خطبة الجمعة حول :موقف الشريعة الغراء من إراقة دماء الأبرياء - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة الجمعة حول :موقف الشريعة الغراء من إراقة دماء الأبرياء


 الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، الذي حرم الاعتداء على النفوس البريئة وهو أرحم الراحمين، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده وسوله، القائل في صحيح سنته: مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثره وسار على نهجه من أمته إلى يوم الدين. 

أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون:
 لعلكم تعلمون جميعا ما وقع في الأيام القليلة الماضية، حيث قام بعض الشباب بقتل سائحتين أجنبيتين أبشع قِتلة، ومما زاد الأمر بشاعة أنهم نشروا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار ضجة كبيرة في المجتمع، فانقسم عامة الناس إلى قسمين: 
قسم ينوه بذلك الفعل ويُشيد به، ويظن جهلا أنه مما أمر به الإسلام، وقسم آخر يندد به ويشجبه ويستنكره، لذلكم سيكون عنوان خطبتنا لهذا اليوم بحول الله تعالى هو: موقف الشريعة الإسلام الغراء، من إراقة دماء الناس البرآء، وسنتناول هذا العنوان من خلال ثلاثة عناصر:
العنصر الأول:
 موقف الإسلام من قتل النفس المسلمة، قال الله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا. وروى مسلم أن رسول الله ﷺ قال: لزوالُ الدنيا أَهْوَنُ عندَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم. 
وروى البخاري ومسلم أنه ﷺ قال في خطبة حجة الوداع: أَيُهَا الناسُ إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت. وعن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ. قال: إن الرجل إذا عرف الإسلام وشرائع الإسلام، ثم قتل مؤمنا متعمدا، فجزاؤه جهنم ولا توبة لــه. 

العنصر الثاني:
 موقف الإسلام من قتل النفس غير المسلمة، فغير المسلمين بالنسبة إلى الشريعة الإسلامية عدة أصناف، منها: أهل الذِمة، وهم الذين قبلوا الالتزام باحترام قوانين بلاد المسلمين، والإقامة تحت سلطانهم آمنين على أنفسهم وأموالهم وسائر حرماتهم. ومنها: المعاهَدون وهم: الذين دخلوا إلى بلاد المسلمين، وأعطاهم المسلمون عهداً ومَوثقاً أن لا يتعرضوا لهم، وكلا من الذِميين والمعاهَدين يحرم قتلهم أو الاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال، بدليل قول الله سبحانه: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. 

قال الإمام الشوكاني رحمه الله: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ" اللام في "النفس" لاستغراق الجنس و"التي حرم الله" صفة للنفس، أي: لا تقتلوا شيئًا من الأنفس التي حرم الله إلا بالحق، أي: إلا بما يوجبه الحق. وهذا يشمل المسلمين وغيرَهم من أهل الذِمة والمعاهَدين، فقد روى الإمام أحمد والنسائي أن رسول الله ﷺ قال: مَنْ قَتَلَ رَجُلاً من أهل الذمّة لم يجد ريحَ الْجَنَّةِ، وَإنّ ريحَها يُوجَد مِن مَسيرةِ سبعينَ عامًا.

 وروى البخاري أنه ﷺ قال: مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا. وروى أبو داود أنه ﷺ قال: أَلا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وهذا وعيد شديد أيها الإخوة المسلمون. 

الخطبة الثانية:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم واقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين. 

أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون:
العنصر الثالث: سبب تلك الأفعال الشنيعة، فمثل هذا السلوك العدواني الظالم، والتصرفات الشاذة المنحرفة إنما ينشأ في الغالب من فكر شاذ منحرف، وتصورات فاسدة، أو عاطفة طائشة، وجهل وقلة علم بما كان عليه رسول الله ﷺ والصحابة التابعون لهم بإحسان, وهو من أبشع الجرائم، وأسوإ المآثم، وأشد المغارم، سواء كانت في حقّ مسلمين أو غير مسلمين، وهو من الفسادِ وإهلاك العباد، لا يُقِرّه دين ولا عقلٌ، ولا يقبله منطقٌ ولا إنسانية،

 ولذلك شدد دين الإسلام الوعيدَ في الدماء عموما، روى البخاري ومسلم أن رسول الله ﷺ قال: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، في الدِّمَاءِ. وروى البخاري أنه ﷺ قال: لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا. فاللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا. 
 
 هذا وخير ما نختتم به الكلام، ونجعله مسك الختام، أفضل الصلاة وأزكى السلام على خير الورى سيدنا محمد ﷺ، فإن الله وملائكته يصلون عليه، وقد أمركم الله عز وجل بالصلاة والتسليم عليه فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.....
الدعاء....

هناك تعليق واحد:

  1. If effective, they increase the return 토토사이트 of the game above one hundred pc, defeating the betting system problem. For instance, the profitable 40-chip / $40,000 guess on "17 to the utmost" pays 392 chips / $392,000. The skilled croupier would pay the participant 432 chips / $432,000, that's 392 + 40, with the announcement that the payout "is together with your guess down". The payout for this guess if the chosen number wins is 392 chips, within the case of a $1000 straight-up maximum, $40,000 guess, a payout of $392,000. There are totally different number series in roulette which have particular names connected to them.

    ردحذف

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا