د.قاسم اكحيلات :حكم اتباع الجنائر بالذكر الجماعي - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

د.قاسم اكحيلات :حكم اتباع الجنائر بالذكر الجماعي

حكم اتباع الجنائز بالذكر الجماعي
ــــــــــــــــــــــــــــ
جرت عادة المغاربة على اتباع الجنائز بالذكر وقولهم (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

وهذا من البدع التي لا أصل لها في شرع الله، و قد حذر منها كبار علماء المالكية.

فقد سئل أبو سعيد بن لب:"عما يفعله الناس في جنائزهم حين حملها من جهرهم بالتهليل والتصلية والتبشير والتنذير ونحو ذلك على صوت واحد أمام الجنازة, كيف حكم ذلك في الشرع؟".
فكان جوابه:"السنة في اتباع الجنائز الصمت والتفكر والاعتبار.. وذكر أن مطرفا كان يلقى الرجل من إخوته في الجنازة وعسى أن يكون غائبا فما يزيد على التسليم يعرض عنه اشتغالا بما هو فيه, فهكذا كان السلف الصالح, واتباعهم سنة ومخالتهم بدعة. وذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل صالح مرغب فيه في الجملة, لكن للشرع توقيت وتحديد في وظائف الأعمال, وتخصيص يختلف بختلاف الأحوال, والصلاة وإن كانت مناجاة الرب وفي ذلك قرة عين العبد تدخل في اوقات تحت ترجمة الكراهة والمنع. أن لله يحكم ما يريد".(المعيار المعرب.للونشريسي).

وفيه:"و منها الجهر بالذكر أمام الجنازة على صوت واحد ، لأن ذكر الله تعالى و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم من أفضل الأعمال و جميعه حسن ، لكن للشارع وظائف رتبها و أذكار عينها في أوقات ، فوضع وظيفة موضع أخرى بدعة ، و إقرار الوظائف في محلها سنة ، و تلقي وظائف الأعمال ، هو من الاتباع للسلف في الأوامر و النواهي و الأحوال . و المتلقى من الأعمال في حمل الجنائز إنما هو الصمت و التفكر و الاعتبار ، و تبديل هذه الوظيفة بغيرها تشريع ، و من البدع في الدين ، و قد قيل في قوله تعالى : { فلا تزكوا أنفسكم } إنه نهي عن أن يزكي ميته بذلك الفعل من قبل نفسه ليعتقد ذلك له و لميته".

وللعلامة الرهوني المغربي المالكي كتاب رد فيه عمن يذكرون الله بالتهليل حال الجنازة، وذلك أنه توفي والده فأمرهم بترك التهليل وقراءة البردة، فلمزه بعضهم وقال متعصبهم:"تركه بلا غسل أخف من ترك التهليل على جنازته". فألف العلامة الرهوني كتابا للرد على من أباح التهليل وسماه (التحصن والمنعة). بين فيه أن السنة هي السكون حال اتباعها وأن الجهر بالذكر بدعة منكرة يحذر منها.

وللعلامة  النتيفي المغربي المالكي كتاب (القول الفائز في نفي التهليل وراء الجنائز).
ينكر فيه بدعة  التهليل وراء الجنائز ورد فيه عن شبه من أجازها.فراجعه.

وقال ابن الحاج المالكي:"وينهى المؤذنين عما أحدثوه من مشيهم أمام الجنائز ورفعهم أصواتهم بالتكبير كتكبير العيد فإن فعل ذلك أمام الجنائز بدعة قريبة العهد بالحدوث كان أول من أحدثها وال من الولاة قريب العهد جدا أحدثها على جنازة كانت له، ثم سرى ذلك إلى أن فعله بعض من له الرياسة في الدولة ثم انتشر ذلك وشاع حتى صار عند الناس أن من لم يفعله ما قام بحق ميته، ويا ليته لو وقف الأمر على هذا الحد لكن زادوا على ذلك اعتقادهم أنهم في طاعة وخير وبركة، وهم في الحقيقة على ضد ما يظنون، وقد تقدم أن المؤذن يكون متصفا بالديانة والأمانة ومن اتصف بالبدعة فقد تعذر وصفه بذلك".(المدخل).

قلت :

وهذا نص النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال :"لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار ".(حسن رواه أبو داود).
وعن قيس بن عُبادٍ قال:" كان أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند القتال، وعند الجنائز، وعند الذكر".(حسن رواه ابن أبي شيبة).

قال النووي الشافعي :"واعلم أن الصواب المختار ما كان عليه السلف رضي الله عنهم: السكوت في حال السير مع الجنازة، فلا يرفع صوتا بقراءة، ولا ذكر.".(الأذكار).

قال البهوتي الحنبلي:"(ويكره الصوت والضجة عند رفعها) لأنه محدث (وكذا) رفع الصوت (معها) أي: مع الجنازة (ولو بقراءة وذكر)".(كشف القناع).

قال الشرنبلالي الحنفي:"ويكره رفع الصوت بالذكر والقرآن وعليهم الصمت".(مراقي الفلاح).

والله من وراء القصد
أئمةمروك د.-قاسم اكحيلان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا