كلمة توجيهية بمناسبة إعادة فتح المساجد - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

كلمة توجيهية بمناسبة إعادة فتح المساجد


بقلم :رشيد المعاشي
الحمد لله الذي يسر لنا اللقاء بعد الفراق، وكتب لنا الاجتماع بعد الشتات، والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه العدول الثقات، ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على نهجهم ما دامت الأرض والسماوات.
أما بعد، فيا أيها الأحبة في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها نحن نلتقي بكم مجددا لأول مرة بعد أربعة أشهر من الفراق للضرورة الشرعية التي فرضت إغلاق المساجد للحد من انتشار جائحة [كوفيد 19]، وبمناسبة اعادة فتحها – بحمد الله تعالى - سأستغل هذه اللحظات المباركة لألفت انتباهكم إلى ثلاث نقاط هامة:
النقطة الأولى: أن الابتلاء سنة كونية، فالدنيا كلها دار ابتلاء وامتحان، يقـول الله – تعالى -: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً... ويكون الابتلاء بما يحبه العبد وبما يكرهه، مصداق ذلك قول الله – تعالى -: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ... وقد وضع لنا دين الإسلام منهج التعامل مع الابتلاء بنوعيه، وذلك في الحديث الذي رواه مسلم أن رسول الله ﷺ قال: عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاء شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاء صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ. 
النقطة الثانية: أن الله – تعالى - جعل مع العسر يسرا، ومع الكرب فرجا، ومن الضيق مخرجا، يقول – سبحانه -: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا... وإذا جاز تخلف وعود البشر فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتغير ولا تتبدل، ووعده يتجاوز حدود الزمان والمكان والأشخاص، وقد فهم السلف من الآية الكريمة هذا المعنى الواسع فقال عمر – رضي الله عنه -: لَنْ يَغْلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْن. وقال ابن مسعود – رضي الله عنه -: لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ ضَبٍّ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ فَأَخْرَجَهُ. 

النقطة الثالثة: أن الأخذ بالوسائل الوقائية من البلاء يعتبر ضرورة شرعية، فحينما ينزل البلاء على المسلم يجب عليه أن يأخذ بكل أسباب الوقاية منه، ومن فرط في ذلك فترتب عليه ضرر فإنه يكون آثما، ويعظم الإثم بقدر عظم الضرر المترتب على التفريط، يقول الله – تعالى -: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ... لذلكم يجب علينا - معاشر المسلمين - أن نأخذ بالوسائل الوقائية الآتية والإجراءات الاحترازية التي بينتها لنا المصالح المختصة، عند كل قدوم إلى المسجد في هذه الظروف، وهي:

1- أصحاب الأمراض المزمنة الذين تظهر عليهم علامات المرض عليهم تجنب الحضور إلى المسجد حفاظا على سلامتهم وسلامة غيرهم...
2- الوضوء في البيت قبل الذهاب إلى المسجد...
3- اصطحاب سجادة خاصة للصلاة عليها...
4- اصطحاب كيس بلاستيكي لوضع الحذاء فيه...
5- تجنب اصطحاب الأطفال الصغار إلى المسجد...
6- ارتداء الكمامة عند الخروج من المنزل وأثناء الصلاة...
7- قياس درجة الحرارة عند باب المسجد قبل الدخول...
8- ترك مسافة الأمان بين مصل وآخر، وهي متر ونصف [1.5]...
9- تجنب الازدحام والتجمع عند الدخول والخروج من المسجد...
10- تجنب المصافحة...
 وهذه الإجراءات الوقائية كلها مؤقتة في انتظار أن يرفع الله عنا هذا الوباء، وترجع المساجد إلى سابق عهدها من الطمأنينة والاستقرار، والحرية التامة في أداء كل الشعائر، فرجاؤنا في الله كبير، إنه نعم المولى ونعم النصير، نسأله – سبحانه وتعالى – أن يرفع عنا هذا الوباء، ويحفظ بلدنا من جميع أنواع البلاء، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.

•رشيد المعاشي – امام مسجد الخارج – جماعة ماسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا