هل المعتبر في صيام يوم عرفة الزمان أم المكان ! - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

هل المعتبر في صيام يوم عرفة الزمان أم المكان !


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
كيثرا ما نسمع في هذه الأيام المباركة ونحن على أبواب اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة
هل من المسموح صيام يوم عرفة التاسع من ذي الحجة عند المغاربة وغيرهم الذي يصادف الثلاثاء العاشر من محرم وهويوم العيد عند أهل مكة شرفها الله أم يوم الإثنين يوم الوقوف بعرفة بعرفة الذي يوافق يوم الثامن عند أهل المغرب ؟
ولتوضيح الأمر  :
فإن الثابت أن المعتمد في تعيين يوم عرفة عند أهل مكة كان برؤية غير صحيحة شرعا وحسابا ،وقد وقع الأمر  مرات عديدة لدرجة إثباته الهلال قبل الاجتماع ففي عام  1365 مثلا ؛
هلال ذي الحجة أثبته المسؤولون في السعودية آنذاك يوم الجمعة والحال أن الاجتماع واقع الساعة الثالثة بعد منتصف الليل لأهل مكة من ليلة الجمعة.
وبهذا أثبتوا دخول الشهر بشيء مستحيل لأن الهلال لا يمكن أن يظهر عشية قبل الاجتماع ،وقد ذكر الفقيه العلامة الفلكي ابن عبد الرازق المراكشي رحمه الله وغيره من الفقهاء الفلكيين حالات عديدة.

وقال  سيدي صالح الالغي رحمه الله يوم أن حج متحسرا لماوقع ولايزال
يزهدني في الحج أن وقوفه
يخالف وقته بيوم أو يومين .
ولمن يكن هذا الداء العضال وهذا الخطأ في تحديد  بدايات الشهورالقمرية وليد عصرنا
ولكن شاع في سابقي القوم.

وقد ثبت عدة مرات بالدليل القاطع تلاعبهم بإثبات هلال ذي الحجة ورمضان وشوال ،ولو أثبتت الدول الإسلامية الهلال بطريقة شرعية توافق الحساب القطعي لكان الغالب التوافق بينها
ونفس الأمر وقع هذه السنة (1439)فقد أثبتوا هلال ذي الحجة مساء يومه السبت بمكث لا يمكن رؤيته حتى بالتلسكوبات فما بالك بالعين المجردة التي كلفنا الشرع بها -انظر مطالب الرؤية -

أما قول بعضهم: أليس صيام هذا اليوم سوى تقربا وسعيا في موافقة الحجيج في وقوفهم بعرفة ودعائهم ؟
والجواب :
أولا: من المعلوم أن المدار على وقوف يوم عرفة عندهم مبني على ادعاء ثبوت الرؤية في مكة،والثابت عندنا بطلان ذلك من الناحية الشرعية والعقلية فالهلال لا يمكن رؤيته بالعين المجردة بمكث مكة وقد وضحنا ذلك في أكثر من مناسبة ،فالرؤية الصحيحة الشرعية لا يمكن أن تختلف بين البلدان بأكثر من يوم ،والغالب الاتفاق مع الاشتراك في جزء من الليل ،

وأما المدار الدائم الصحيح في يوم عرفة و العيد والصيام والافطار فهورؤية الهلال باعتبار محل الرؤية أو ما قاربه لا بثبوتها في البيت الحرام فقط والا لوكان ذلك لقال النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤية أهل مكة، بدل صوموا لروئيته ..

أضف إلى ذلك أن تقدم المشارقة على المغاربة أمر غير ممكن وإنما هو العكس، وعدم رؤيتنا له مع قولهم بثبوت رؤيته عندهم دليل على أن ذلك الثبوت فيه غلط أو تساهل أو مبني على تقويم ام القرى أولحاجة في نفس يعقوب ..
ففي هذه الحالة يمكن أن نكذب الشهود حينئذ لبنائها على أسس غير شرعية

ثانيا :لو كان المراد من صيام يوم عرفة بمكة خصوصا ما خوطب به أهل البلدان التي يكون فيها وقت الفجر عندهم هو وقت الغروب عند أهل مكة لأنه سينتقل إلى ليل عرفة بدل يوم عرفة  ويكون وقت الوقوف بعرفة ليلا بالنسبة لهؤلاء كمسلمي بعض الدول الذي لا تشترك معهم في جزء من الليل ،فإذا الرؤية المعتبرة شرعا كتابا وسنة وإجماعا هي بعد الغروب وهي مما تختلف باختلاف الآفاق قطعا كأوقات الصلاة

فالاتحاد كما يطالب به كثير ممن لا يفقهون علم  الهئية لا يساعده الوضعُ الفلكي دائما وان كان الغالب وقوعه اذا صحت الرؤية في الأقطار غير المتباعدة جدا، والاختلاف احيانا لا يخالف الشرع كما يعتقد البعض خاصة مع المسافات البعيدة بين بعض الدول .فلم يثبت لا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد الخلافةالإسلامية الأمر بتعميم الرؤية

ولكن لا مانع من الاتفاق في عرفة وغيرها من المواسم الدينية متى كانت الرؤية قطعية، ونعلم صحتها وألا يكون مطعونا فيها وأن لا يقع فيها تساهل أو بناء على حساب العلامة أو على مكث معين أو تقويم معين والا فلا عبرة بها.

الخلاصة
يوم عرفة عندنا بالرؤية الشرعية الصحيحة هو يوم الثلاثاء ومن أثبته قبل هذا فقد أوقعه في غير وقته
وفعل العبادة قبل وقتها معلوم حكمه فقها
ولو أمكن للحجاج اعادة الوقوف لوجبت الإعادة كما فعل عدد من الفقهاء في أعوام سابقة، ولكن الآن يتم استعمال القوة لصدهم عن ذلك، ويبقى الإثم على من زور وقبل شهادة الزور والله المستعان.

وعلى الحكومات الاسلامية أن تتحرك لتحافظ على وقت الركن الأعظم للحج، وهو يوم عرفة عرفة والوقوف بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة).
فاليوم المخاطب بصيامه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث(من صام يوم عرفةإني أحتسب على الله أن يكفرالسنة التي قبله والتي بعده ) وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ويثبت ذلك بدخول ذي الحجة برؤية صحيحة بالعين المجردة في كل بلد كما نقوم بنحر الأضحية وصيام رمضان والإفطار منه كل ذلك بثبوت رؤية الهلال بالعين المجردة كما عند أهل المغرب الأقصى.

ولا نقول بصيام يومين (الاثنين والثلاثاء) لنوافق عرفة في أحد اليومين فهذا مردود لما تقدم ولأن كلعبادة تلزمها نية خاصة بها .
ويبقى الصيام المطلق من فضائل العشر الأواخر .والله الموفق للصواب
عبد العزيز خربوش الافراني معدل وباحث في علم الفلك

هناك تعليق واحد:

  1. الصهاينة هم من يحددون يوم عرفة في المغرب

    ردحذف

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا