خطبة الجمعة حول :مفهوم الجهاد في الإسلام مع نبذ كل أشكال الإرهاب والتطرف - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة الجمعة حول :مفهوم الجهاد في الإسلام مع نبذ كل أشكال الإرهاب والتطرف


الحمدُ لله اللطيف الذي بلطفه تنكشف الشدائد . الرءوف الذي برأفته تتواصل النعم والفوائد ، وبحسن الظن به تجري الظنون على أحسن العوائد . وبالتوكل عليه يندفع كيدُ كل كائد . وبالقيام بأوامره ونواهيه تحتوي القلوبُ على أجلِّ العلوم والفوائد . أحمده سبحانه وحمدي له من نعمه ، وأشكره على قمع كل شيطان مارد . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي له في كل شيء آية تدل على أنه واحد . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الأصل الماجد . وخارق نظام العوائد ، الذي انشق له القمر وحنّت إليه الجوامد . اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الطاهرين المعاقد ، وسلم تسليما كثيراً .
الخطيب محمد الخيلي

عباد الله : قال الله تعالى : ولقد كرمنا بني آدم وحملنهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) عباد الله : إن الشريعة الإسلامية تدعو إلى الحفاظ على المقاصد الكلية ومن بينها ، أن يحفظ الدين ، وأن يحفظ الأعراض ، وأن يحفظ الأموال ، وأن يحفظ الأنفس ، وأن يحفظ الدماء ، وأن يحفظ النسل ، جاء الإسلام ليحفظ كل هذه الواجبات التي ألقاها رسول الله ( : في حجة الوداع:(أيها الناس إن دماءكم وأموالكم، وأعراضكم وأنفسكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا)

. لذا شرع الدفاع للحفاظ على سلامة تلك المقاصد ، حتى كان الأمر بالحياة على الأمن وعدم المساس واجبا بل بالغت التوجيهات الشرعية كالأمر بالحفاظ على الأمن وعدم المساس به ، بتوجيهة عديدة ، وأوامر ملزمة ، روي أن بعض الصحابة أخذوا فردة نعل من واحد منهم ، أرادوا أن يمازحوه ، وبدأ الصحابي يبحث عن نعله فلم يجده ، ونظر رسول الله ( إلى الصحابة وهم يتغامزون ويضاحكون ، والصحابي في حرج ، قال رسول الله ‏ (لا تروعوا أخاكم ) ومن الترويع أن تخرج حديدة وأنت غاضب تشهرها في وجه شخص وأنت لا تشعر تحركه غضبا وأنت لا تتكلم ، قال رسول ‏ (من أخرج حديدة يروع أخاه فهو ملعون) ليس سكينا وليس سيفا ، بل حديدة ليس لها حد ونهى رسول الله (أن يشهر السلاح في أرض المسلمين فقال: (لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع بيده فيقع في حفرة من النار)

 عباد الله :قال الله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم). وغزوة الأحزاب لدليل واضح علي ذلك أرسل الله جنودا لم يراهم أحد وهو الريح فعلت بالعدو ما فعلت ، و أعداء الإسلام يريدون التنكيل بالمسلمين وإبادتهم.قال الله تعالى:(ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال ) فالمعركة انتهت بدون قتال والرسول ( يقول:( لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ، ولكن إذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ).

 عبادالله : قال الله تعالى:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبر وهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )  الإسلام يأمر المسلم أن يشفق على الكافر ، ويتمنى له الهداية ، ويسأل الله أن يختم له بالخير، و يحرص على جمع الكلمة ، ووحدة الصف ، وتحقيق السلام العادل ما كان الإسلام يعطي للإنسان حرية التصرف في البشر هذا كافر ، وهذا مؤمن ، هذا فاسق ، وهذا صالح ، هذا تقي وهذا فاجر،ألا فليعلم كل من ابتلي بهذا الفعل الإجرامي أن رسول الله (أقام الحد على كثير من الناس ، وما كفر منهم أحد . وهنا نتحدث عن التهم التي تلصق بالإسلام والمسلمين عدوانا وظلما أو جهلا من بعض أبناء المسلمين ، بأن الإسلام دين التطرف ، أو دين قتل، أودين إرهاب ، أودين رعب. وأنا أقول من هذا المنبر ، أنه لا يجوز بحال من الأحوال ، أن يتهم أحد دين الإسلام بالإرهاب ، ويصف المسلمين كلهم بالإرهابيين ، وكأن الإرهاب والعنف في بلاد المسلمين وحدهم ، فالإرهاب والعنف في العالم كله .

فمن أحكامه الأساسية التي أجمعت عليها الأمة أن الجهاد من قضايا الإمامة العظمى وانه ليس خطابا موجها للأفراد أو للجماعات لان الإسلام لا يمكن أن يفتح على الناس بابا من الشر مستطيرا ولو انه أوكل أمر الجهاد إلى الأفراد أو إلى المجموعات لأدى ذلك إلى الاحتراب الداخلي والخارجي  والى الاقتتال المستمر وبذلك ينعدم الأمن  وتتعطل المصالح ويتوقف بناء الحضارة وينعدم معنى الدولة . 

فالإسلام يربي أتباعه ويوصيهم أن يلازموا تعاليم الإسلام في جميع حياتهم سواء في حربهم أوفي سلمهم في حياتهم اليومية . فالرسول ( يوصي أصحابه إذا ما وجههم إلى أي معركة ، أو قتل يوصي القادة والجند ، ويقول لهم (إ مضوا على بركة الله ، وسيروا على بركة الله ، قاتلوا في سبيل الله ، من كفر بالله ، لا تغدروا ولا تغلوا ، ولا تخونوا ، ولا تقتلوا شيخا كبيرا ، ولا طفلا صغيرا ، ولا امرأة ، ولا تقطعوا شجرا مثمرا ، ولا تقطعوا كروما نخلا ، وإنكم ستأتون أقواما وقد فرغوا أنفسهم لعبادة ربهم فذروهم وما فرغوا أنفسهم له ) أي سمو أرفع وأية أخلاق أسمى وأبدع من هذه الأخلاق الإسلامية ، التي تحترم الإنسان كإنسان ، حتى في ساحة المعركة ، وساحة المواجهة ، والقتال ، أمر المسلمين المجاهدين أن يدفنوا جثة إنسان ، ولو كان عدوا لهم من أعدائهم . عباد الله :لا يجوز بحال أن يصف أحد المسلم بالإرهاب فالمسلم يصون نفسه من الأذى أو القتل ، أو الإهانة ، أو الامتهان ، (من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ) فلا يجوز أن يقتل بغير حق شرعي ، ولا يعرض نفسه على القتل المباشر ، فإطلاق العيارات النارية على الرجال والنساء والأطفال ونشر الرعب والخوف ، وإزهاق الأرواح المعصومة ، وإراقة الدماء المحرمة ، من مسلمين وغير المسلمين ، ما هي إلا أفعال من الإجرام الأسود ، الذي يقضى على البشرية باسم الدين . (ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ) ومن أنواع الفساد في الأرض ، تلك التفجيرات التي نسمع لها في كل مكان. ،

 كم تسمع بالحروب الطاحنة التي تأتي على الأخضر واليابس ، لا تخمد نارها ولا يضعف شررها ، كلما أخمدت في جانب أوقدت في جانب آخر ، دبابات تفسق، طائرات تهز، صواريخ تضرب القرى والمدن ، ويذهب من جرائها كثير من الأبرياء. إجرام دافعة ، أفكار مضللة ، وآراء شاذة ، مبادئ منحرفة . ومن أنواع الفساد في الأرض سفك دماء المسلمين ومعاهدين ، قال الله تعالى : (ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) . فالإسلام لم يقف في القتل على هذا الحد ، بل تعداه إلى بيان حرمة النفس البشرية حتى ولو كان غير مسلمة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) هذا في حق المعاهد: والمعاهد هو من أعطى العهد والأمانة على نفسه وأهله وماله في بلاد المسلمين ، وقال رسول الله ( : (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) ومن أنواع الفساد في الأرض الانتحار، قال الله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا).
 نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وغفر لي ولكم .

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ، 
عبادا لله : لو فكر كل إنسان مائه مرة ومرة قبل أن يقدم على التقتيل بنفس إنسانية بشرية ، أو نفس مؤمنة ، لعلم أن لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم . الإنسان بنيان الله في الأرض ، ملعون من هدم بنيان الله ، ومن أعان على قتل امرئ مسلم ، ولو بشطر كلمة ، أي بنصف كلمة أقتل لم يقلها كاملة وإنما قال أق، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آ يس من رحمة الله عز وجل. 

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء المقتول متعلقا بقاتله يوم القيامة آخذا رأسه بيده الأخرى فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني ؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لك فيقول : فإنها لي قال: (ويجيء آخر متعلقا بقاتله فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني ؟ فيقول : قتلته لتكون العزة لفلان قال : فإنها ليست له بوئه بإثمه قال : فيهوي به في النار سبعين خريفا) وقال رسول الله ( (إن أعثي الناس على الله عز وجل من قتل في الحرام ، أو قتل غير قاتله وكل ذنب عسى الله أن يكفره إلا رجل يموت كافرا ، أو الرجل يقتل غير قاتله أو يقتل النفس بغير حق ) ومن أنواع الفساد في الأرض قتل الغدر قال رسول الله ‏ يرفع لكل غادر يوم القيامة لواء يعرف به يقال هذه غد رة فلان ) 

ولقد جمع عمر رجالا أقوياء ، وجا ءو إلى رسول الله ( وقال: لرسول الله (اشتد علينا الأداء والبلاء وفلان و فلان و فلان رؤوس الكفر هم الذين يعارضوننا ويعذبوننا ، ويفتنون عبيدهم ، ونساءهم ، وأبناءهم ويتوعدونك ويؤلبون عليك قريشا والجزيرة العربية ، مرنا أن نصبحهم في ليلة واحدة ، أي عملية فدائية إستشهادية ، عشر من رؤوس الكفر ، مثل أبي جهل وأبي سفيان وأبي لهب وعثبي والربيع وغيرهم ثم نقتلهم نحن عشرة نقتل هؤلاء العشرة ، وغدا تسلم لك مكة و تستسلم لك قريش ، وليس بعد هؤلاء الرؤوس من الكفر ، إلا النساء وأطفال وعبيد فطريين يسوقون إلى الخلاص ، خطة سهلة ممكنة وليس لواحد من هؤلاء الرؤوس الحراس الذين عند حكام اليوم ، ولا يسكن في القصور وأسوار فبإمكان رسول الله ( أن يفرح بهذه الخطة التي عرضها عمر علي رسول الله ( ولكن الرسول ( الموحى إليه من رب العالمين رفض وقال له كلا لن أو مر بهذا) وأنا أعجب ممن يعجب من رجل طابت نفسه أن يحمل نفسه وزر غيره ويقتل نفسا بريئة آمنة مطمئنة. والمسلم الحقيقي يحرص كل الحرص دائما وأبدا أن لا يزهق نفسا آمنة مطمئنة بريئة .

فالحذر الحذر يا شباب الأمة الإسلامية فا الله عز وجل بين الجهاد في سبيل الله قال تعالى (إن الله يحب الذين يقتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) وبين الغدر والإرهاب وبين المتنطعين والمخدوعين الذين استخدموك ضد أنفسهم وضد دينهم وضد شعوبهم وضد أسرهم بحجة أنك تدافع ، وترد الفتنة عن أتباعك باسم الدين، هذا افتراء وتقول على رب العزة جل جلاله . فالجهاد بين الشارع الحكيم تعاليمه في القرآن والسنة . 

وعليك أخي المسلم أن تسأل وتعد الذاكرة من الذي تجرأ على استحلال دماء الصحابة وكفروهم ، ، من الذي قتل عثمان ابن عفان الخليفة الراشد وهو يقرأ كتاب الله عز وجل ، وهو حب الرسول ( من الذي قتله ، ومن الذي قتل علي بن أبي طالب بن عم رسول الله وصهره ، إنهم خوارج هذه الأمة من الذي قتل الحسين بن علي سبط رسول الله ( إنهم هم بتأويل وباجتهاد باطل، . قال تعالى : (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ، ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا الآية ) 

هذا القتل الخطأ ترى ، فما بال القتل العمد ، ما جزاء من قتل متعمدا . في الآية الثالثة والتسعين من سورة النساء بعد الآية التي تلوتها مباشرة قال تعالى : 
( ومن يقتل مؤمنا متعمدا (انظروا إلي العقوبات . خمس عقوبات ، وكل عقوبة والله واحدة تكفي .العقوبة الأولى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ( ألا يكفى أن يدخل الإنسان في جهنم . إن أهل الأرض إذا أغمس غمسة في جهنم فأخرج منها وسئل هل رأيت نعيما في حياتك قط سيقول: لا والله ما رأيت نعيما . العقوبة الثانية :)خالدا فيها ( فهو في جهنم ولا ينتظر نهاية العذاب أبدا .العقوبة الثالثة : ( وغضب الله عليه ( ومن يتحمل غضب الله . العقوبة الرابعة : ) ولعنه ) ، واللعن هو الطرد والابتعاد من رحمة الله تعالى . العقوبة الخامسة) وأعد له عذابا عظيما ) اللهم ردنا إليك ردا جميلا يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .. وأخيرا
الدعاء لأمير المؤمنين خاصة وللمسلمين عامة ، ثم الدعاء المطلوب في آخر كل خطبة.

أئمة مروك_الخطيب محمد الخيلي

ألقيت في مسجد الإخلاص ـ سوق السبت ـ المغرب 
الجمعة: 08 صفر  1437 هـ الموافق : 20 نونبو 2015 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا