خطبة مكتوبة:تناسب الدخول المدرسي;عبد الله بن طاهر
وهي بعنوان: "الدخول المدرسي بين الممارسة التربوية والمدارسة التعليمة"
الحمد لله الكريم المنان، أمر بالتربية قبل التعليم الإنسان، فطوبى لمن أحسن وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وويل لمن أساء فكان أسير الشهوة والشيطان، ونشهد أن لا إله إلا الله {خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، فاز من اهتدى بهديه فاستحق التقدير والامتنان، وفشل من اتخذ إلهه هواه فباء بالخيبة والخسران، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات والبرهان، المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق فكان خلقه القرآن، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل الصدق والإيمان، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القسط والميزان...
أما بعد؛ فأيها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي ألا بتقوى الله وطاعته.
يقول الله تبارك وتعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}؛ لقد بدأت المدارس تفتح أبوابها لأبنائها هذه الأيام، والناس بينهم اللاحق والسابق، وقد جرت سنة الحياة أن يأخذ المتقدم بيد المتأخر، وأن يعلم العارف الجاهل، كما يعلم الكبير الصغير، وأن يرشد الأستاذ التلميذ كما يرشد المهتدي الضال، وأن يسأل الطالب أستاذه كما يسأل الجاهل العالم؛ والعاقل من عرف كيف يتعامل مع كل واحد حسب مستواه، وقد قيل: الناس أربعة انواع:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذلك العالم فأتبعوه.
ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذلك الغافل فنبهوه.
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذلك الطالب فعلموه.
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذلك الجاهل فانصحوه(1).
ومفتاح العلم السؤال؛ "قال النبيﷺ فما روى أبو داود: «هلا سألوا إذْ لم يعلموا، فإنما شفاء العِيِّ السؤال»، والعِيُّ: الجهل.
إِذا كُنْتَ لاَ تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بِالَّذِي***يُسائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إِذاً تَدْرِي؟!
ومن هنا كانت التربية ممارسة والتعليم مدارسة أشرفَ عمل في الوجود، وزكاة علمك تعليم غيرك؛ والله عز وجل هو المعلم الأول للخلائق والمربي الأول للعباد؛ يقول سبحانه وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، وقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله فقال: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}، وقال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات}، وقال سبحانه: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}... إلى غير ذلك من الآيات التي تبين لنا كيف اعتنى القرآن الكريم بالتربية والتعليم، وكيف عظم شأن المربين والمعلمين.
وجاءت السنة النبوية بعد القرآن الكريم مرغبة في الانخراط في عملية التربية والتعليم فقال النبيﷺ فيما روى أبو داود والترمذي: «مَن سَلَكَ طريقا يَلْتَمِسُ فيه علما سهَّلَ الله له طريقا إِلى الجنة، وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضع أجنحَتَها رِضى لطالبِ العلم رضى بما يصنع، وَإِنَّ العَالِم لَيستغفرُ لَهُ مَن في السمواتِ ، ومَن في الأرض، حتى الحيتانُ في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إِن العلماء ورثةُ الأنبياء، إِن الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارا ولا درهما، إِنَّمَا وَرَّثُوا العلمَ، فَمَن أخَذَ بِهِ فَقد أخذ بحظّ وَافر»، وقالﷺ: «مَن خَرَج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يَرجع». أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن"، وقالﷺ: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» أي: ومسلمة، رواه البيهقي في الشعب والطبراني في الكبير وهو حديث صحيح، وقالﷺ: «منهومان لا يشبعان: طالب العلم، وطالب الدنيا»، (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) والمنهوم هو: الجائع. والمسلم طول حياته طالب علم من المهد إلى اللحد، وشعاره: قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
ولم يكن هذا من النبيﷺ: مجرد الدعوة وإصدار الأوامر؛ بل كانﷺ أول الممارسين لعملية التعلم والتعليم؛ فكانﷺ يتعلم من جبريل عليه السلام، ليعلم أمته بين الأنام؛ فقد وجدﷺ في المسجد ذات يوم حلقتين: الأولى أصحابها يدعون ويذكرون الله تعالى، والثانية أصحابها يتعلمون ويعلمون؛ فقالﷺ: «كل على خير؛ هؤلاء يقرءون القرآن ويدعون الله، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون وإنما بعثت معلما، وهذا أفضل فقعد مع المتعلمين»، ووظفﷺ قضية الأسرى في التعليم؛ فجعل التعليم سببا لاعتناق الحرية؛ إذ قررﷺ بأن فداء كل أسير من أسرى غزوة بدر هو تعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.
لقد كان لاعتنائهﷺ بالتعليم أثر كبير في صحابته وأتباعه؛ فتخرجوا من مدرسته النبوية وهو مؤمنون بما للعلم من آثار، وبما للجهل من أضرار، فهذا سيدنا علي -رضي الله عنه- من تلامذة المصطفىﷺ يقوم بمقارنة بين العلم والمال فيقول: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك وأنت حرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق"، وقال رضي الله عنه في شعره:
ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقَدرُ كلِّ امرئ ما كان يحسنه *** والجاهـلون لأهل العلم أعداء
فـفـز بعلم تعش حيـا به أبــدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء
وهذا أبو الدرداء -رضي الله عنه- تلميذ آخر من تلامذة المصطفىﷺ يصنف الناس حسب العلم إلى خمسة فيقول: "كن عالمًا أو متعلمًا أو محبًّا أو متبعًا، ولا تكن الخامس فتهلك، والخامس هو الجاهل المبغض لأهل العلم.
أيها الإخوة المؤمنون؛ لقد كانت العلاقة في السلف الصالح بين الشيخ وتلميذه تقوم على التربية قبل التعليم، وعلى المحبة والوفاء والتوقير والتكريم؛ فإذا كان الأبُ أبَ الولادة فإن الشيخ والأستاذ هو أب الإفادة، يؤدب بالحسنى، ويهذب بالحكمة، كما قال ابن أبي زيد القيرواني في شيخه:
أب لأصغرنا كفل لأكبرنا*** لقد تأدب بالتقوى وأدّبنا
يقسو حينما تجب القسوة، ولكنها قسوة من يريد الخير لولده وتلميذه، ليقيمه على جادة الصواب، وليغرس في نفسه ما يجهل حكمته في صغره، ولن يعرف قيمته إلا عند كبره، كما قال القائل:
فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازما***فليقْسُ أحيانا على من يرحم
والتلميذ المتعلم بدوره ابن مطيع بار، يرى في إجلاله لشيخه مظهرا من مظاهر الأدب وحسن الخلق، وكان التلميذ يحافظ على الوفاء لشيخه حتى بعد انقطاعه عن حلقة علمه، يظل يذكر خيره، ويتذكر سابق فضله، يتأدب أمامه ويستحي منه، ويتودد إليه ويسأل عنه ويزوره. والشيخ بدوره يبقى على صلة دائمة بتلميذه ولو نزل معترك الحياة، يواصل توجيهه وإرشاده، ويفرح بتوفيقه ونجاحه.
هكذا كانت العلاقة بين الشيخ وتلميذه؛ أما اليوم في غياب التربية فلا محبة ولا وفاء ولا تقدير ولا احترام؛ إن الطالب ينسى حق أستاذه وهو بين يديه يغترف من علمه وفضله، فكيف إذا بعد عنه؟
فالأساتذة والمعلمون هم خير هذه الأمة؛ ولكن بعضهم لا كلهم لا يؤدي حق تلميذه كما يجب وهو مكلف بهذا الحق رسميا، فكيف إذا تخلص من قيود هذا التكليف الرسمي؟ فقد انفصمت تلك الرابطة الكريمة بين التلميذ وأستاذه، وفسدت العلاقة بينهما؛ فالأستاذ يسرف في الاعتزاز بمكانته، مسيطرا وقاهرا، والطالب بدوره يتربص به الأحايين، فإذا وجد فرصة رد الكيل كيلين، ورد بالإساة على الإحسان، فيكون كما قيل:
فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً***أُلقِّمُــــهُ بأطـرافِ البَنانِ
أُعلِّمهُ الرِّمـــــايَةَ كُلَّ يومٍ***فَلَمّا اسْتَدَّ ساعِدُهُ رَماني
وكم عَلَّمتُهُ نَظـــمَ القَوافي***فَلَمّا قال قافِيَـــــةً هَجاني
أُعَلِّمُهُ الفُتُــــــوَّةَ كُلَّ وَقتٍ***فَلَمّا طَــــرَّ شارِبُهُ جَفاني
(استد بالسين: من السداد، وطَرَّ شاربه: نبت)
ومن هذه العلاقة المتوترة بين الطالب وشيخه ينشأ الطالب في كثير من الأحيان وهو ينشد الوصول إلى المراتب قبل الحصول على العلم، ويستهدف الحصول على الشهادات وإن لم يصل إلى مستواها، فالتعلم عنده ليس هدفا وغاية؛ بل ذريعة للمراتب إن كانت، ووسيلة للرواتب إن توفرت، فإذا حصل على المرتبة والراتب فليذهب العلم حيث شاء.
أيها الإخوة المؤمنون؛ إن التعليم ليس في حسن التلقين والإلقاء فقط؛ بل يكون أيضا بأخلاق الأستاذ ومعاملاته، بحسن اهتمامه وحسن انتباهه؛ بل حتى بحسن هندامه وهيئته، فالتلميذ غالبا تواق للتشبه بأستاذه وتقليده، يتأثر بسلوكه كما يتأثر بكلامه، فهو قدوته في أقواله وأفعاله.
فعلى الأستاذ والشيخ والمعلم -وأبدأ بنفسي- أن يكون ربانيا في المدارسة والممارسة معا، في التربية والتعليم معا، وأن يكون صادقا فيما يدعي من العلم، وفيما ويدعو إليه من العمل، وعلامة صدقه أن يطبقه على نفسه أولا؛ كيف لا وقد علم أنه اعتلى منصبا من مناصب النبيﷺ، والتعليم بالأسلوب العملي وبالصدق في التطبيق أوقع في النفس وأدعى إلى إثبات العلم في القلب، فإذا طابق علمُنا عملَنا اقتنع به طلابنا واتبعونا، فإذا كان العكس فإن طلابنا سيشعرون بعدم عزمنا على تحقيق ما نقول، أو بعدم إيماننا بما نقول، أو بعدم جدية أقوالنا، فنسيئ إليهم من حيث لا ندري، ونعلمهم الرياء والنفاق بدون أن نشعر؛ فيصدق فينا قول القائل:
يا أيها الرجـــل الْمُعَلِّـــــــــــــــمُ غَيْرَهُ***هَلَّا لِنَفْسِــــــــــك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى***كَيْمَا يَصِـــــــــــحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِــك فَانْهَهَـــــــــــــــا عَنْ غَيِّهَا***فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْــــــــهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُسْمَــــع ما تقـــــــــــول وَيُقْتَدَى***بِالْقَــــــــــــوْلِ مِنْك وَينفع التعليمُ
لَا تَنْهَ عَــــنْ خُلُــــــــــــــقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ***عَارٌ عَلَيْـــــــــك إذَا فَعَلْـت عَظِيمُ
ومن أمثلة ذلك الأستاذ الذي يدخن أمام تلامذته أو يضع إسورة الذهب بمعصمه، أو سلسته بعنقه، والأستاذة المتبرجة، والأدهى والأمر إذا كان هذا أو تلك من أساتذة التربية الإسلامية؛ سواء في التعليم العمومي أو حتى في التعليم العتيق اليوم؛ فإن الله تعالى ينظر إلى الأفعال قبل الأقوال، وإلى القلوب قبل الأشكال، ويأمرنا بتطهير النفس قبل تطهير الحس، بإخلاص العلم والعمل لله؛ قال النبيﷺ: «مَن طلبَ العِلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلَمَاءَ، أَو لِيُمَاريَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويصرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِليه؛ أَدْخَلَهُ الله النَّار» أَخرجه الترمذي، وقد عاتبنا الله تعالى على عدم صدقنا فيما نقول فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}...
صدق الله العظيم وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين...
يقول الله تبارك وتعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}؛ لقد بدأت المدارس تفتح أبوابها لأبنائها هذه الأيام، والناس بينهم اللاحق والسابق، وقد جرت سنة الحياة أن يأخذ المتقدم بيد المتأخر، وأن يعلم العارف الجاهل، كما يعلم الكبير الصغير، وأن يرشد الأستاذ التلميذ كما يرشد المهتدي الضال، وأن يسأل الطالب أستاذه كما يسأل الجاهل العالم؛ والعاقل من عرف كيف يتعامل مع كل واحد حسب مستواه، وقد قيل: الناس أربعة انواع:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذلك العالم فأتبعوه.
ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذلك الغافل فنبهوه.
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذلك الطالب فعلموه.
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذلك الجاهل فانصحوه(1).
ومفتاح العلم السؤال؛ "قال النبيﷺ فما روى أبو داود: «هلا سألوا إذْ لم يعلموا، فإنما شفاء العِيِّ السؤال»، والعِيُّ: الجهل.
إِذا كُنْتَ لاَ تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بِالَّذِي***يُسائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إِذاً تَدْرِي؟!
ومن هنا كانت التربية ممارسة والتعليم مدارسة أشرفَ عمل في الوجود، وزكاة علمك تعليم غيرك؛ والله عز وجل هو المعلم الأول للخلائق والمربي الأول للعباد؛ يقول سبحانه وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، وقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله فقال: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}، وقال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات}، وقال سبحانه: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}... إلى غير ذلك من الآيات التي تبين لنا كيف اعتنى القرآن الكريم بالتربية والتعليم، وكيف عظم شأن المربين والمعلمين.
وجاءت السنة النبوية بعد القرآن الكريم مرغبة في الانخراط في عملية التربية والتعليم فقال النبيﷺ فيما روى أبو داود والترمذي: «مَن سَلَكَ طريقا يَلْتَمِسُ فيه علما سهَّلَ الله له طريقا إِلى الجنة، وَإِنَّ الملائكةَ لَتَضع أجنحَتَها رِضى لطالبِ العلم رضى بما يصنع، وَإِنَّ العَالِم لَيستغفرُ لَهُ مَن في السمواتِ ، ومَن في الأرض، حتى الحيتانُ في الماء، وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إِن العلماء ورثةُ الأنبياء، إِن الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارا ولا درهما، إِنَّمَا وَرَّثُوا العلمَ، فَمَن أخَذَ بِهِ فَقد أخذ بحظّ وَافر»، وقالﷺ: «مَن خَرَج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يَرجع». أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن"، وقالﷺ: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» أي: ومسلمة، رواه البيهقي في الشعب والطبراني في الكبير وهو حديث صحيح، وقالﷺ: «منهومان لا يشبعان: طالب العلم، وطالب الدنيا»، (رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) والمنهوم هو: الجائع. والمسلم طول حياته طالب علم من المهد إلى اللحد، وشعاره: قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
ولم يكن هذا من النبيﷺ: مجرد الدعوة وإصدار الأوامر؛ بل كانﷺ أول الممارسين لعملية التعلم والتعليم؛ فكانﷺ يتعلم من جبريل عليه السلام، ليعلم أمته بين الأنام؛ فقد وجدﷺ في المسجد ذات يوم حلقتين: الأولى أصحابها يدعون ويذكرون الله تعالى، والثانية أصحابها يتعلمون ويعلمون؛ فقالﷺ: «كل على خير؛ هؤلاء يقرءون القرآن ويدعون الله، فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون وإنما بعثت معلما، وهذا أفضل فقعد مع المتعلمين»، ووظفﷺ قضية الأسرى في التعليم؛ فجعل التعليم سببا لاعتناق الحرية؛ إذ قررﷺ بأن فداء كل أسير من أسرى غزوة بدر هو تعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.
لقد كان لاعتنائهﷺ بالتعليم أثر كبير في صحابته وأتباعه؛ فتخرجوا من مدرسته النبوية وهو مؤمنون بما للعلم من آثار، وبما للجهل من أضرار، فهذا سيدنا علي -رضي الله عنه- من تلامذة المصطفىﷺ يقوم بمقارنة بين العلم والمال فيقول: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك وأنت حرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق"، وقال رضي الله عنه في شعره:
ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقَدرُ كلِّ امرئ ما كان يحسنه *** والجاهـلون لأهل العلم أعداء
فـفـز بعلم تعش حيـا به أبــدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء
وهذا أبو الدرداء -رضي الله عنه- تلميذ آخر من تلامذة المصطفىﷺ يصنف الناس حسب العلم إلى خمسة فيقول: "كن عالمًا أو متعلمًا أو محبًّا أو متبعًا، ولا تكن الخامس فتهلك، والخامس هو الجاهل المبغض لأهل العلم.
أيها الإخوة المؤمنون؛ لقد كانت العلاقة في السلف الصالح بين الشيخ وتلميذه تقوم على التربية قبل التعليم، وعلى المحبة والوفاء والتوقير والتكريم؛ فإذا كان الأبُ أبَ الولادة فإن الشيخ والأستاذ هو أب الإفادة، يؤدب بالحسنى، ويهذب بالحكمة، كما قال ابن أبي زيد القيرواني في شيخه:
أب لأصغرنا كفل لأكبرنا*** لقد تأدب بالتقوى وأدّبنا
يقسو حينما تجب القسوة، ولكنها قسوة من يريد الخير لولده وتلميذه، ليقيمه على جادة الصواب، وليغرس في نفسه ما يجهل حكمته في صغره، ولن يعرف قيمته إلا عند كبره، كما قال القائل:
فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازما***فليقْسُ أحيانا على من يرحم
والتلميذ المتعلم بدوره ابن مطيع بار، يرى في إجلاله لشيخه مظهرا من مظاهر الأدب وحسن الخلق، وكان التلميذ يحافظ على الوفاء لشيخه حتى بعد انقطاعه عن حلقة علمه، يظل يذكر خيره، ويتذكر سابق فضله، يتأدب أمامه ويستحي منه، ويتودد إليه ويسأل عنه ويزوره. والشيخ بدوره يبقى على صلة دائمة بتلميذه ولو نزل معترك الحياة، يواصل توجيهه وإرشاده، ويفرح بتوفيقه ونجاحه.
هكذا كانت العلاقة بين الشيخ وتلميذه؛ أما اليوم في غياب التربية فلا محبة ولا وفاء ولا تقدير ولا احترام؛ إن الطالب ينسى حق أستاذه وهو بين يديه يغترف من علمه وفضله، فكيف إذا بعد عنه؟
فالأساتذة والمعلمون هم خير هذه الأمة؛ ولكن بعضهم لا كلهم لا يؤدي حق تلميذه كما يجب وهو مكلف بهذا الحق رسميا، فكيف إذا تخلص من قيود هذا التكليف الرسمي؟ فقد انفصمت تلك الرابطة الكريمة بين التلميذ وأستاذه، وفسدت العلاقة بينهما؛ فالأستاذ يسرف في الاعتزاز بمكانته، مسيطرا وقاهرا، والطالب بدوره يتربص به الأحايين، فإذا وجد فرصة رد الكيل كيلين، ورد بالإساة على الإحسان، فيكون كما قيل:
فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً***أُلقِّمُــــهُ بأطـرافِ البَنانِ
أُعلِّمهُ الرِّمـــــايَةَ كُلَّ يومٍ***فَلَمّا اسْتَدَّ ساعِدُهُ رَماني
وكم عَلَّمتُهُ نَظـــمَ القَوافي***فَلَمّا قال قافِيَـــــةً هَجاني
أُعَلِّمُهُ الفُتُــــــوَّةَ كُلَّ وَقتٍ***فَلَمّا طَــــرَّ شارِبُهُ جَفاني
(استد بالسين: من السداد، وطَرَّ شاربه: نبت)
ومن هذه العلاقة المتوترة بين الطالب وشيخه ينشأ الطالب في كثير من الأحيان وهو ينشد الوصول إلى المراتب قبل الحصول على العلم، ويستهدف الحصول على الشهادات وإن لم يصل إلى مستواها، فالتعلم عنده ليس هدفا وغاية؛ بل ذريعة للمراتب إن كانت، ووسيلة للرواتب إن توفرت، فإذا حصل على المرتبة والراتب فليذهب العلم حيث شاء.
أيها الإخوة المؤمنون؛ إن التعليم ليس في حسن التلقين والإلقاء فقط؛ بل يكون أيضا بأخلاق الأستاذ ومعاملاته، بحسن اهتمامه وحسن انتباهه؛ بل حتى بحسن هندامه وهيئته، فالتلميذ غالبا تواق للتشبه بأستاذه وتقليده، يتأثر بسلوكه كما يتأثر بكلامه، فهو قدوته في أقواله وأفعاله.
فعلى الأستاذ والشيخ والمعلم -وأبدأ بنفسي- أن يكون ربانيا في المدارسة والممارسة معا، في التربية والتعليم معا، وأن يكون صادقا فيما يدعي من العلم، وفيما ويدعو إليه من العمل، وعلامة صدقه أن يطبقه على نفسه أولا؛ كيف لا وقد علم أنه اعتلى منصبا من مناصب النبيﷺ، والتعليم بالأسلوب العملي وبالصدق في التطبيق أوقع في النفس وأدعى إلى إثبات العلم في القلب، فإذا طابق علمُنا عملَنا اقتنع به طلابنا واتبعونا، فإذا كان العكس فإن طلابنا سيشعرون بعدم عزمنا على تحقيق ما نقول، أو بعدم إيماننا بما نقول، أو بعدم جدية أقوالنا، فنسيئ إليهم من حيث لا ندري، ونعلمهم الرياء والنفاق بدون أن نشعر؛ فيصدق فينا قول القائل:
يا أيها الرجـــل الْمُعَلِّـــــــــــــــمُ غَيْرَهُ***هَلَّا لِنَفْسِــــــــــك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى***كَيْمَا يَصِـــــــــــحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِــك فَانْهَهَـــــــــــــــا عَنْ غَيِّهَا***فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْــــــــهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُسْمَــــع ما تقـــــــــــول وَيُقْتَدَى***بِالْقَــــــــــــوْلِ مِنْك وَينفع التعليمُ
لَا تَنْهَ عَــــنْ خُلُــــــــــــــقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ***عَارٌ عَلَيْـــــــــك إذَا فَعَلْـت عَظِيمُ
ومن أمثلة ذلك الأستاذ الذي يدخن أمام تلامذته أو يضع إسورة الذهب بمعصمه، أو سلسته بعنقه، والأستاذة المتبرجة، والأدهى والأمر إذا كان هذا أو تلك من أساتذة التربية الإسلامية؛ سواء في التعليم العمومي أو حتى في التعليم العتيق اليوم؛ فإن الله تعالى ينظر إلى الأفعال قبل الأقوال، وإلى القلوب قبل الأشكال، ويأمرنا بتطهير النفس قبل تطهير الحس، بإخلاص العلم والعمل لله؛ قال النبيﷺ: «مَن طلبَ العِلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلَمَاءَ، أَو لِيُمَاريَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويصرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِليه؛ أَدْخَلَهُ الله النَّار» أَخرجه الترمذي، وقد عاتبنا الله تعالى على عدم صدقنا فيما نقول فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}...
صدق الله العظيم وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين...
الحمد لله رب العالمين...
أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ يقول الله عز من قائل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، إننا في حاجة إلى مزيد من التربية والأخلاق قبل حاجتنا إلى مزيد من العلم والمعرفة، فما أخطر العلم بلا خشية الله تعالى، فإذا كان التعليم تلقين وحشد للمعلومات، فإن التربية تدريب وتوجيه وتهذيب لهذه المعلومات، وإذا كان التعليم يتجه إلى العقل والذاكرة، فإن التربية تتجه إلى النفس والروح، وأنت بالروح لا بالجسم إنسان، وإذا كان التعليم يهدف إلى أن يخرج لنا علماء، فإن التربية تهدف إلى أن تخرج لنا حكماء، فالوزارة المكلفة لا تسمى وزارة التعليم فقط؛ بل هي "وزارة التربية والتعليم"، لا بد من التربية قبل التعليم؛ فالتعليم العمومي تحول اليوم في غياب التربية إلى التعليم الهمومي، الكل يحمل همومه؛ فالأستاذ يحمل هموم التلقين والتواصل في وضعية صعبة، والتلميذ يحمل هموم التلقي والتوصل في محيط أصعب، وأولياء التلاميذ يحملون هموم مستقبل أبنائهم، وغلاء أدواتهم، وحفظ سلوكهم وذواتهم، والدولة تحمل هموم ما يسمى بـ"إصلاح التعليم" الذي نسمع به منذ ثلاثين سنة دون أن يتحقق منه المراد.
نعم هذا التعليم فأين التربية؟ فعندما ضاعت التربية والأخلاق، ضاقت الرواتب والأرزاق، وفسدت المراتب والأذواق، وسدت الأبواب والآفاق، وذلت الجباه والأعناق، فالتعليم بلا تربية لا فائدة منه، ولا ضمان له؛ بل العلم وحده قد ينقلب إلى عوامل التخريب وأسباب التدمير، فإذا كان العلم قد وصل به البشر إلى صنع الطائرات والسفن وأقمار صناعية مما ينفع البشرية، فإنه نفسه الذي وصلوا به إلى أخطر الأسلحة النووية مما يدمر البشرية، ولهذا كان لزاما أن تكون التقوى قبل العلم، قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ وقد أمركم بذلك ربكم فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي هذا قيل:
ومن درى وقد درى بأن درى***فذاك دارٍ فاسألوه ما درى
وغيـــــــر دار وهو غير دار *** فــــــــداره في داره يا دار.
أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ يقول الله عز من قائل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، إننا في حاجة إلى مزيد من التربية والأخلاق قبل حاجتنا إلى مزيد من العلم والمعرفة، فما أخطر العلم بلا خشية الله تعالى، فإذا كان التعليم تلقين وحشد للمعلومات، فإن التربية تدريب وتوجيه وتهذيب لهذه المعلومات، وإذا كان التعليم يتجه إلى العقل والذاكرة، فإن التربية تتجه إلى النفس والروح، وأنت بالروح لا بالجسم إنسان، وإذا كان التعليم يهدف إلى أن يخرج لنا علماء، فإن التربية تهدف إلى أن تخرج لنا حكماء، فالوزارة المكلفة لا تسمى وزارة التعليم فقط؛ بل هي "وزارة التربية والتعليم"، لا بد من التربية قبل التعليم؛ فالتعليم العمومي تحول اليوم في غياب التربية إلى التعليم الهمومي، الكل يحمل همومه؛ فالأستاذ يحمل هموم التلقين والتواصل في وضعية صعبة، والتلميذ يحمل هموم التلقي والتوصل في محيط أصعب، وأولياء التلاميذ يحملون هموم مستقبل أبنائهم، وغلاء أدواتهم، وحفظ سلوكهم وذواتهم، والدولة تحمل هموم ما يسمى بـ"إصلاح التعليم" الذي نسمع به منذ ثلاثين سنة دون أن يتحقق منه المراد.
نعم هذا التعليم فأين التربية؟ فعندما ضاعت التربية والأخلاق، ضاقت الرواتب والأرزاق، وفسدت المراتب والأذواق، وسدت الأبواب والآفاق، وذلت الجباه والأعناق، فالتعليم بلا تربية لا فائدة منه، ولا ضمان له؛ بل العلم وحده قد ينقلب إلى عوامل التخريب وأسباب التدمير، فإذا كان العلم قد وصل به البشر إلى صنع الطائرات والسفن وأقمار صناعية مما ينفع البشرية، فإنه نفسه الذي وصلوا به إلى أخطر الأسلحة النووية مما يدمر البشرية، ولهذا كان لزاما أن تكون التقوى قبل العلم، قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
ألا فاتقوا الله عباد الله، وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ وقد أمركم بذلك ربكم فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي هذا قيل:
ومن درى وقد درى بأن درى***فذاك دارٍ فاسألوه ما درى
وغيـــــــر دار وهو غير دار *** فــــــــداره في داره يا دار.
ألقيت في مسجد الإمام البخاري بأكادير
أئمة مروك _الخطيب والفقيه السوسي
:عبد الله بن طاهر التناني
سيدي عبد الله بنطاهرالتناني إمام وخطيب بأكادير ومشرف مدرسة الإمام البخاري للتعليم العتيق
وللمزيد من ترجمة شيخنا يرجى الضغط :هنــا
وله خطب قيمة ولمن يريد الإستفادة منها له ذلك
بشرطين كما يقول شيخنا :
1) الدعاء لي -بعد الإخلاص- عن ظهر الغيب.
2) غض البصر -بعد الإصلاح- عما فيها من العيب.
وتابعوا نشرهاباستمرار في أئمة مروك "بحول الله وقوته.
:عبد الله بن طاهر التناني
سيدي عبد الله بنطاهرالتناني إمام وخطيب بأكادير ومشرف مدرسة الإمام البخاري للتعليم العتيق
وللمزيد من ترجمة شيخنا يرجى الضغط :هنــا
وله خطب قيمة ولمن يريد الإستفادة منها له ذلك
بشرطين كما يقول شيخنا :
1) الدعاء لي -بعد الإخلاص- عن ظهر الغيب.
2) غض البصر -بعد الإصلاح- عما فيها من العيب.
وتابعوا نشرهاباستمرار في أئمة مروك "بحول الله وقوته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا