هل الفجر من السنن الرواتب ؟ وماالفرق بينها وبين صلاةالصبح وكيف تقضى؟
د.قاسم اكحيلات
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
و آله وصحبه وبعد:
السنن الرواتب.(سنة الفجر=سنة الصبح).
- لا بد أن تعلم أولا أنه لا فرق بين الفجر والصبح فهما واحد، فيطلق الفجر والصبح على الصلاة المفروضة. قال النووي:"لصلاة الصبح اسمان : الفجر والصبح، جاء القرآن بالفجر، والسنة بالفجر والصبح".(المجموع.46/3).قال رسول الله ﷺ:"من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله". (رواه مسلم).
وورد تسميتها فجرا من حديث جابر بن سمرة :"أن النبيﷺ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا". (رواه مسلم). وكما أن للظهر سنة قبيلة فـ(الفجر=الصبح) له سنة قبلية. وهي التي يسميها الناس (الفجر). وإلا فيطلق عليها (سنة الفجر القبلية) أو (سنة الصبح القبلية).
- هي سنة، وقال بعضهم واجبة لحديث:"لا تدعوا ركعتي الفجر، وإن طردتكم الخيل".(أحمد.9253). لكنه حديث ضعيف فيه ابن سيلان مجهول.
- هي آكد الرواتب ولها أجر عظيم، قال رسول الله ﷺ:"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".(مسلم.725).
و عن عائشة رضي الله عنها، قالت:"لم يكن النبي ﷺعلى شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر".(البخاري1169).
و عن عائشة رضي الله عنها، قالت:"لم يكن النبي ﷺعلى شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر".(البخاري1169).
- يستحب تخفيفها، عن عائشة؛ قالت: "كان النبيﷺ يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إنّي لأقول: هل قرأ بأم الكتاب؟".(البخاري.1171.مسلم.724).
- أما ما يقرأ فيها فقد ورد :
*عن أبي هريرة :"أن رسول الله ﷺ قرأ في ركعتي الفجر:{قل يا أيها الكافرون}، و{قل هو الله أحد}".(مسلم.726).
*عن ابن عباس:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما:{قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون}الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون }".(مسلم.727).
*عن ابن عباس، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} ، والتي في آل عمران:{قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}".(مسلم.727).
- السنة أن يضطجع بعدها أو قبلها، وإذا جمع بينهما فحسن، عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى سنة الفجر، فإن كنت مستيقظة؛ حدثني، وإلا؛ اضطجع حتى يؤذن بالصلاة".(1161). أما قبلها فعن عائشة:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين".(مسلم.736).
- إن فاتتك فإنك تقضيها ولك :
* أن تقضيها مباشرة بعد الصلاة، لحديث قيس بن قهد:" أنه صلى مع رسول الله ﷺ الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يركع ركعتي الفجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فلم ينكر ذلك عليه".(حسن رواه ابن حبان.1563).
* أن تقضيها مباشرة بعد الصلاة، لحديث قيس بن قهد:" أنه صلى مع رسول الله ﷺ الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يركع ركعتي الفجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فلم ينكر ذلك عليه".(حسن رواه ابن حبان.1563).
* أن تقضيها بعد طلوع الشمس، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس".(صحيح رواه الترمذي.423).
- إذا نمت ولم تستيقظ إلا بعد الشروق، فلك أن تقضيها وتبدأ بها أولا ثم صلاة الفريضة، فعن قتادة:"..فضرب على آذانهم فما أيقظهم إلا حر الشمس فقاموا فساروا هنية ثم نزلوا فتوضئوا وأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر ثم صلوا الفجر وركبوا (مسلم.681).
- وتصلى في السفر ولا يتركها للحديث أعلاه.
- السنة أن تصلى في البيت، فإن قدم المسجد صلى تحيته على الراجح لأنها من ذوات الأسباب، لعموم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس".(البخاري.444.مسلم.714).
- إذا صلاها في المسجد فلا يصلي تحية المسجد فإنها تقوم مقامها، فتحية المسجد ليست صلاة مقصودة لذاتها،فهي أي صلاة تؤدى عند دخول المسجد. فمن توضأ وصلى بالمسجد سنة الوضوء أو الاستخارة أو صلاة التوبة فهذه تغني عن تحية المسجد. فالمطلوب إقامة صلاة عند دخول المسجد.
والله الموفق.
والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا