هل الأولى بالصيام قضاء أيام من رمضان أم ستة أيام من شوال ؟
أئمة مروك إعداد : د. قاسم اكحيلات
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
وبعد:
أولا : قضاء دين رمضان موسع ويجوز تأخيره إلى شعبان من العام المقبل، لكن الأولى المسارعة في قضائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقضوا الله فالله أحق بالوفاء". (رواه مسلم).
ثانيا : التي عليها أيام من رمضان، فإن استطاعت أن تصومها أولا ثم تقضي فهو أجمل.
أما التي لا تستطيع لمشقة أو لأن أيام قضائها تستوعب الشهر كله، هل لها أن تصوم شوال قبل قضاء الدين ويحصل لها الأجر؟. خلاف :
أما التي لا تستطيع لمشقة أو لأن أيام قضائها تستوعب الشهر كله، هل لها أن تصوم شوال قبل قضاء الدين ويحصل لها الأجر؟. خلاف :
القول الأول : لا بد من صيام تلك الأيام التي عليها أولا، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم"من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".(مسلم).
فقوله:"من صام رمضان" أي كله، وهذه لم تصمه كله فلا يلحقها الوصف.
وقوله:"ثم أتبعه ستا"، دليل على اشتراط التتابع، وهذه لا يطلق عليها أنها أتبعت رمضان بست من شوال. قال ابن رجب:" وعلى قول من جوز التطوع قبل القضاء فلا يحصل مقصود صيام ستة أيام من شوال إلا لمن أكمل صيام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فمن كان عليه قضاء من رمضان ثم بدأ بصيام ست من شوال حيث لم يكمل عدة رمضان لم يحصل له ثواب من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال".(لطائف المعارف).
القول الثاني : لها أن تصوم الست من شوال قبل القضاء ويحصل لها الأجر، ودليل هذا قول ربنا{فعدة من أيام أخر}. والله لم يقيده بوقت وهو يعلم أن الحائض تريد صوم شوال.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان يكون علي الصوم من رمضان ، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم".(متفق عليه).
ولا يقال أنها لم تكن تصوم شوال!!.
ولا يقال أنها لم تكن تصوم شوال!!.
وكما ترى الأمر مختلف فيه، والذي نرجح جواز صومها للست من شوال قبل القضاء:
- أما قوله صلى الله عليه وسلم"من صام رمضان". فليس صريحا أن المراد رمضان كله، إذ يطلق الكل على التغليب، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لم يكن النبي ﷺ يصوم شهرا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله".(البخاري).
وفي وراية عنها:"كان يصوم شعبان إلا قليلا".(لفظ مسلم).قال ابن المبارك:"جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليلته أجمع، ولعله تعشى، واشتغل ببعض أمره".(سنن الترمذي).
-أما قوله قوله "ثم أتبعه ستا". فقد خرج مخرج الغالب، قال ابن مفلح:"ما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد".(الفروع).
وقيل التبعية هنا تبعية تقديرية، جاء في حاشية البجيرمي:"(ثم أتبعه) إلخ يفيد أن من أفطر رمضان لم يصمها وأنها لا تحصل قبل قضائه، وقد يقال التبعية تشمل التقديرية لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديرا، أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها اهـ. فيسن صومها وإن أفطر رمضان، أي بعذر".(حاشية البجيرمي على الخطيب).
والله الموفق.
والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا