خطبة الجمعة: ظاهرةالجري وراء الشهرة وترك الإخلاص لله - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة الجمعة: ظاهرةالجري وراء الشهرة وترك الإخلاص لله

أعدها الأستاذ: احمديخلف
تم إلقاؤها الجمعة 2 صفر 1440هـ الموافق لـ 12 أكتوبر 2018

الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله،  إله الأولين والآخرين ،ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، الصادق الأمين ، فاللهم فصل وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون: فللإخلاص آثار عجيبة تُرى في الدنيا قبل الآخرة ، ففي الدنيا يُصفي  العمل من كل شَوْب، ويَنفي  عنه الرياء والسمعة والعجب والغرور والتباهي والمنّ ، وفي الآخرة يُدخل الجنة ، ويزحزح عن النار، ويجعل المرء فائزا.

والإخلاص كما قال العز بن عبد السلام: " أن يفعل المكلَّف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلبَ نفع دينيّ، ولا دفعَ ضرر دنيوي".
ومن شروط العمل المقبول عند الله الإخلاص، و الصواب .
لقول  الله تعالى  ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) ، قَالَ الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ : أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ، قَالُوا : يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا ، وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا ، لَمْ يُقْبَلْ ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ ، حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا ،وَالْخَالِصُ : أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ ، وَالصَّوَابُ : أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ، وَذَلِكَ تَحْقِيقُ قَوْله تَعَالَى (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) ".
و قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ .

وكان الصالحون الأولون  يُخفون الأعمال الصالحة حتى عن أقرب الناس إليهم، الزوج عن زوجته، والوالد عن أولاده، والصديق عن أصدقائه.
كان أبو أمامة الباهلي - رضي الله تعالى يومًا في المسجد، ورأى رجلا ساجدا يبكي بشدة، فلما انهى  الرجل صلاته ،جعل يمسح دموعه بطرف عمامته قال له أبو أمامة رضي الله عنه: "ما أحسن بكاءك لو كان في بيتك".
ولما مات عليُّ بن الحسن حينئذ علم الناس أنه يعول مائة بيت بالمدينة.

هكذا كانوا يعبد ون الله إخلاصا له ، ينفقون اخلاصا لله، يعلمون الدين للناس اخلاصا لله .
وللأسف غاب الإخلاص في هذا الزمان، وبذلك ظهر العجب والرياء وحب الشهرة والظهور، وظهر الشرك الأصغر.
ترى من يتصدق من أجل فلان، ينفق من أجل فلان، يبني المسجد أوغيره من أجل الشهرة وحب الظهور .

 عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم.

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.

ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار). [صحيح مسلم  وأخرجه غيره من أهل السنن.].
;ومن أخلص لله دام عمله دنيا وأخرى، ومن كان لغير الله تعالى  خسر وفسد...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا