قول المالكية فيمن يصلي التراويح في المنزل مقتديا بإمامه عبرمكبرالصوت - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

قول المالكية فيمن يصلي التراويح في المنزل مقتديا بإمامه عبرمكبرالصوت


حكم صلاة التراويح في المنزل مقتديا بمكبر الصوت في المسجد
سائل يسأل: هل يجوز للمرأة أن تصلي التراويح بمكبر الصوت من المسجد وهي في منزلها؟
الجواب والله الموفق للصواب:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد؛ فالاقتداء بالإمام في صلاة الجماعة بالمسجد له مراتب في الفضل؛ فالأفضل للمسلم أن يرفع خطواته إلى المسجد لأداء الصلاة جماعة مع الإمام داخل المسجد، والأفضل في المسجد الصف الأول فالأول؛ 

ولكن يجوز له أن يصلي خارج المسجد مع اتصال الصفوف باتفاق المذاهب الأربعة؛ بل ويجوز له عند المالكية أن يصلي خارج المسجد في منزله أو في غيره مقتديا بالإمام عن طريق مسمِّع أو بمكبر صوت وإن لم تتصل الصفوف.

قال الشيخ خليل(ت776هـ): "وجاز مُسَمِّعٌ واقتداء به أو برؤيته وإن بدار"؛ بل ولو كان المأموم في دار قدام الإمام فهو جائز عند المالكية مع الكراهة؛ قال الإمام مالك: "ومن صلى في دور أمام القبلة بصلاة الإمام وهم يسمعون تكبير الإمام، فيصلون بصلاته ويركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، فصلاتهم تامة وإن كانوا بين يدي الإمام...؛ 

وقد بلغني أن دارا لآل عمر بن الخطاب وهي أمام القبلة كانوا يصلون بصلاة الإمام فيها فيما مضى من الزمان، وما أحب أن يفعله أحد، ومن فعله أجزأه"(1).

وأصل هذا ما روى ابن وهب(ت197هـ): «أن أزواج النبيﷺ كُنَّ يُصَلِّينَ في بيوتهن بصلاة أهل المسجد»؛ وقال سحنون(ت240هـ): "وأخبرني ابن وهب عن رجال من أهل العلم عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة وعمر بن عبد العزيز وزيد بن أسلم وربيعة مثلَه؛ إلا أن عمر بن الخطاب قال: ما لم تكن جمعة"(2).

واختلف المالكية: هل يشترط في المسمِّع أن يستوفي شروط الإمامة أم لا؟
• فقيل: لا تشترط فيه شروط الإمام فيجوز ولو كان صبيا أو امرأة أو مُحْدَثا أو حتى كافرا، وهذ القول مبني على أن الْمُسْمِّعَ علامة على صلاة الإمام وليس إماما؛ واختار هذا القول الإمامان أبو عبد الله المازري(ت536هـ) وإبراهيم اللقاني(ت1041هـ) من علماءالمالكية.

• وقيل: لا بد أن تتوفر في الْمُسْمِّعَ شروط الإمام؛ لأنه نائبه ووكيله، وهذه المسألة من إحدى المسائل التي زادها سيدي عبد الواحد بن أحمد الونشريسي(ت955هـ) في نظم إيضاح المسالك لوالده أبي العباس(ت914هـ) فقال:

هَلْ الْمُسَمِّعُ وَكِيلٌ أَوْ عَلَـــمْ /// عَلَى صَلَاةِ مَنْ تَقَـــــــــدَّمَ فَأَمْ
عَلَيْهِ تَسْمِيعُ صَبِيٍّ أَوْ مَرَّهْ /// أَوْ مُحْدِثٍ أَوْ غَيْرِهِ كَالْكَفَرَهْ(3)

والخلاصة: أن الاقتداء بالإمام عن طريق المسمع أو بمكبر الصوت يجوز في المذهب المالكي ولو كان المأموم في منزله؛ سواء اتصلت الصفوف أم لا، رجلا كان المأموم أو امرأة، كان المنزل وراء الإمام أو قدامه؛ بيد أن الصلاة قدام الإمام مكروهة؛ وعليه، فمن صلى بإمام المسجد وهو في منزله صلاته صحيحة؛ ولكنه فاته الأفضل، كما فاته أجر الخطوات إلى المسجد، وأجر الصف فيه؛ والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامــــــــش ومراجع البحث:
(1) المدونة لسحنون: (1/ 175).
(2)  المدونة لسحنون: (1/ 176).
(3) حاشية أبي الحسن العدوي(ت1189هـ) على شرح المختصر للخرشي: (2/ 37)، والشرح الكبير للشيخ الدردير(ت1201هـ): (1/ 337)
يوم الأربعاء 7 رمضان 1439هـ 23 / 05 / 2018م.
خادمكم عبد الله بن الطاهر
مسجد الإمام البخاري أكادير المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا