خطبة جمعة في فضل ليلة القدر ووداع رمضان - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة جمعة في فضل ليلة القدر ووداع رمضان

بقلم فضيلة الاستاذ:الحسن شهبار بتصرف

عباد الله : بالأمس استقبلنا رمضان فرحين ونحن اليوم نوشك أن نودعه غير آبهين !، فلاينبغي أن تمضي علينااوقات بقية رمضان دون أن نغتنمها في الطاعات ، فلايعلم أحدنامتى يرحل عن هذه الدنيا الفانية فحذاري من تضييع الأوقات الغالية ، وحذاري من تضييع الفرص والمكتسبات؛

الحمدلله الذي فضل بعض الأزمنة على بعضها وفضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل ليلة القدر على سائر الليالي مصدقا لقوله عزوجل انا انزلناه في ليلة القدر.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه صلواة ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. 

أمابعد عبادالله: هاهو شهر رمضان يستعد للرحيل ومابقى منه إلاأيام معدودات ،إذاكنا نتأسف على مرور بعض أوقاته ندما فان الفرصه لازالت أمامنا لنتدارك التقصير والتفريط في الأيام السابقه لأن بين ايدينا ليله عظيمه القدر عند الله ليله قال فيها صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري ومسلم .

ليله أنزل الله فيها القران الكريم لقوله تعالى {إنا أنزلناه في ليله مباركه انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم امرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هوالسميع العليم}

 ليلة تقدر فيها مقادير الخلائق على مدار العام ،يكتب فيها ميلادالأحياء ومواعيدالأموات - الهالكون والشعداء ، والأشقياء والعزيز والذليل وسنةالقحط وعام الوفرةوالخير؛ وكل ما أراده الله تعالى في ذلك العام الذي يليها، ووصفها الله تعالى أيضابأنها خيرمن ألف شهر اي ان العبادة فيها تفوق أجرثلاثة وثمانين سنة إذاكانت كلها عبادة وقربة إلى الله ،وبانها ليلة مباركه تتنزل فيها الملائكه والروح؛

 { سلام هي حتى مطلع الفجر} اي سالمة لا يستطيع الشيطان ان يعمل فيها سوءا، وتشمل السلامة من المضاروالشرور فلايقدرفيهاشر ولايرمى فيها بنجم وتلك اليلة العظيمة معشر المومنين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحريها في العشر الأواخر من رمضان، قال عليه الصلاة والسلام : (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) ، وفي رواية وفي الأوتار منها وفي حديث آخر (تحروا ليلة القدر في ليلة سبع وعشرين) وهو مذهب اكثر الصحابة والجمهور من العلماء حتى أن أبي بن كعب يحلف ولا يستثنى انها ليلة سبع وعشرين ؛

ومن العلماء من قال بأنها تنتقل في العشر الأواخر ،وليست في ليله معينة كل عام قال الامام النووي رحمه الله :وهوالمختار لتعارض الاحاديث الصحيحة في ذلك ولا طريقة إلى الجمع بينهاإلا بانتقالها؛

واعلموا عباد الله: أن الله أخفى هذه الليلة كي نجتهد في طلبها في العشرالأواخرمن رمضان اقتداءا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث كان يجتهد فيها في العبادة من قراءة قران وصلاة ودعاء وتضرع الى الله، وكان إذادخل العشر أحيا ليله كله وأيقظ أهله.

وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هي صادفت ليلة القدر فقالت : قلت يا رسول الله ما أقول فيها ؟ قال صلى الله عليه وسلم قولي:( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني ) . ومن ضمن معاني العفو التجاوزعن الذنب المستحق للعقاب عليه وعدم المؤخذة به ؛ فاللهم اعف عنا وعن المسلمين أجمعين، والحمدلله رب العالمين. 

الخطبه الثانيه

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وعنا معهم بفضلك وكرمك ياكريم.

 عباد الله : بالأمس استقبلنا رمضان فرحين ونحن اليوم نوشك أن نودعه غير آبهين !، فلاينبغي أن تمضي علينااوقات بقية رمضان دون أن نغتنمها في الطاعات ، فلايعلم أحدنامتى يرحل عن هذه الدنيا الفانية فحذاري من تضييع الأوقات الغالية ، وحذاري من تضييع الفرص والمكتسبات؛

 فياأيها التائب العائد إلى الله إياك أن تهدم ما قد بنيته في هذا الشهر الكريم بالعودة إلى المعاصي بعد رمضان!

إحذر أصدقاء السوء واعلم انهم أعداؤك يوم القيامة أهجرهم هجراجميلا، واعتبركل من يبعدك عن الله تعالى هو عدو لك،  لقوله تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين } فابحث عن المتقين الأخيار ، وفر من المجرمين الأشرار. 

عباد الله: ولنختم خطبتنا ببعض أحكام زكاه الفطر التي شرعها الله تعالى تطهيرا للصائم من اللغو والرفث الذي قد ينقص من اجرالصائم ؛ وحكمها : هي واجبة على كل مسلم يملك قوت يومه له ولعياله، على الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛ على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. و أمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة ) أخرجه البخاري

 وقال صلى الله عليه وسلم: ( زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث،وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدها بعد الصلاة في صدقة من الصدقات) أخرجه أبو داود وابن ماجه بسند حسن. 

ومن حكمتها أيضا إغناء الفقراء عن السؤال في يوم العيد ،  ولا تسقط على من أخرها بل تبقى في ذمته حتى يؤديها، 

ومقدارها: صاع عن كل شخص وهو أربعة أمداد = (حفنات) وهي ملأاليدين المتوسطتين من غالب  قوت كل بلد ،والأصل إخراجها طعاما ويجوز إخراج القيمة نقدا كما أفتى بجوازذلك بعض العلماء . تقبل الله منا ومنكم وغفرلنا ولكم ولسائر المسلمين أجمعين .. الدعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا