حسن العباري::دروس وعبر من ارتفاع حرارة الصيف! خطبة - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

حسن العباري::دروس وعبر من ارتفاع حرارة الصيف! خطبة


الحمدلله رب العالمين. والصلاة والسلام على النبي الأمين. وآله وصحبه والتابعين.
أما بعد*
أيها الإخوة الكرام :أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل،فتقوى الله سبيل النجاة والنجاح في الدنيا والآخرة،  واتقوا نارا وقودها الناس والحجارة...
اعاذنا الله وإياكم من حرها وبردها وسمومها وزمهريرها ،وجعلنا من المنعمين بظل جنة النعيم....
أيها الأحبة الكرام: فكما تعلمون أننا في فصل الصيف، وفصل الصيف يتميز عن باقي الصيوف بارتفاع درجة الحرارة، وهناك أوقات تشتد فيها الحرارة أكثر حتى تكاد تأخذ انفاسنا، حفظنا الله وإياكم،كالارتفاع الملحوظ الذي تشهد البلاد في هذه الأيام، وكثير من البلدان الأخرى....
وهذه الموجة الحرارية المرتفعة هي آية من الآيات،والقرآن الكريم دعانا إلى التفكر في جميع آيات الله في عدة مواضع منه،قال تعالى :{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}....وهي موعظة بليغة من المواعظ يستفيد منها المؤمنون.
فالمؤمن العارف بالله يتفكر دائما في خلق الله، في مجيء الصيف والشتاء،في شدة الحر، وشدة البرد، فيخول له هذا التفكر أن يعبد الله كأنه يراه،لأنه يستدل بآيات الله على عظمته واستحقاقه للعبادة....
عباد الله :إن هذه الدنيا هي دار فيها النعيم والألم، والمؤمن يتذكر بنعيمها الجنة التي هي دار لا ألم فيها ،ويشكر الله على نعمه بامتثال الأوامر واجتناب النواهي،فمن نعيمها الظل واعتدال الجو ،فالظل نعمة لا تضاهيها نعمة ولا يعرفها إلا من يقف عاريا حافيا في شدة الحر في رمال الصحراء،وسنسأل يوم القيامة عن هذه النعمة، قال تعالى{ولتسالن يوميذ عن النعيم}وفسر أحد العلماء النعيم المذكور في هذه الآية بثلاثة أشياء :الظل والماء البارد والخبز،واعتدال الجو نعمة من النعم،لا نعرف قدرها إلا في هذا الوقت، وذالك كالاعتدال في وقت الصيف وفصل الربيع،فالمؤمن يتفكر في الجنة ويزيد شوقه لها ويعمل جاهدا للفوز بها،فيستغل هذه النعمة فيما يرضي ربه ليدخله جنته.
والمؤمن يتذكر بألمها جهنم التي هي دار لا راحة فيها،ومن آلامها شد الحر كالحر الذي تشهده البلاد هذه الأيام،فالمؤمن يتخذ هذا الحر درسا فيعيه،ويتعظ به،ويصبر على الحر ليقيه الله حر جهنم،فإن حر الشمس من فيح جهنم،حر الشمس ما هو إلا نفس من نفس جهنم،فتدبروا هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{اشتكت النار إلى ربها فقالت يارب،أكل بعضي بعضاً،فاذن لها بنفسين،نفس في الشتاء ونفس في الصيف،فهو أشد ما تجدون من الحر،وأشد ما تجدون من الزمهرير،}وروى بن ماجة بإسناد صحيح:*فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها،وشدة ما تجدون من الحر من سمومها*. ..  اللهم إنا نعوذ بك من زمهريرها،ومن سموهها وفيحها،ولخطورة فيحها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:اللهم إني أعوذ بك من القبر،وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات،ومن فيح جهنم* فاحفظوا هذا الدعاء لعل الله يستجيب دعائكم ويقيكم فيح جهنم، واكثروا منه فاللهُ يحب العبد الملحاح.
والحر من فيح جهنم فلقد روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة،فإن شدة الحر من فيح جهنم....
عباد الله :إن بنيتنا ضعيفة لا تتحمل حر الشمس فكيف بها تتحمل سموم جهنم،وإذا تحملت حر الشمس لا تتحمل حر النار،فقد نصبٍر على الوقوف في حر الشمس دقائق ولكن لا نصبر على حر نار الدنيا دقيقة،فإذا لم نصبر دقيقة على حر نار الدنيا فكيف نصبر ولوْ يوما واحداواليوم عند ربك كألف سنة مما تعدون، على حر نار وقودها الناس والحجارة،(حجارة الكبيريت ) لأنها أشد اشتعالا،على نار فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها،فلقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم،قالوا يارسول الله إنها لكافية ،قال إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها .
كيف نصبر على أخف عذاب وهو نعلان (من تحت رجلينا)وشركان ( من فوقهما) من نار يغلي بهما دماغه كما يغلي المرجل (أي القدر من النحاس)
كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن البشير بن النعمان.
عباد الله :عباد الله :من منا لا يؤذيه حر الشمس ولكن حرها عندما تدنو من الرؤوس بمقدار ميل أشد أذى، فاعملوا لهذه اليوم،واستغلوا حياتكم واوقاتكم حرها وبردها واعتدالها في طاعة الله،
يقول تعالى :واتقوا نارا وقودها. ...لآية.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم و بسنة سيد الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين.
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
{الخطبة الثانية }
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد " عباد الله :فليكن في علمكم أن ما ذكرنا لكم من أهوال جهنم وبالخصوص نارها لقليل،وهذا القليل لا تطيقه أجسامنا الضعيفة، قال تعالى :*وخُلقَ الإنسانُ ضعيفا*
فأجسامنا لا تقدر على حر نار الدنيا التي يذُوبُ بها الحديد والنحاسُ،فكيف يقدرُ هذا الإنسانُ الضعيفُ على نارٍ منْ فوقه ونارٍ منْ تحته، كيفَ يصبر على نارٍ أحاط به سُرادقها.....
فإذا كنتَ لا تقدرُ يا أخي على حرّ هذه نار فاحْقرْ حرَّالصيف فهو كلا شيء مقارنةًمعَ حرّ جهنم اعاذنا الله وإياكم منها.
ومما ينبغي عليك أخي الكريم ان تحرصَ عليه في هذا الصيف،وترجو بذلك وقاية الله لك من سموم جهنم، الذهاب إلى الجمعة وأداء الصلاة في المسجد مع الجماعة وعيادة المريض، والكسب الحلال،وتشييع الجنائز وغير ذلك من الأعمال التي يشقُّ الإتيان ُ بها في وقت الحر.
ومن العبادات التي يقيكَ الله بها منْ حر جهنم #الصيام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{منْ صامَ يوماًفي سبيل الله باعَدَ اللهُ بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفا.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا وخيرنا وقد غفَرَالله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يصوم في اليوم الحار.
قال أبو الدرداء  {لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره،في اليوم الحارّ الشديد الحر، وإن الرجلَ ليضعُ يدهُ على رأسه منْ شدة الحر وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا لا يعني أنهم كانوا لا يصومون في وقت الحر بل كانوا يصومون إلا أن صومهمْ لم يوافقْ صومَ النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على حرص النبي على التعرف على الله في الشدة،
فقد ثبت أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يصوم في الصيف وكذلك بنته عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر وقد سألوا ابن أخيها عن ذلك فقال:[إنها تبادر الموت]
فصوموا أيها الإخوة الكرام عسى ربكم أن يدخلكم من باب الريان في الجنة فتشربون منه شربة لا تظمؤون بعدها ابدا فبقدر الكد والتعب والصبر يكون الثواب.
صوموا في الحر عسى ربكم أن يحفظكم من حر جهنم.
قال أبو الدرداء :{صوموا يوما شديدا حره ليوم النشور}.
ولا يمنعكم حر الشمس من الصيام فإن حر جهنم أشد حرا.
أحبتي في الله:ومما يستظل به العبد يوم القيامة ويدفع به الحر #الصدقة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{كل امرىء في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال حتى يحكم بين الناس.
وقال يزيد :كان أبو الخير لا يخطئه يوم يتصدق فيه بكعكعة أو بصلة. ....
ومن بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. يقول تعالى:...قوا أنفسكم. ...الآية
اللهم قنا عذاب النار، اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القبر،ومن فتنة الدجال، ومن  فتنة المحيا والممات ومن فيح جهنم.
اللهم إنا نسألك الجنة ونستجير بك من النار.
اللهم اجعلنا من الفائزين بجنات النعيم.
جلالة الملك اللهم انصره ولا تنصر عليه، اللهم أره الحق واعنه عليه، اللهم بارك في جهده وسعيه.
وتغمد اللهم برحمتك الواسعة فقيدي العروبة والإسلام، جلالة الملك محمد الخامس، وجلالة الملك الحسن الثاني، واسكنهما فسيح جناتك.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر الصحابة والتابعين.
اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة. ...

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

أئمة مروك -مشاركة من الإمام حسن العباري
إمام بمنطقة هشتوكة إقليم الجديدة -المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا