أشياخها إلا أن الحاكم الفرنسي الغاشم أجبره على العودة إلى بلده، لكن إصراره على طلب العلم قاده إلى  المدرسة العتيقة بتالمست نواحي "إمي نتانوت" قبيلة نفيفة فحل بها ولازم شيخها العلامة أبي البركات عبد الله سبع سنين، فكان عمدته في علوم شتى ،فتمكن من علوم مختلفة، كما درس على الفقيه سيدي محمد أولحسين الألفية ، والمختصر الخليلي والعاصمية ومكث هناك إلى أن تخرج عام 1963م.

مساره العلمي والوظيفي 

التحق الفقيه العلامة المختار وعْدَِي بالمعهد الديني بالقليعة التابع لجمعية الوعظ والإرشاد عام 1978م ليدرس هناك العديد من المتون رفقة ثلة من العلماء أمثال العلامة المذكوري، والفقيه التباع، والفقيه المذكوري، والقاضي مسعود الحريزي وغيرهم، كما درس الفقيه رحمه الله بالمعهد الديني بقرية الجماعة سنوات عدة قبل أن يلتحق بمدرسة الحسن الثاني عام 2003م. وقد اشتهر مترجمنا بتدريس لامية الأفعال والعاصمية والألفيةومختصر الشيخ خليل وتخرج على يديه عدد كبير من الطلبة وانتفع بعلمه خلق كثير.

أما مهامه فقد عمل إماما وخطيبا وواعظا بمسجد المسيرة الخضراء بلفيدير التابع لتراب عمالة مقاطعات عين السبع لأزيد من خمسة عقود مند بنائه عام 1975م، فكان مسجده هذا قبلة للطلبة وأئمة المساجد خاصة منهم المقبلين على امتحانات الباكالوريا، وهم الآن يعملون في مؤسسات مختلفة. كما عمل عضوا للمجلس العلمي لعمالة مقاطعات مولاي رشيد، وحاز شرف العضوية أيضا برابطة علماء المغرب الذي عاصر ثلاثة من رؤسائها وهم السادة: سيدي عبد الله كنون والعلامة بنشقرون والعلامة محمد المكي الناصري.

السعي في طلب الرزق

التحق الشيخ المختار وعدي أولا بمدينة خريبكة فتعاطى التجارة طلبا للرزق، لكنه وبعد مرور ثلاث سنوات تأكد لديه أنه لم يُخلق للتجارة، وإنما خلق لتعليم القرآن وتدريس علوم الآلة والعلوم الشرعية، فاشتغل إماما بأحد المساجد ومحفظا للقرآن الكريم، فتغيّر حاله إلى أفضل حال، ثم سرعان ما فتح حلقة للتدريس،

بعد أن التحق به كوكبة من الطلبة والأئمة، فدرسهم النحو والفقه.

الالتحاق بالدار البيضاء:
التحق الشيخ المختار بالدار البيضاء سنة 1973م، ملبيا دعوة كريمة من بعض المحبين بحي بلفدير التابع لتراب عمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع، فاشتغل إماما وواعظا وخطيبا للجمعة بمسجد المسيرة الخضراء الذي شرع في بنائه سنة 1975م، بعد أن قضى سنتين في مرآب واسع كان مخصصا للصلوات الخمس وإقامة الجمعة. ثم سرعان ما ذاع صيته ليفتح بمسجده حلقات للتدريس كان من روادها بعض طلبة المعهد الديني المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا الأصلية، وبعض أئمة المساجد بالدار البيضاء، وقد تخرج من هذه الكوكبة عدد من الطلبة الذين يشغلون حاليا وظائف مختلفة بمؤسسات تابعة لوزارات العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية الوطنية والتعليم العالي، ولا زال مسجده إلى اليوم قبلة للطلبة يقصدونه فجر كل خميس وجمعة لحضور دروسه العلمية.

إجازاته:

أجيز الفقيه إجازات عامة في العلوم الشرعية وأخذ الإذن في تدريسها من قبل شيخه العلامة أبي البركات عبد الله، والعلامة سيدي حمزة الإدريسي البيضاوي، والعلامة محمد الإثيوبي المدرس بالحرم المكي.

آثاره العلمية:

خلف الفقيه رصيدا هائلا من الخطب التي أعدها على مدى عقود، ويمكن الانتفاع بها بعد ترتبيها، كما ترك مؤلفا مخطوطا في العقيدة.

بعض الشهادات في حق العلامة المختار وعدي

الفقيه المختار وعدي كما عرفته :لم يكتب لي شرف الجلوس بين يديه، غير أني كنت مصرا على حضور دروسه العلمية الذائعة الصيت، لكن جمعتني به الأقدار مرات عديدة في مناسبات مع مجموعة من الفقهاء، وقد رأتيه مقدما من قبل كل الحاضرين، متصدرا لتلك المجالس، ويحظى الرجل باحترام كبير لدى العام والخاص، كما يتميز بالتواضع ولين الجانب وسمت العلماء، أما دروسه الوعظية التي حضرتها فكان يمزجها بالفوائد النحوية والبلاغية، ويخللها بالمسائل والقواعد العلمية التي ينتفع بها طلبة العلم وجميع الحاضرين، وهذا المنهج يسلكه الفقهاء المتمكنون.

أصيب الفقيه بمرض لم يمهله طويلا حيث لبى نداء ربه زوال يوم الثلاثاء السادس عشر من ربيع الثاني 1442ه الذي يوافق فاتح دجنبر 2020م. وقد خلف رحيله حزنا كبيرا وجرحا عميقا لدى طلبته ومحبيه، فرحم الله الفقيه سيدي المختار وعدي وغفر له جميع ذنوبه بفضله وجوده وكرمه.

بقلم : رشيد بن محمد خديد

------------------

مصادر الترجمة:

- مدارج الثناء بتراجم علماء الدار البيضاء، الأستاذ: صبير الإدريسي

- برنامج علماء يتذكرون الذي تبثه قناة محمد السادس للقرآن الكريم

- روايات شفوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا