التعليم العتيق بالمغرب أهدافه ومكوناته وآفاقه المستقبلية
- تقديم: التعليم العتيق في المغرب هو نمط تعليمي تقليدي له جذور عميقة في التاريخ المغربي، حيث يركز على تدريس العلوم الشرعية واللغوية، وخاصة القرآن الكريم والسنة النبوية. هذا النظام له دور كبير في الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للمغرب.
تعريف التعليم العتيق:
التعليم العتيق هو نظام تعليمي قديم يعتمد بشكل أساسي على دراسة العلوم الإسلامية، وخصوصاً القرآن الكريم وعلومه، الفقه، الحديث، والتفسير، بالإضافة إلى اللغة العربية. يُدرّس التعليم العتيق في "الكتاتيب القرآنية" و"المدارس العتيقة" التي توجد في مختلف مناطق المغرب، وخاصة في المناطق الريفية والمراكز الدينية التاريخية.
أهداف التعليم العتيق:
تحفيظ القرآن الكريم: التعليم العتيق يهتم بشكل كبير بحفظ وتلاوة القرآن الكريم، وغالباً ما يبدأ الطالب في هذا النظام منذ الصغر بحفظ القرآن بشكل كامل.
نشر العلوم الشرعية: من خلال دراسة الفقه، الحديث، التفسير، والسيرة النبوية، يمكن للطلاب اكتساب المعرفة اللازمة لفهم الدين الإسلامي وتطبيقه في حياتهم اليومية.
الحفاظ على التراث: التعليم العتيق يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التراث الديني والثقافي للمغرب، وهو مصدر لتخريج الأئمة والخطباء.
مكونات التعليم العتيق:
1. الكتاتيب القرآنية: تُركز على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال، وقد تكون مستقلة أو تابعة للمساجد.
2. المدارس العتيقة: تتواجد في مناطق مختلفة من المغرب وتقدم تعليماً شرعياً أكثر تعمقاً يشمل مواد مثل الفقه، الحديث، والتفسير، وتُعِدّ الطلاب ليصبحوا علماء دين أو فقهاء.
3. الجامعات العتيقة: من أهمها جامعة القرويين بفاس، التي تُعتبر من أقدم الجامعات في العالم، وتلعب دوراً بارزاً في تعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية.
تطور التعليم العتيق:
خلال العقود الأخيرة، عرف التعليم العتيق في المغرب إصلاحات بهدف تحسين الجودة ومواكبة متطلبات العصر، حيث تم دمج بعض المواد الحديثة مثل الرياضيات واللغات الأجنبية لتوسيع آفاق الطلبة.
دعم الدولة:
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تشرف على التعليم العتيق، حيث تقدم الدعم المالي والتقني للمؤسسات التعليمية لضمان استمرار هذا النظام العريق في خدمة المجتمع المغربي.
الخلاصة:
التعليم العتيق في المغرب هو نظام تعليمي تقليدي يرتكز على تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية في الكتاتيب القرآنية والزوايا والمدارس العتيقة.
التعليم العتيق يلعب دوراً محورياً في المغرب في تكوين العلماء وحفظ الهوية الدينية للبلاد. ورغم التحديات التي يواجهها في عصر العولمة والتكنولوجيا، فإنه يظل مكوناً أساسياً من مكونات النظام التعليمي المغربي.
ووفقًا لآخر الإحصائيات، يوجد اهتمام متزايد بتطوير هذا النوع من التعليم لتعزيز دوره في المجتمع المغربي.
تتمثل إحدى الإنجازات في توفير الدعم المستمر للمدارس العتيقة التي تؤمن التعليم لـحوالي 32,000 طالب. كما يشمل هذا النظام برامج لمحو الأمية وتعليم الكبار، مما يسهم في تقليص نسبة الأمية في البلاد إلى مستويات أقل مع العمل على محوها تمامًا بحلول عام 2029.
وتُظهر الإحصائيات أيضًا زيادة في عدد المؤسسات التعليمية العتيقة وفي الدعم الذي تقدمه الدولة لتحسين مستوى التعليم والتكوين الديني للطلبة مع توفير الإطار القانوني والمؤسساتي اللازم لضمان جودة هذا التعليم.
تهدف الحكومة المغربية إلى دمج التعليم العتيق في النظام التعليمي الوطني بشكل أكبر، بما يسهم في تطوير المعرفة الشرعية وتأهيل الخريجين لسوق العمل.
بحث وإعداد ونشر إدارة الموقع📝 أئمةالمغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا