السنن الرواتب وعدد ركعاتها عند كل صلاة
د. قاسم أكحيلات
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه
وبعد: السنن الرواتب هي مايسن المداومة عليه سواء قبل أوبعد كل فريضة من (الظهر، العصر، المغرب، العشاء).
والراوتب جمع راتبة من رتب الشيء رتوبا أي :استقر ودام فهو راتب ، ويقال : إمام راتب إي : دائم ومستقر في مسجدما ، وسميت السنن الرواتب بذلك لمشروعية المواظبة عليها في أوقاتها إما قبل الصلاة أوبعدها وهكذا يطلقها الفقهاء على السنن التي لها علاقة بالصلوات المفروضة مع اختلاف في عددها لكل صلاة حسب الأحاديث الواردة في ذلك ومنها :
--------------------
-الوارد في راتبة الظهر ثلاث صفات:
*2 قبلها و2 بعدها : عن عبد الله بن عمر:"أن رسول اللهﷺ كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين.."..(البخاري.937).
*4 ركعات قبلها و2 بعدها : قال رسول الله ﷺ :"من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها..".(الترمذي.415).
*4 قبلها و4 بعدها : قال ﷺ:"من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار".(صحيح الترمذي.428).
- من أدرك الجماعة فله أن يقضي الراتبة بعد الفريضة، عن عائشة:"أن النبي ﷺ كان إذا لم يصل أربعا قبل الظهر صلاهن بعدها".(حسن رواه الترمذي.426).
- يجوز قضاؤها ولو بعد صلاة العصر لمن لم يتيسر له قبلها، عن أم سلمة أن النبي ﷺ كان يصلي ركعتين بعد العصر ، فسئل عنها فقال : يا بنت أبى أمية ، سألت عن الركعتين بعد العصر ، وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر ، فهما هاتان".(البخاري.1233.مسلم.834).
- والسنة أن تصلى مثنى مثنى، ومن أراد صلاتها أربعا متصلة جاز، وقد قال قوم لا يصح منه ذلك، ولهم حديث:" صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ". (رواه أحمد 4791).
قلت : لفظ (والنهار) مختلف فيه اختلافا شديدا، وعلى فرض صحته فلا يمنع من صلاتها أربعا متصلة، فالنبيﷺ الذي قال (صلاة الليل مثنى مثنى). ثبت عنه أنه صلى الوتر خمسا متصلة، عن عائشة عن النبي ﷺ أنه كان :".. يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس إلا في آخرها".(مسلم). دل على جواز سردها أربعا.
- أما صلاة العصر فلها راتبة قبلية لقوله ﷺ:"رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا".(حسن رواه الترمذي.430). وتصلى أيضا ركعتان، عن أبي سلمة ، أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله ﷺ يصليهما بعد العصر ، فقالت : كان يصليهما قبل العصر ، ثم إنه شغل عنهما ، أو نسيهما ، فصلاهما بعد العصر ، ثم أثبتهما ، وكان إذا صلى صلاة أثبتها".(مسلم.835).
- أما بعد العصر فلا راتبة لقوله ﷺ:"لا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس".(متفق عليه). أما حديث بي سلمة ، أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله ﷺ يصليهما بعد العصر ، فقالت :"كان يصليهما قبل العصر ، ثم إنه شغل عنهما ، أو نسيهما ، فصلاهما بعد العصر ، ثم أثبتهما ، وكان إذا صلى صلاة أثبتها".(مسلم.835).
فيحمل على الخصوصية، بدليل قولها:"ثم أثبتهما ، وكان إذا صلى صلاة أثبتها".
فيحمل على الخصوصية، بدليل قولها:"ثم أثبتهما ، وكان إذا صلى صلاة أثبتها".
- قال قوم إن صلى أربعا قبل العصر صلاها متصلة بتشهد في الركعة الثانية، لحديث:"وأربعاً قبل العصر، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين".(حسن رواه الترمذي.424). وحملوا قوله (كل ركعتين بالتسليم) التشهد لاشتماله على قوله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.(حاشية السندي.354/1). وهذا هو الظاهر، وتؤيده الرواية الثانية: (يجعل التسليم في آخره)، يحمل ذلك التسليم على تسليم الخروج.(ذخيرة العقبى.117/11).
-أما المغرب فله سنة بعدية (ركعتان)، قال رسول الله ﷺ :"من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر صلاة الغداة".(الترمذي.415).
-وتتأكد صلاتها في البيوت، عن محمود بن لبيد قال: أتى رسول الله ﷺ بني عبد الأشهل فصلى بهم المغرب فلما سلم قال: " اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم".(حسن رواه أحمد.23628).
-ويقرأ في ما ورد عن ابن عمر قال:"رمقت النبي ﷺأربعا وعشرين مرة، أو خمسا وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر وبعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".(حسن رواه أحمد.5699).
-وليس لها راتبة قبلية، ولكن له أن يأتي بركعتين قبلها ولا تتخذ سنة، عن عبد الله المزني، أن رسول الله ﷺ قال: " صلوا قبل المغرب ركعتين ، ثم قال: لوا قبل المغرب ركعتين، ثم قال عند الثالثة: لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة".(صحيح رواه احمد.20552).
- والعشاء له سنة بعدية (ركعتان)، قال رسول الله ﷺ :"من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة..وركعتين بعد العشاء..".(الترمذي.415).
- ثبت عن النبي ﷺ أنه صلى أربعا بعدها وذلك من النفل المطلق، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :"بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي ﷺ ، وكان النبي ﷺ عندها في ليلتها ، فصلى النبي ﷺ العشاء ، ثم جاء إلى منزله ، فصلى أربع ركعات..".(البخاري.117).
- في حال جمع المغرب والعشاء، فقال قوم يجمع ثم تصلي سنة الأولى ثم الثانية، قال النووي:"في جمع العشاء والمغرب يصلي الفريضتين ثم سنة المغرب ثم سنة العشاء ..وأما في الظهر : فالصواب الذي قاله المحققون أنه يصلي سنة الظهر التي قبلها ثم يصلي الظهر ثم العصر ثم سنة الظهر التي بعدها ثم سنة العصر".(روضة الطالبين.402/1).
وقد يستدل لهذا بما ورد عن أسامة رضي الله عنه :"أن النبي ﷺ لما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ، ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما شيئا" . (متفق عليه).
والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا