بعددورته الأخيرة هل يتجه المجلس العلمي الأعلى إلى معاييرجديدة لمنح التزكيات؟
يبدوا أن المجلس العلمي الأعلى وفروعه في
كافة أنحاء عمالات وأقاليم المملكة في اتجاه تدريجي إلى إحداث تغيير جدري في موضوع
التزكيات من خلال تحديث القوانيين المنظمة له وكذلك شروط الترشح للراغبين في
الحصول على شواهد التزكيات من هذه المجالس .
ففي الأونة الأخيرة راجت أقوال بين صفوف القيمين الدينيين مفادها : أن الحصول
على شهادة التزكية كيفماكان نوعها سيتطلب مستقبلا التوفر على شهادة علمية للتعليم
العتيق أومايعدلها .
على الاقل شهادة التاسعة إعدادي عتيق
بالنسبة للإمامة أوشهادة بكالوريا التعليم
العتيق لتزكية الخطابة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو مامصداقية هذه الاقوال
في الواقع العملي وعلى المستوى الرسمي والجهات المختصة : المجلس العلمي الاعلى
والمجالس العلمية المحلية التابعة له.
وللجواب على هذا السؤال نقول :أن هناك
فعلاتوجها رسميا في هذا الموضوع يجري حاليا الإعداد له، إنما هي مسألة وقت ليس إلا
،فالتغيير قادم لامحالة ، فقداعلن المجلس العلمي الأعلى قبل انعقاد دروته العادية
الأخيرة التي تم إجراؤها بالرباط يومي 23 /24 دجنبر / 2016 والتي أعلن قبلها المجلس عن برنامج الدورة
وأعلن بمجمله على الشكل التالي :
- دور العلماء في
توثيق التواصل الثقافي والعلمي بين المغرب وإفريقيا؛
- تعميق النظر في
آليات الاشتغال الجهوي للمؤسسة العلمية؛
- المصادقة على
مشروع ميزانية المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية؛
- مشروع برنامج
العمل السنوي للمجالس العلمية المحلية: دراسة ومصادقة؛
- الحسم النهائي
في موضوع تزكية القيمين الدينيين.
والذي يهمنا في موضوعنا هذاهو: الفقرة الأخيرة لهذا البرنامج وهو
:الحسم النهائي في موضوع
تزكية القيمين الدينيين .
مايعني أن هناك عمل جاد لتحديث القانون التنظيمي للتزكيات الذي استمر
العمل به منذ سنوات وإلى الآن ، بيد أن المجلس العلمي الاعلى لم يصدر لحد الساعة
أي بيان أو إي إعلان عن نتائج انعقاد دورته الأخيرة ولم يعرف حتى الآن ماهي
المستجدات التي حرج بها المجلس في هذه الدورة .فقط في الأيام القادمة سيتضح الأمر ،هل
سيتم تعديل بعض مواد الظهير الشريف المنظم للتزكيات ونشره في الجريدة الرسمية وهل
سيتم تطبيقه على شكل تدريجي ام ماذايجري الإعداد له ؟ فعبارة (الحسم النهائي) هذه تعني القرارالأخير بعد سلسلة من المشاورات.
وفي السياق ذاته وقبل نشرهذه التدوينة وبعد البحث توصلت إلى أن بعض
المجالس العلمية المحلية بدات فعلا تسابق الزمن و تسير في هذا الإتجاه لاندري هل المجالس
العلمية كلها تسير في نفس الخطة أم بعضها فقط , فقد نشركل من المجلس العلمي المحلي
لسيدي بنور ،وعمالة طنجة اصيلة ، ومدينة بركان والمجلس العلمي المحلي لقلعة سراغنة ،هذه المجالس نشرت شروط الترشح لنيل التزكيات على مواقعها
الإليكترونية في الشبكة العنكبوتية وبعض المجالس الأخرى لم تنشر أي شيء يخص
التزكيات وبعضها الآخر لم يتوفر اصلا على أي
موقع إليكتروني .
هذه الشروط وإن اختلفت شكلا إلا أن مضمونها واحد وكلها تدخل في شروط الترشح
المعهودة ـ شرط ـ آخر وهو: ـ آخر شهادة علمية محصل عليها ،وعبارة :تقبل شهادة شيوخ
مدارس التعليم العتيق المرخص لها .
فناخذ على سبيل المثال المجلس العلمي المحلي لسيدي بنور،الذي زاد ووضح
أكثر فقد نشرعلى موقعه الإليكتروني في قسم
"التزكيات " موضوعا عنونه
ب :الشروط العامة للتزكيات "
وفيه أن من شروط الراغب في الترشيح لنيل شهادة تزكية ـ الإمامة ـ أوالخطابة
ـ أوالوعظ والإرشاد ـ أوتأطير الحجاج ـ أوشهادة القرآن ـ أوالأذان :
-أن يكون مقيما بتراب نفوذ
المجلس العلمي؛
-أن يكون
سليما من السوابق القضائية؛
-أن يكون حاصلا على شهادة تؤهله للقيام بالمهمة المطلوبة؛
- أن يكون
متصفا بالاعتدال والأخلاق الحسنة .
-أن يكون
ملتزما بثوابت الأمة ومقدساتها .
-أن يعمل
على تحصين المسجد وتنميته
-ان يكون
معروفا باتزانه واعتداله سلوكا وعملا تماشيا مع مبدأ اليسر والوسطية ؛
هذا بالنسبة للشروط العامة أما ما يخص
كل تزكية على حدى فقد وضعها الموقع على شكل جدول وهي على النحو التالي :
شروط الترشيح الخاصة بالإمامة:
-أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى ضابطا لرسمه ووقفه وفق
رواية الإمام ورش؛
-أن يكون ملما بفقه العبادات وفق المذهب المالكي ومبادئ
العلوم الشرعية
شروط الترشيح الخاصة بالخطابة:
-أن يكون مجازا في العلوم الشرعية أو حاصلا على بكالوريا
التعليم العتيق أو ما يعادلهما؛
-أن يكون حافظا لثلث القرآن على الأقل.
شروط الترشيح
الخاصة بالوعظ والإرشاد:
-أن يكون مجازا في العلوم الشرعية أو حاصلا على بكالوريا
التعليم العتيق أو ما يعادلهما؛
-أن يكون حافظا لثلث القرآن على الأقل.
شروط الترشيح الخاصة بتأطير الحجاج:
-أن يكون مجازا في العلوم الشرعية أو حاصلا على بكالوريا
التعليم العتيق أو ما يعادلهما؛
-أن يكون حافظا لثلث القرآن على الأقل؛
-أن يكون متقنا لفقه المناسك على مذهب الإمام مالك؛
-أن يكون قد سبق له القيام بمناسك الحج والعمرة ؛
شروط الترشيح الخاصة للأذان:
-أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى ؛
-أن يكون ملما بفقه العبادات وفق المذهب المالكي ومبادئ
العلوم الشرعية.
-أن يكون حسن الصوت؛
شروط الترشيح الخاصة بالحفظ:
-أن يكون متقنا للضبط والرسم والوقف والأداء ؛
-أن يكون ملما بفقه العبادات وفق المذهب المالكي ومبادئ
العلوم الشرعية
- مكونات ملف الترشيح:
· طلب يسحب من إدارة المجلس العلمي
ويعبأ بعناية ؛
· نسخة حديثة من عقد الازدياد إذا
كان المعني بالأمر لا يتوفر على بطاقة التعريف الجديدة؛
· نسخة من بطاقة التعريف الوطنية لم
تنته صلاحيتها مسلمة من الأمن الإقليمي لتراب المجلس؛
· شهادة حديثة من السجل العدلي أو من
بطاقة السوابق العدلية ؛
· نسخة من آخر شهادة علمية ( تقبل
شهادة شيوخ المدارس العتيقة المرخص لها )، وحالة التعذر يكتفى بشهادة الإمام
المؤطر؛
· 4 صور شمسية حديثة؛
· 3 أظرفة متنبرة تحمل اسم
وعنوان
*صاحب الطلب ؛
ـ العنوان الذي يمكن أن يصل فيه
استدعاء المعني بالاختبار ولا يتحمل المجلس مسؤولية عدم توصله بهذا الاستدعاء .
هذه الشروط وملف الترشح التي نقلتها لك
عزيزي القارئ موجودة على الموقع الرسمي للمجلس العلمي المحلي لسيدي بنور،والإجابي
في الأمر
أن هذا المجلس بالذات أضاف كيفية
الإختبار ومراجع معتمدة لمواد الإختبارات
وهي على الشكل التالي :
اختبار الإمامة
المراجع:
· دليل الحج والعمرة (الأوقاف)
·مختصر الدر الثمين (ميارة الصغرى)
· دليل الإمام والخطيب والواعظ .
اختبار الخطابة
المراجع:
· دليل الحج والعمرة (الأوقاف)
·مختصر الدر الثمين (ميارة الصغرى)
· أصول الإنشاء والخطابة (طاهر بنعاشور)
· دليل الإمام والخطيب والواعظ
اختبار الوعظ والإرشاد
المراجع:
· دليل الحج والعمرة (الأوقاف)
·مختصر الدر الثمين (ميارة الصغرى)
· الرسالة للإمام القشيري
· دليل الإمام والخطيب والواعظ
اختبار تأطير الحجاج
المراجع:
· دليل الحج والعمرة (الأوقاف)
· مناسك الحج للشيخ خليل
· دليل الإمام والخطيب والواعظ
اختبار الأذان
المراجع:
· دليل الحج والعمرة (الأوقاف)
· دليل الإمام والخطيب والواعظ
اختبارشهادة حفظ القرآن
المرجع:
. دليل الإمام والخطيب والواعظ . !
أما بخصوص
رأيي وتعليقي على هذاالموضوع أقول :إذاكان تطويرمناهج وأنظمة التعليم العتيق الذي
يتخرج منه الأئمة والخطباءوالوعاظ والمؤنون أمرا واقعا في السنوات الأخيرة
ويتخرج منها
أفواج من حاملي الشهادات كل سنة وكذلك معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدين .
فمن الطبيعي
أن يتغير أيضا القانون المنظم للتزكيات إلاأن الإشكال الواقع الآن هو كيف سيتم تنزيله
وتطبيقه على الائمة والخطباء والمؤذنين من
قدماء خريجي المدارس العتيقة الذين لم يسبق لهم أن حصلواعلى شواهد التزكيات وفي
الوقت ذاته
لايتوفرون على هذه الشواهد العصرية ـ البكالوريا
ـ الإجازة أومايعادلها والتي أغلقت دونهم الأبواب للدارسة في النظام الجديد. نظرا
لصعوبة الحصول على الشواهد الأساسية ـ ابتدائي عتيق ـ والثالثة إعدادي .
وايضا الذين
كبرت سنهم وعليهم مسئوليات أسرية هؤلاء الذين أفنوا جزءا من أعمارهم في مدارس
التعليم العتيق القديم ودرسوا النحو والفقه والأصول والتفسير والأدب وغيرها من مواد
العلوم الشرعية وحفظوا القرآن الكريم ,
هل سنقول
لهم اتركوا كل شيء وابدؤوا من الصفر إن هذافي حال ماإذا وقع ونفذ لشيء عجاب !
فما العمل
إذا وماهي الأجوبة المفترضة لهذه التساؤلات التي سبق ذكرها ؟
أقول : على الجهات
المعنية أن تجيب عنها !
اما أنا سأودعكم
إلى فرصة قادمة
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته .
أئمة مروك _الإمام عبد الله المغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا