أبناؤنا أمانة في أعناقنا
كتبه : الأستاذ عمرالقزابري
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على مولانا
رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
وبعد : أحبابي الكرام:
أبناؤنا هم عُمُدُ بناء الغد ، وهم القيمةُ الحقيقية التي سَتوزن بها مكانة الأمة ، إذن فالتعامل معهم يجب أن يكونَ مدروسا ، يسيرُ وِفق منهجِ الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تلك السنة العظيمة ، والتي مع الأسف اختصرَها الكثيرونَ في مُجرد مظاهر ، مع أنها مِنهاج حياة تُرخي بظلالها الوارفة على كل مناحي عيشِ الانسان .
والحاجةُ اليوم أيها الأفاضل إلى تنشئة أجيالٍ طاهرةٍ وظاهِرة، أشد وآكَد من أي وقت آخر ، وذلك لكثرة الفِتن واتساع رقْعَة الأصوات النَّشاز ، التي تنشر الإلحاد ، وتزيِّن الفساد ،وَتُلَبِّسُ على الناشئة بِغرورِ زخارفِ القول ، قلباللحقائق وتبْييتًا لصنوف المكر ، تسويغا للإلحاد وإسقاطا لهيبةِ العِلم وطعنًا في الدين .
في زمن هذه سِماته ، وتلك قَسماتُه ، يكبر أولادنا جسوما ، ويصغرون دينا ، يشبعون طعاما، ويجوعو حبًّا ومجالسةً ووئاما!!
ففي اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك ، تهجم على عقله ألف فكرة خاطئة ، وعلى عينيه ألف مقطع سيئ ، وعلى وقته ألف شاغلٍ وشاغل ، بالشر عن الخير ؛ فكيف بمن يغيبون شهورا ودهورا دون نصيحة أوجلسة تربية وإرشاد؟!!
أيها الآباء: لا حاجةَ لأولادكم في الثوب الجديد أو المصروفِ الكبير ، أو الميراث الوفير ، إذا لم تؤسسهم بحضورِك على حبِّ الله ومراقبته ، وتُعَرِّفَهُمْ بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعِظَمِ منزلته..وتدلهم على مكارم الأخلاق التي هي أعظم نِحْلَة..كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ما نَحَلَ والد ولده من نحل أفضل من أدبٍ حسن ) وتكتشفَ فيهم مواطنَ الخير فتتعهدها وتسقيها وتُنمِيها..وتعرف مكامن الشر في نفوسهم فتنتزعها وتنقيها.
أيها الآباء: لا تعتذروا بضيق أوقاتكم ، فلقد كان الصحابة الكرام يفتحون العالم ثم يعودون إلى أولادهم فيفتحون قلوبهم ويحسنون تربيتهم ويورثونهم جمال الدين ، ومكارم الأخلاق ولا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم ، فبئس الرزق ذلك الذي يقدِّم للأمة أجساما معلوفة ، وأخلاقا سيئة مُهَلهَلةً ضعيفة.
معاشر الأمهات: أنتنَّ تُحفةُ الدنيا ، وزينة الحياة ، فعلِّمنَ أولادكُن مكارم الأخلاق ، علموهن كيف يكونون مصابيح في دياجير الحياة ، علموهن أن الحياة مبدأ ، وأن ميزان المُفاضلة هو تقوى الله ، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعظم قدوة ، علموهن توقير الكبير ، والرحمة بالصغير ومعرفة الفضل لأهله ، لا تغفلوا عن اولادكم فتستلمهم تلك الأيادي التي لا تَرقُبُ فيهم إِلاًّ ولا ذِمَّة !
فتقلب دينهم ، وتفسد أخلاقهم ، وتضع أمامهم القدوات الورقية الفارغة التي لا تساوي شيئا في ميزان الاعتبار.
أيها الأحباب: الهجمة اليوم شرسة، والمقصود الأول منها: قطع الأجيال عن الدين ، وشغلهم بالباطل عن الحق ، وغرس الافكار الفاسدة والمفسدة والأخبار المغرضة ، وهدم ذلك البناء الرباني الذي هو الإنسان والذي أراده ربه مُستخْلفا في الأرض ، يبني ، ويُعمِّر. ويغرس الفضائل ، وأراده أعداءُ الفضيلة ، وحشا كاسرا ، قد اخترمته المخدرات واحتوشته الشبهات
وملكته الشهوات ! ؛
وملكته الشهوات ! ؛
فيصبح فارغا أجوف ، يحمل سيفه ، فيخرج مروعا الناس ، وناشرا الرعب ، أو محاربا للدين ، دمية في يد الماكرين ، أو عدوا لوطنه ، لا يرعى له حرمة ، ولا يحفظ له هيبة ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { والله يريد أن يتوب عليكم ، ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما }.
فالله الله في أبنائكم ، فلذاتِ أكبادكم ، فدعوةٌ منهم لك إذا صلُحوا ، وأنت في قبرك ، خير لك من الدنيا ومافيها يقول سيدنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) .
ولا أعلم كلاما في عالم التربية أجمل ولا أكمل ولا أحلى ولا أغلى من هذا الكلام.
ولا أعلم كلاما في عالم التربية أجمل ولا أكمل ولا أحلى ولا أغلى من هذا الكلام.
صلى الله وسلم وبارك عليك ياسيدي يارسول الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد لقزابري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا