خطبة الجمعة :حل الإسلام الناجع لمعظلة الإجرام الفردي والمنظم
: في شهر ربيع الأول
حرمت الخمور
في إطار توظيف السيرة النبوية لمحاربة ما يسمى
"التشرميل" بين المشرملين المحليين والمشرملين الدوليين
وهي خطبة تتحدث عن المشرملين المحليين المزعجين للمارين، المتربصين في الشوارع والأزقة، وعن المشرملين الدوليين الروس وإيران والصهاينة والبوذيين وجرائمهم التي سجلها التاريخ في حلب الشهباء وفلسطين والروهنغا من قتل للأطفال والنساء والشيوخ بكيفية بشعة لا تعرفها الوحوش في الغابات.
في إطار توظيف السيرة النبوية لمحاربة ما يسمى
"التشرميل" بين المشرملين المحليين والمشرملين الدوليين
وهي خطبة تتحدث عن المشرملين المحليين المزعجين للمارين، المتربصين في الشوارع والأزقة، وعن المشرملين الدوليين الروس وإيران والصهاينة والبوذيين وجرائمهم التي سجلها التاريخ في حلب الشهباء وفلسطين والروهنغا من قتل للأطفال والنساء والشيوخ بكيفية بشعة لا تعرفها الوحوش في الغابات.

وأشهد أن لا إله إلا الله العليم بخبايا الدنيا وما فيها يدور، ومن غيرته حرم المسكرات والخمور، من شربها يصير بهيمة قد يزني بأمه وبنته دون إحساس ولا شعور.
وأشهد أن سيدنا محمدا أرسله الله بالهدى والنور، فحرم المسكرات لأنها أم الخبائث ومفتاح الشرور، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل النظافة والطَّهور، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم النشور.
أما بعد
فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته، فما أفلح من فسق،
وما خسر من اتقى…
ها نحن لا زلنا في شهر ربيع الأول، وقد قدمنا لكم في بدايته أنه شهر تزاحمت فيه الذكريات المتعلقة بسيرة المصطفىﷺ؛ ففيه ولدﷺ، وفيه بدأ الوحي بالرؤيا المنامية، وفيه هاجرﷺ من مكة إلى المدينة، وفيه نزلت الآية التي حرمت الخمور، وفيه توفي إبراهيم ابن النبيﷺ، وفيه توفيﷺ فالتحق بالرفيق الأعلى.
ها نحن لا زلنا في شهر ربيع الأول، وقد قدمنا لكم في بدايته أنه شهر تزاحمت فيه الذكريات المتعلقة بسيرة المصطفىﷺ؛ ففيه ولدﷺ، وفيه بدأ الوحي بالرؤيا المنامية، وفيه هاجرﷺ من مكة إلى المدينة، وفيه نزلت الآية التي حرمت الخمور، وفيه توفي إبراهيم ابن النبيﷺ، وفيه توفيﷺ فالتحق بالرفيق الأعلى.
فتعالوا بنا اليوم نرفع الستار عن حدث من هذه الأحداث، وهو تحريم الخمور، وقد كثر الحديث في هذه الأيام عن "المشرملين" تحت تأثير الخمور والمخدرات ولا فرق بينها، وإذا كانت الخمور أم الخبائث فإن المخدرات هي أبو الخبائث.
فهؤلاء المجرمون الذين يسمون أنفسهم "المشرملون" الذين يحملون السيوف ويرتكبون جرائم بسبب المخدرات والخمور، من حوادث سير وقتل رهيب مع سبق الإصرار والترصد، وترويع الآمنين، واعتراض المارين في الشوارع ليلا ونهارا، والتعدي على البيوت، وقطع الجيوب في الأسواق والحافلات، والسطو على أجهزة السيارات، وتهشيم نوافذها، واغتصاب الفتيات، وحتى بناتهم والعياذ بالله!!!
وفي هذا الأسبوع بالذات، وفي هذا الشارع بجانب المسجد بالذات استيقظ الناس وفاجأهم أزيد من عشر سيارات تم تهشيم زجاجها الأمامي والخلفي على يد شباب لم تتجاوز أعمارهم العشرين، وقيل لي بأنهم قاموا بذلك تحت تأثير مخدرات "القرقوبي"، والمسؤول عن هذه الجرائم ليس هؤلاء الشباب المنحرف فقط، بل أيضا المسؤول أولياء أمورهم، ومدارسهم التي تعلموا فيها، والمساجد التي لم تقم بدورها، ومروجو المخدرات الذين يستهدفون المؤسسات التعليمية، ويستوردون هذا الداء ليهلكوا به الحرث والنسل، ومن أعان ومن خان.
أيها الإخوة المؤمنون؛ حين بُعث النبيﷺ وجد العرب قد انتشر فيهم الخمر انتشار واسع النطاق، وأدمنوا عليها إدمانا ثابت القدم والساق، فهي عندهم مفرج الكروب وموسع الآفاق، وملهم الشعر في المنتديات بين الأصحاب والرفاق؛ فكان من الصعب انتشالهم من ذلك مرة واحدة، ولذلك حرمه الإسلام بالتدريج.
وأول خطوة حارب بها الرسولﷺ الخمر الامتناع الشخصي عن تناولها؛ بل إنهﷺ لم يشرب الخمر قط قبل البعثة وبعدها، وهو القدرة الحسنة لكل مسلم، لو لم يكن في الخمور إلا هذا لكان كافيا للمؤمن الذي يترسم خطواتهﷺ في الابتعاد عنها، والوقوف على خطرها، والاطلاع على ضررها، لأن التعليم بالأحوال مقدم على التعليم بالأقوال؛ بل الأحوال أشد تأثيرا من الأقوال، وفي هذا قيل: «حال رجل في ألف رجل أنفع من قول ألف رجل في رجل».
ثم نزل أولا قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالاعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، فعَطَفَ الرزقَ الحسنَ على السكر إشارةً إلى أن السكر شيء، والرزق الحسن شيء آخر؛ لأن العطف في اللغة يقتضي المغايرة.
ثم نزل ثانيا قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}؛ فقارن بين منافع الخمر مما يشعر به شاربها من طرب ونشوة، أو مما يحققه بائعها من ربح وثروة، وبين خطرها وضرها الأكبر من نفعها، من أمراض في الجسم، وفساد في العقل، وضياع في المال، وإثارة لبواعث الفجور والعصيان.
ثم نزل ثالثا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}، فكان الامتناع عن شرب الخمر في الأوقات التي يستمر تأثيرها فيها إلى وقت الصلاة، ومن المعلوم أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، لا يجوز إخراجها عن وقتها بحال، وأوقاتها متقاربة، وهي موزعة على مدار النهار، وبينها فترات لا تكفي للشراب الذي يرضي المدمنين، ثم الإفاقة من السكر حتى يعلموا في الصلاة ما يقولون، فلم يبق لمن يشرب الخمر إلا الصبوح وهو شراب الصباح بعد صلاة الصبح حتى يستفيق لصلاة الظهر، أو الغبوق وهو شراب المساء بعد صلاة العشاء حتى يستفيق لصلاة الفجر، وبهذا قطع الإسلام عادة الشراب، وكسر الإدمان.
ثم نزل أخيرا -في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة من الهجرة والنبيﷺ يحاصر مستوطنة بني النضير- قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالازْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ والبغضاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}؛ فكان هذا تحريماً قاطعاً للخمر في كل الأوقات، بسبعة أمور محرمات، واحدة تكفي للابتعاد عنها: كونها رجسا، ومن عمل الشيطان، ووجوب اجتنابها، وكونها توقع في العداوة، وفي البغضاء، وكونها تصد عن ذكر الله، وعن الصلاة.
وأكد الرسولﷺ، هذا التحريم؛ فحرم قليلها وكثيرها، فقالﷺ فيما روى الشيخان: «كل شراب أسكر فهو حرام»، وقال فيما روى أبو داوود والترمذي: «ما أسكر كثيره فقليله حرام».
فالخمور والمخدرات تُحوِّل الإنسان إلى بهيمة عجماء، قد فقد عقله وغاب وعيه، لا يعرف في معاملاته أدنى اللباقة، ويفقد كل معاني اللياقة، تصدر منه الأعمال الغريبة، والتصرفات المريبة، متلبس بكثير من القذارة، بعيد عن كل مقومات الحضارة؛ فقد يتبول ويتغوط في ثوبه، وقد يسب أباه وأمه، وقد يزني ببنته وأخته، وقد يشتم أبناءه وأعز أصدقاءه، فلا فرق بينه وبين الحيوان؛ بل إنه حيوان مفترس في صورة إنسان، قد يخرب بيته وأسرته، وقد يضيع وظيفته وثروته، وقد يقضي على صحته وحياته، وقد يجد نفسه في دار العجزة أو مستشفى المجانين.
فهي أداة في يد إبليس الملعون، فهي ملعونة أيضا، وملعون أيضا كل من له صلة بها بأي شكل من الأشكال؛ يقول النبيﷺ فيما روى أحمد: «إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وشاربها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، ومستقيها». واللعن هو: الطرد من رحمة الله؛ وبذلك أقامﷺ حصارا خانقا على الخمور والمخدرات، فأوجب قطع جميع العلاقات بها؛ بل منعﷺ حتى مجرد الجلوس على مائدة تدار فيها كؤوسها، فقالﷺ فيما روى الترمذي: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلسْ على مائدة يُشرَبُ عليها الخمر».
هكذا نجح المصطفىﷺ نجاحا كبيرا في تحريمها ومحاربتها، بينما فشل كل من حاول ذلك في العالم عبر التاريخ، ومن ذلك دولة أمريكا في بداية القرن الماضي؛ فقد أصدرت قانونا بمنع الخمور سنة 1919 ميلادية، واستمر تطبيقه مدة أربعة عشر سنة، وجندت لذلك كل إمكانياتها الممكنة الجبارة، من قوة الشرطة بالتتبع والمراقبة، وقوة القضاء بإصدار الأحكام، منها ما وصل إلى حد الإعدام، وقوة الطب بطبع الآلاف من النشرات الطبية التي تبين أضرار الخمور، ورغم كل ذلك فشلت في المنع، وانهزمت في المواجهة، بحيث انتشرت الخمور في ظل قانون المنع وبكيفية سرية أكثر من انتشارها في ظل السماح، الشيء الذي اضطرها لسحب القانون والسماح للخمور بالتداول، بينما نجح الرسولﷺ في منعها إلى اليوم ببضع آيات من القرآن الكريم؛ فبعد نزولها امتنع الصحابة رضوان الله عليهم عنها فورا، مرددين كلمتهم المشهورة: «انتهينا يا رب»، فاستمر هذا الامتناع إلى اليوم.
وهذا لا يعني أن شرب الخمر لا يوجد في المسلمين اليوم؛ بل هو موجود، ولكن الغالبة الساحقة والسواد الأعظم منهم لا يتناولون الخمور، ومن يتعاطاها هم القلة القليلة، والدليل على ذلك أنتم اليوم رواد المساجد وعمار بيوت الله؛ ألستم قد امتنعتم عن الخمور لأنها حرمها الإسلام؟ فأنتم أكثر من شرذمة بليت بشربها، وأنتم أكبر دليل على نجاح الرسولﷺ فيما فشلت فيه أمريكا من منعها.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين…
الخطبة الثانية
الحمد
لله رب العالمين....
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛
وإذا كنا قد تحدنا عن المشرملين المحليين بسبب المخدرات والخمور؛ فإن هناك مشرملين عالميين دوليين، ومن أفجرهم روسيا وإيران والصهاينة والبوذيين، وما يحدث في حلب سوريا، وفي فلسطين، وفي بورما اليوم ليس إلا نوعا من مشرملاتهم الظالمة، والعالم كله يتفرج، والعالم الإسلامي كبله الخذلان، والعالم العربي مشتت؛ والمسلم لا يملك أمام هذه الجرائم إلا الدعاء، وحتى هذه بخلنا بها في أغلب الأحيان لأن القضية وراء الحدود، فعند أحداث حلب ينتهي الكلام، لا إنسانية في هذا العالم، ولا رحمة في هذا النظام، وقل مثل ذلك في مسلمي الروهنكا في بورما، أطفال في عمر الرضاعة يعذبون ثم يقتلون، ونساء يغتصبن ثم يقتلن، وشيوخ يعذبون ثم يذبحون، وآلاف من الرجال أعدموا بطرق بشعة،
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛
وإذا كنا قد تحدنا عن المشرملين المحليين بسبب المخدرات والخمور؛ فإن هناك مشرملين عالميين دوليين، ومن أفجرهم روسيا وإيران والصهاينة والبوذيين، وما يحدث في حلب سوريا، وفي فلسطين، وفي بورما اليوم ليس إلا نوعا من مشرملاتهم الظالمة، والعالم كله يتفرج، والعالم الإسلامي كبله الخذلان، والعالم العربي مشتت؛ والمسلم لا يملك أمام هذه الجرائم إلا الدعاء، وحتى هذه بخلنا بها في أغلب الأحيان لأن القضية وراء الحدود، فعند أحداث حلب ينتهي الكلام، لا إنسانية في هذا العالم، ولا رحمة في هذا النظام، وقل مثل ذلك في مسلمي الروهنكا في بورما، أطفال في عمر الرضاعة يعذبون ثم يقتلون، ونساء يغتصبن ثم يقتلن، وشيوخ يعذبون ثم يذبحون، وآلاف من الرجال أعدموا بطرق بشعة،
أية
جريمة ارتكبها الرضيع حتى يعذب، إنها جرائم والله لا تعرفها حتى الوحوش في
الغابات، وليس هذا في سوريا فحسب، فهناك مدن سنية في العراق دمرت، كالرمادي
والفلوجة والموصل الآن، وأمر اليمن ليس بأحسن حالا؛ كل ذلك على يد مشرملين دوليين
من الشيعة والصهاينة والصليبية والروس والدواعش.
وجميع المسلمين إنما يتألمون ويحزنون من الورطة، ولا يتأملون ويفكرون ويتعاونون في كيفية الخروج منها، ولن تتوقف هذه الجرائم إلا بتوحيد كلمة المسلمين على أساس من كلمة التوحيد، وأعداء الإسلام يعلمون هذا أكثر منا، فيحاربوننا بالتشكيك والتفكيك؛ تشكيك لتحطيم كلمة التوحيد بتشويه الحقائق، وتفكيك لتحطيم توحيد الكلمة بإحداث حروب بينية، بين المسلمين في الدولة الواحدة.
وجميع المسلمين إنما يتألمون ويحزنون من الورطة، ولا يتأملون ويفكرون ويتعاونون في كيفية الخروج منها، ولن تتوقف هذه الجرائم إلا بتوحيد كلمة المسلمين على أساس من كلمة التوحيد، وأعداء الإسلام يعلمون هذا أكثر منا، فيحاربوننا بالتشكيك والتفكيك؛ تشكيك لتحطيم كلمة التوحيد بتشويه الحقائق، وتفكيك لتحطيم توحيد الكلمة بإحداث حروب بينية، بين المسلمين في الدولة الواحدة.
والنبيﷺ يقول فيما يجب أن تكون عليه سرائرنا وقلوبنا ومخبرنا وإحساسنا: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، كما يقولﷺ فيما يجب أن يكون عليه مظاهرنا وأفعالنا: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، فرابطة توحيد الكلمة على أساس من كلمة التوحيد، لا تخرقها الحدود الجغرافية المصطنعة، ولا تؤثر فيها الجنسيات المفتعلة، ولا تحدد باللون ولا باللغة، فالمسلم أخ المسلم وإن كان وراء هذه الحدود، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه؛ والنبيﷺ يقول فيما روى أبو داود وأحمد: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلما، في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته»....
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ..
أئمة مروك_الفقيه عبد الله بنطاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا