خطبة الجمعة :في فضل العشرمن ذي الحجة ويوم عرفة - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة الجمعة :في فضل العشرمن ذي الحجة ويوم عرفة

أئمةمروك - إعداد : حسن العباري

الحمدُ لله،الذي فَضَّلَ بعضَ الأيام على بعض وجعل في ذلك حكمة، ورتبَ عليها أجرا عظيما تكرما منه ومنة، ،ونصلي ونسلم على من زهد في الأولى وتعلق بالأخرى، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن أهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

أما بعد : أيها الإخوة الكرام :أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل، في جميع الأزمنة والامكنة، والإكثارِمن الطاعات والقربات في جميع الأيام ولاسيما في الأيام التي لها أفضلية كعشر ذي الحجة. 

والتي لمكانتها العظمى عند الله تعالى أقسم بها فقال :وليالٍ عشرٍ،فسرها بعضُ المفسرينَ كابن كثير بعشر ذي الحجة.
ولقد جاءَ في فضلها أحاديث صحيحة منها ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما،أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:  :ما منْ أيام ٍ العملُ الصالحُ فيها أحب الى الله منْ هذه الأيام. يعني من عشر ذي الحجة.يعني أن الأعمال الصالحة التي أوقعها المؤمن في هذه الأيام من عمرةٍ،وصيامٍ،وصدقة....أحب إلى الله من الأعمال الصالحة خارجها، والله أعلم. 

لأن الحسنة كما قال العلماء تغلظُ في الزمان والمكان، فالاعمال الصالحة في هذه الأيام لا يعادلها عملٌ،إلا عمل رجلٍ خرجَ بنفسه وماله فلم يرجعْ بشيء من ذلك
وفي حديث آخر، رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{مامن أيام أعظم ولا أحب إلى الله من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد،}

فهذه الأيام هي موسمٌ يستغلهُ الصالحونَ في العبادات منْ حجٍ،وعمرة،واكثار من النوافل، والصدقات،.......لأنهم يعلمون فضلها فهي فرصةُ المؤمن يتقرَّبُ فيها إلا مولاهُ،وفرصةُ العاصي يتوب ويرجعُ إلى مولاه،وأفضلُ هذه الأيام يوم عرفة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أفضل الأيام يومُ عرفةَ.رواه ابن حبان في صحيحه عن جابر رضي الله عنه. 

عباد الله :إن هذه الأيام التي عرفتم فضلها يستغلها المؤمن في الاجتهاد فيما يُحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأقوال والافعالُ فهذا دأبُ الصحابة والتابعين. ..فلقد كان سعيد بن جبير  اذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكادُ يُقْدَرُ عليه.
فهذا يدل على اجتهادهم كلهم وإن كان سعيد  بن جبير يجتهدُ أكثر في الطاعات والقربات. 

والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه من الصلاة والصيام والصدقة ولا يأتي ذالك في غيره، قاله ابن حجر.

● ومن بين ما يَجْتَهدُ فيه المؤمنُ في هذه الأيام المباركة،المحافظةُ على الصلاة التي أمر الله عزوجل عبادهُ بالمحافظة عليها فقال :{حافظوا على الصلاة، }وتوعد من تهاون وأخَّرها عن أوقاتها بالوعيد الشديد فقال:{فخلفَ منْ بعدهمْ خلفٌ اضاعوا الصلاةَ واتبعوا الشهوات فسوف يلقونَ غيا إلا من تاب. ...}

فالمحافظة على الصلاة واجبة، ومن المحافظة عليها، اداؤها في أوقاتها بخشوعٍ مع الجماعة، والاجتهاد كذلك في قيام الليل والنوافل. ....
فما من سجدة تسجدها أخي المسلم لله إلا رفعك الله إليه درجة، وحط عنك خطيئة، فأكثر من السجود وانت حي صحيح معافى،تقربا إلى مولاك،وشكرا له على الحياة والصحة والعافية، فالميت يتمنى أن يسجد لله سجدة واحدة، والمريض ملقى على فراشه في المصحة لا يستطيع قياما ولاسجودا،فاسجد لله قبل أن تتمنى السجود فلا تستطيع،واسجد لله عسى ربك أن يدعوك إلى السجود فتستطيع، اللهم لا تجعلنا من الذين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.

● ويستحبُّ الاجتهاد كذلك في هذه الأيام بالتكبير والتحميد والتهليل، سرا وعلانية، قال تعالى :{ويذكروا اسم الله في أيام معلومات }قد فسر ابن كثير الأيام المعلومات،بعشر ذي الحجة . وكذلك فسرها ابن عباس.
ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما :فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد.

وقد ذَكَرَ البخاري أن ابنَ عُمَرَ،وابا هريرةَ،كانا يَخْرُجانِ إلى السوق فيكبران ويكبرُ الناس بتكبيرهما، وهذا يدلُّ على اجتهاد الصحابة في هذه العبادة القولية في العشر،
فأكثروا أحبتي من التكبير والتحميد والتهليل،

فلا يخفى عليكم فضل الذكر عموما، [أتى  رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال :يارسول الله ان شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فباب نتمسك به،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لا يزالُ لسانُكَ رطبا منْ ذكرالله] فرطبْ لسانك أخي المسلم  بذكر،  اذكر الله، وامر أهلك واولادك بذكر الله، وكن لهم قدوة حسنة،اذكر ربك بكرة وأصيلا في اليل والنهار،دبر الصلوات. 

فجزاء الذكر عظيم.والذكر أن تقولَ:الله أكبر،الله أكبر،  لا إله إلا الله، والله أكبر،والله أكبر،  ولله الحمد. قال تعالى {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}

● ومن الأعمال التي يجتهد فيها المسلم في هذه الأيام، الصوم وأنتم تعلمون فضل الصوم،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل عملِ ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا اجزي به،ويكون الجزاء عظيما، إذا لم يعص الصائم ربه،بالرفث، والفسق،وقول الزور. ..وغير ذلك من الأمور التي يجب على الصائم أن يجتنبها في جميع أحواله ولاسيما إن كان صائما؛

فالصوم من فضله أنه يشفعُ لكَ أخي المسلم،وأن الله يُبْعِدُ عن وجهك النار سبعينَ خريفاً،بيوم واحد صمته في سبيل الله .....

فأكثروا من الصيام في هذه الأيام،صمْ أخي المسلم ما تقدر عليه في هذه الأيام  كلها أو نصفها أو ثلثها، ولو يوماً واحداً منها واحرص أنْ يكونَ ذاكَ اليوم يومُ عرفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {صيامُ يوم عرفةَ احتسبُ على الله أن يُكفرَ عنه السنةَ التي قبله، والتي بعدَهُ}.فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصوم تسع ذي الحجة. وهو مستحب عند النواوى استحبابا شديدا.
قال ابن عاشر:
كتسع حجة واحرى الآخر.
فكونوا مع قوافل الصائمين. 

● واجتهدوا كذلك في الصدقة في الإنفاق على المحتاجين، من كان ذا مال فليشتر اضحية للمحتاج القريب، فكما تريدُ أن تدخل السرور على أولادك، فنفسُ الشعور بالنسبة للمحتاج، فمن المؤسف أن تكون يومَ عيدكَ فرحا مسرورا ،وجاركَ تتساقط دموعه، وهو يرى أولاده يبكون وزوجته تخفي الألم في قلبها،ساهم ولو بقليل، تعانوا مع إخوانكم وادخلوا عليهم فرحا وسرورا عسى ربكم أن يُفَرّحَكُمْ بقضاء الحوائج، والشفاء من الاسقام ويدخلكم
الجنة قال تعالى :{ويربي الصدقات}.

● ومن الأعمال التي يستحب لمن أراد أن يضحي  تركها في هذه الأيام[عند الإمام مالك] تقليم الأظافر، وقص الشعر،مع الحرص على النظافة، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره واظفاره، لعل ذلك تشبيها بمن يسوق الهدي، قال تعالى :{ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله}.نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم و بسنة سيد الأنبياء والحمد لله رب العالمين .

الخطبة الثانية :

الحمدُلله رب العالمين،نحمده تعالى حمد المجتهدين في الطعات،ونُصَلِّي ونُسَلمُ على النبي الأمين ،صلى الله عددَ المخلوقات،وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وعلى التابعين إلى يوم العرض ِعلى خالقِ الكائنات.
أما بعد"

أيها المؤمنون: ألا فاجتهدُواْ في هذه الأيَّام المباركات،بكثيرِ منَ الطاعات ،وتقَرَّبواْ إلى مولاكمْ بما يحبُّهُ منَ القربات ِ،فمنْ تقرَّبَ إلى اللهِ شبراً تَقَرَّبَ إليه ذراعاً،و منْ تقربَ اليهِ ذراعاً تقرَّبَ إليه باعاً،واعملواْ أنَّ اللهَ يوفيكُم أعمالكمْ،ويزيدكمْ من فضله. 

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا ووفقنا لاجتنابه،أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه انك سميع قريب مجيب الدعاء.
.....والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا