أهمية طلب العلم مع الأدب والأخلاق بمناسبة الدخول المدرسي - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

أهمية طلب العلم مع الأدب والأخلاق بمناسبة الدخول المدرسي

أعدها : أحمد البعمراني
الحمدلله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم وأشهد أن لاإله إلاالله
رفع الذين أوتوا العلم درجات وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله معلم البشرية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
أما بعد .. معاشر المؤمنين أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإن من اتقى الله نجّاه ، وأرشده إلى خير دينه ودنياه.

أيها الإخوة المومنون: لاشك أنكم تعيشون هذه الأيام بداية العام الدراسي الجديد، ويشغل بالكم تجهيز أبنائكم بما يحتاجون إليه من مستلزمات الدراسة من أدوات وكتب ودفاتروغيرها ولاريب أنكم تتحملون كل هذه المصاريف من أجل مستقبل أبنائكم وإن الله مخلف لكم ماانفقتم في سبيل طلب العلم، كماأنكم تتطلعون لغد مشرق لهم إذاسلكوا طريق العلم والأدب وتعلموا الأخلاق والقيم بإذن الله تعالى.

وإننالنرجوا الله تعالى لأبناء المسلمين خيرا عندما يتوجهون إلى هذه المدارس التي هي منارات العلم والمعرفة، وأن يتعلموا العلم والأدب والأخلاق لينتفعوا بعلومهم وينفعوا آباءهم ووطنهم ومجتمعهم وينفعوا كذلك أمة الإسلام .

ثم اعلموا رعاكم الله أن مكانة العلم في الدين عظيمة ، ومنزلته رفيعة ، فقد فضَّل الله تبارك وتعالى العلم وأهله ، ورفع مكانة العلماء ، وميَّز بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، قال الله تعالى:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وقال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }  وقال جل وعلا :{أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ، وقال عزمن قائل:{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.

والآيات في هذا المعنى كثيرة ومطردة.
والسنة إخوة الإيمان كذلك مليئةٌ بالأحاديث التي تدل على شرف العلم وعلو منزلته، وعظيم فضله والترغيب في تعلمه وتحصيله ، وبيان مكانة العلماء عند الله يقول صلى الله عليه وسلم:

 (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما وَرَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) ، (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب).
وقال عليه الصلاة والسلام ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) وغيرها من الأحاديث الكثيرة.

ولئن كانت هذه الأحاديث تدل على شرف العلم الشرعي وأهله ، إلا أنه لامانع أن يحظى عالم الطب والهندسة والزراعة وعالم الفلك والرياضيات وغيرهم وغيرهم ايضا بهذا الفضل وهذالشرف ، إذاكانت نيتهم صالحة بأن ينفعوا
 العباد والبلاد ، وأن يخدموا مصالح الناس لإعمار الأرض والدلالة على الله بعلومهم واكتشافاتهم وكل في مجال تخصصه يخدم الأمة بصدق وإخلاص وتفان في العمل . لقوله عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ).

إخوة الإيمان : يا أيها الآباء والأمهات: انتم شركاء للمدرسة في مسئوليتها ، فليست مسئولية الآباء توفيرالدفاتر والأقلام فقط ولكن دورهم أعظم وأكبر .
الله الله أيها الآباء في أدب أبنائكم ، احرصوا على إرضاعهم الأدب قبل العلم ، فلا قيمة للعلم بدون أدب ، إن موسى عليه الصلاة والسلام لما دخل الوادي المقدس قال الله تعالى له : {اخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}.

فعلمه الأدب قبل العلم ، إخلع نعليك ثم استمع لما أقوله لك ، وهذه أم الإمام مالك رحمها لما كان صغيراً ألبسته أحسن الثياب وعممته ثم قالت له يا بني اذهب إلى مجلس ربيعة وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه .
فنشأ على الأدب الرفيع أجيال يخلف بعضها بعضاً  يعرفون للعلماء والمربين قدرهم ، حتى يقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو تلميذ للإمام مالك : يقول : كنت أتصفح اوراق الكتاب بين يدي مالك رحمه الله صفحاً دقيقاً هيبة له لئلا يسمع وقعها ،

وهذا الربيع بن سليمان رحمه الله وهو من تلاميذ الشافعي يقول : «والله ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له » . وكان الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول:«كنت إذا تعلمت من الرجل حديثا كنت له عبداً أي خادما ما دام حياً» وكان الإمام أحمد رحمه الله وهو تلميذ للشافعي يقول لابن الشافعي : «أبوك من الخمسة الذين أدعوا لهم كل سحر» .اي عند فجركل يوم.

معاشر الآباء : الله  الله في حقوق المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات ، واغرسوا في نفوس أبنائكم حب معلميهم واحترامهم وتقديرهم .
إن من الآباء من يتكلم بكلام فيه إنقاص من قدر المعلم أو المعلمة أمام مسامع أبنائه ، فوالله إن فعل أحدكم ذلك ماذا يبقى للقدوة وماذا يبقى للتعليم وماذا يبقى لهيبة العلم والمعلم ولعملية التعليم  باسرها.

ولذلك لما أساء بعض الآباء في قلة تقديرهم للمعلمين وقصروا في تربية أبنائهم على مكارم الأخلاق والدين نتج لنا جيل هتك ستر الأدب فتطاول على المعلمين ، فكيف يرجوا الآباء صلاح أبنائهم ومستقبلا زاهرا لهم في هذه الحالة وتلك معاملتهم مع من يعلمون أبنائهم العلم، هيهات هيهات اي بعيد هذا كل البعد.

فليكن الأباء قدوة لابنائهم في الأخلاق الفاضلة وليحرص كل منا على تربية أبنائه يدا في يد مع المؤسسات التعليمية من كتاب قرآني إلى مدرسة نظامية ومع الأساتذة والمربين وليتعاون الجميع حتى يطلع لنا جيل نفخربه ، جيل يتقدم به وطننا وأمتنا.

اللهم أعن الآباء على تربية أبنائهم وسهل على أبناء المسلمين سبل العلم والمعرفة ،اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. أقول ماتسمعون واستغفرالله لي ولكم ولسائرالمسلمن أجمعين.

الخطبة الثانية 
الحمدلله رب العالمين الذي أنزل على نبينا آية القراءة والتعليم "إقرأ باسم ربك الذي خلق"واصلي وأسلم على النبي الأمي الذي علمه الله بالوحي
محمدصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهم إلى يوم الدين.

أمابعد :معاشرالمومنين : إن ديننا يدعوا إلى العلم ويحث على القراءة كيف لا وإن أول آية نزلت من القرآن تأمربالقراءة ولاقراءة بدون عملية التعلم والتعليم ، فمابالنا ونحن أمة اقرأ ولانقرأ ؟
فإن الله سبحانه وتعالى أمرالإنسان بالقراءة مرتين في القرآن؛  الأولى : جاءالأمربالقراءة وتحصيل العلم والعمل به فى الدنيا قال تعالى :

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  (4) }.
التانية : فى الآخرة وفيها يأتي الأمر بقراءة كتابك الذى سطرته بأقوالك وأعمالك وهمزاتك وغمزاتك قال تعالى :
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } .

فالعلم النافع هو الذي أمرنا به ،وداك العلم الذي يصحبه التأدب والأخلاق واحترام قيم السماء هوالذي ينفع صاحبه في الدارين وهو الذي ينبغي أن نتعلمه ويتعلمه أبناؤنا وما سوى ذلك فهو من باب شحن المعلومات بلا فائدة مرجوة، فمثله كمثل الحمار يحمل اسفارا.!

وفي هذا المعنى يقول بعض الشعراء:
لا تحسبن العلم ينفع وحده ** ما لم يتوج ربه بخلاق
لو كان للعلم من دون التُّقَى شرف ٌ ** لكان أشرف خلق الله إبليسُ.
إبليس اعلم أهل الارض قاطبة ** والناس تلعنه في البدو والحضر.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبحديث سيدالأولين والآخرين ، كمانسأله سبحانه وتعالى علما نافعا، ورزقا طيبا واسعا، وقلبا خاشعا ، وعملامتقبلا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا