من مظاهر اعتناء الإسلام بدوي الإحتياجات الخاصة - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

من مظاهر اعتناء الإسلام بدوي الإحتياجات الخاصة



من إعداد فضيلة الاستاذ الحسن شهبار مع تصرف يسير

الحمدلله المنذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرم بني آدم أيما تكريم ، خلقنا في أحسن تقويم وابتلانا تم هدانا سواء السبيل {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون } واشهدأن لا إله إلاالله الناصر لأوليائه ، الهادي إلى سبيله وأشهد أن سيدناونبينا محمدا عبده ورسوله الذي نزل عليه قول الله: {عبس وتولى أن جاءه الاعمى} اللهم صل وسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين. 

أمابعد عباد الله : لقد أولت الشريعه الإسلاميه عناية خاصة للضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة وأوجبت على المجتمع الإسلامي رعايتهم وحفظ حقوقهم و الوقوف بجانبهم ليحيوا حياة كريمة فهم جزء هام من مكونات المجتمع المسلم ولهم دور بارز في رفعته والنهوض به، بل منهم من يتفوق على غيره من الأصحاء في كثير من الأحيان؛ 

إخوة الإيمان: ونحن نعيش أجواء الحملة الوطنية الأولى للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة التي تنظمها وزارة التضامن ببلادنا أحببت أن أصلت الضوء على هذه الفئة من المجتمع فتعالوا بنا نتعرف على هذه الفئة وعلى مظاهر عناية الاسلام بها وبالتالي مايجب على المؤسسات والأسر وعموم المواطنين تجاه هذه الفئة ؛  إعلموا عباد الله : أن الإعاقة الحقيقية لاتكون في البدن والجوارح،  وإنما تكون في العقل والفكر والعمل، قال تعالى:  {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية "اي ليس العمى عمى البصر وانما العمى عمى البصيرة، وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لاتنفذ إلى العبر ولاتدري ماالخبر" !

 فكم من سليم البدن بيننا لكن سلامة بدنه واعضائه لم تنفعه في شيء ، ولذلك رتب الله تعالى دخول النار على الإعاقة الفكرية العملية وليس الجسدية قال تعالى : {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون }

[الإعاقة البدنية سبب لتحصيل الأجر] كما أنها سبب لدخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن اصابته سراء شكر فكان خيرا له) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم :  يقول الله تعالى في الحديث القدسي :(اذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة )" يريد عينيه" رواه البخاري .

فهنيئا لاهل البلاء إذا صبروا واحتسبوا الأجر عند الله تعالى.

 [أهلا بمن عاتبني فيه ربي] : إن الاسلام قد اعتنى بذوي الاحتياجات الخاصة عناية كبيرة ومن ذلك أن الله تعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم وكان أعمى فقال تعالى:  {عبس وتولى أن جاءه الاعمى} فكان صلى الله عليه وسلم يكرمه ويستقبله قائلا: (أهلا بمن عاتبني فيه ربي)، وقد ولاه صلى الله عليه وسلم على المدينه في بعض الغزوات وجعله مؤذنا له حيث قال صلى الله عليه وسلم :(إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم ).رواه مسلم .

[إسقاط بعض التكاليف الشرعيةعليهم] 

- أن الإسلام أسقط عنهم بعض التكاليف الشرعيه على من لايستطيعون القيام بها ومنهم ذوالاحتياجات الخاصة قال تعالى {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } وقال تعالى {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَج إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُوله} فالتكليف مرتبط بالقدرة والاستطاعة. فاللهم ارزقنافهما وفقها في الدين امين أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية 

الحمدلله رب العالمين واصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين فاللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 أمابعد عباد الله : إذاعلمناالمكانة الكبيرة التي جعلها الله للضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة فتعالوا بنا نقف مع بعض التصرفات الخاطئة في المجتمع والتي تسيئ لهذه الفئة من الناس ولاتليق بالمسلم فبعضنا ينظر إليهم على أنهم عبء على الأسرة والمجتمع والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم) رواه البخاري

- فهؤلاء من الضعفاء وهم صمام أمان للمجتمع لكن للأسف بعضنا يسخر منهم ويستهزئ بهم ويعيرهم بإعاقتهم والله نهى عن ذلك قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}

واعلموا عباد الله:  أن السخريه والاستهزاء بأصحاب العاهات أشد الما واذى لهم من الإعاقة نفسها فكم من ذوي البلاء من صبر وتحمل عاهته ورضي بواقعه إنه لا يمكن أن ينسى نظرة احتقار من أحد الناس ! فقد صدق أبو الطيب المتنبي حين قال: [ جراحات السنان لها التئام☆ ولا يلتام ما جرح اللسان] 

فاتقوا الله في إخوانكم واعلموا أن ما تنعمون به من صحه ومن دروب النعم والخير هو محظ فضل الله وكرمه {وما بكم من نعمه فمن الله ثم إذا مسكم الضر فاليه تجارون}.

 [من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة]

- يجب دمجهم في المجتمع دمجا كاملا وتكليفهم من الأعمال ما يطيقون وعدم تركهم فريسة للتسول والإهانة فالذين يستطيعون القيام بوظيفة في المجتمع تسند إليهم هذه الوظيفة والذين لا يستطيعون القيام بأي وظيفة على الأسره والمجتمع والدولة أن يضمنوا لهم حقوقهم ليعيشوا حياة كريمه مثل غيرهم وحتى لا يشعروا بأي نقص في مجتمعهم ؛

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبحديث سيد الأولين والآخرين وأجارني وإياكم من عذابه المهين ومتعنا بالسلامة والصحة والعافية والأمن والإطمئنان إنه سميع مجيب .بقية الدعاء.. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا