شرح الأجرومية على الطريقة السوسية - الدرس الثالث :حسن العباري - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

شرح الأجرومية على الطريقة السوسية - الدرس الثالث :حسن العباري


*الدرس الثالث *
*بعضُ علاماتِ الاسم*
قال المصنفُ رحمه الله :
فالاسمُ يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف والام وحروف الخفض.
لما عَرفَّكَ المصنفُ رحمه الله  بالكلام في اصطلاح النحاة، وعرَّفك بأقسامه،شرع يُعرفُكَ بعلامات كل واحد من هذه الأقسام الثلاثة، وبدأ بالاسم لشرفه،  ولأنه لايحتاج ويحتاج إليه، ولأنه  بدأ به في ذكر الأقسام، والمصنف لم يذكر كلَّ العلامات وإنما ذكر بعضها، وذكر الشائع من العلامات، والعلامات البسيطة، لأن المتن موضوع للمبتدئين.
والعلامة هي: التي إذا وجدت وجد المعلَّم ولا يلزم من نفيها نفيه.
فالاسم يعرف ويميز من بين قسميه: الفعل والحرف بوجود الخفض في آخره.
والخفض هو:
●ما أحدثه عامل الخفض من كسرة أو نائبها.
وستعرفُ التفصيلَ في قوله :وأقسامه أربعة. ....
وستعرف إن شاء الله ما ينوب عن الكسرة.
فكل كلمة معربة وجدت فيها الخفض في آخرها فلا تشك أنها اسم. قلت معربة،احترازا من أمس من الكلمة المبنية، والكلمة المبنية لا يكون فيها الخفض بل تبنى على الكسر،لأن الخفض من ألقاب الإعراب،والخفض عبارة الكوفيين والجر عبارة البصريين  بل عبارة كل النحويين ماعدا الزجاج والجزولي وتبعهما ابن اجروم.
مثال:
●مررت بزيدٍ و أبيك والقاضي والفتى وأحمدَ وموسى وفاطمةَ وليلى.
●مررت بالرجالِ والاسارى والزيدينَ والهنداتِ
●مررت بالزيدينِ .
فكل من زيد وأبي، والقاضي والفتى وأحمد وموسى وفاطمة وحبلى والرجالِ والاسارى والزيدينَ والهنداتِ  والزيدين اسم.
عرفنا ذلك بوجود الخفض في كل كلمة من الكلمات.
نحن ما يهمنا هو وجود علامة الخفض، سواء كانت كسرة كزيد والرجال والهندات ،وسواء كانت الكسرة ظاهرة أو مقدرة، كالقاضي والفتى وموسى والاسارى.  ▪او ياء كابيك والزيدين والزيدين،
او فتحة كاحمد وفاطمة.
والكلمة المخفوضة إما أن يكونَ العاملُ الذي أحدثَ فيها الخفض حرفا نحو : سلمت على زيد،فالعامل هنا لفظي وهو على.
وإما أن يكون إضافة نحو: سلمت على غلامِ زيدٍ،فزيدٍ مخفوض بالإضافة عند الاخفش وبالمضاف عند سبويه وبحرف مقدر  عند غيرهما.
وإما أن يكون تبعية والتوابع هي :النعت والعطف والتوكيد والبدل نحو سلمت على زيد الفاضل....
والإضافة والتبعية عاملان معنويان.
وقد اجتمعت العوامل الثلاثة في :بسم الله الرحمن الرحيم، وفي قولنا مررت بغلام زيدٍ الفاضل.
وإما أن يكون مخفوضا بالمجاورة وذلك كقول امرىء القيس:
كأن أبانا في افاني ودقه **
كبير قوم في بجاد مُزَمَّلٍ .
فمزمل مخفوض لكونه جاور المخفوض بِجادٍ وحقه أن يرفع لأنه نعت كبير والنعت يتبع منعوته في إعرابه.
وكقولهم هذا جُحْرُ  دُبّ خَربٍ،بخفض خرب وهو نعت لجحر.
ومن هنا أنصح الطلاب الأعزاء بأن يصاحبوا أهل الخير من الناس، فمن صاحب المرفوع رفع؛ومن صاحب المخفوض خفض.
ولله در القائل :
عليك بأرباب الصدور فمن غدا**
مضافا لأرباب الصدور تصدرا .
وإياك أن ترضى بصحبة ساقط**
فتنحط قدرا من علاك وتحقرا .
فرفع  أبو  من  وخفض  مزمل**
يحقق  قولي  مغريا   ومحذرا
فلقد رفع أبو في قولنا علمت زيدا أبو من هو ،
لأنه جاور من يستحق الصدارة وهو من ولولا ذلك لنصب.
وإما أن يكون مخفوضا بالتوهم كقول الشاعر:
بدا لي اني لست مدرك ما مضى
ولا  سابق  شيئا  إذا  كان  اتيا،أو جاءيا
فإن الشاعر توهم جر خبر ليس الذي هو مدرك بالباء الزائدة وجر خبر ليس بالباء الزائدة كثير .
قال تعالى :أليس الله بكاف عبده.  
العلامة الثانية على حسب كلام المصنف هي      *التنوين
والتنوين لغة هو:التصويت.
واصطلاحـــــا :
● نون ساكنة مزيدة تلحق آخر الاسم في اللفظ وتفارقه في الخط استغناء عنها بتكرار الشكل عند الضبط بالقلم.
نحو :وجوهٌ يومئذ ٍ ناضرةٌ إلى ربها ناظرةٌ -
رأيت فتاةً .
سواء كان التنوينُ ضمتين أو فتحتين أو  كسرتين.
فبقولنا نون ساكنة تخرج المتحركة كنون المسلمون، ولا يضر تحركها لأجل التقاء ساكنين نحو : مررت بزيد الفاضل، وخرج بقولنا ساكنة زائدة  ضيفن، فإن نونه زائدة ولكنها متحركة، زيدت لأجل الالحاق بجعفر فيجمع كما يجمع جعفر،نقول في جمع ضيفن ضيافن،كما نقول في جمع جعفر جعافر.
وضيفن أصله ضيف،والضيفن هو الذي يأتي الولائم والمناسبات بغير دعوة فهو زائد عن الضيوف لذا زدناه النون،وهو الطفيلي ولله در القائل :
اتانا    طفيلي  كأن   يمينه **
              على الأكل برق للموائد تخطف.
تحاكي عصا موسى إذا هي أقبلت**
                     فما هي إلا حية تتلقف.
فلو كان في شرق وفي الغرب زردة**
                وقد قطعت أقدامه جاء يزحف.
وقال الاخر:
إذا جاء الضيف جاء للضيف ضيفن**
  و أود بما  تقرى  الضيوف الضيافن.
تقول هذا رجل ضيفن،وهذه امرأة ضيفن وضيفنة 
ومثل الضيفن،رعشن، فكذلك نونه زائدة متحركة،والرعشن هو الذي يرتعش متعمدا،فارتعاشه زائد.
والتنوين ستة أنواع جمعها بعضهم في قوله من الطويل:
وتنوينهم في الأصل نون مزيدة**
                    مسكنة تأتي أخيرا لتفصِلا .
فمكن وقابل ثم   نكِّر   وعوضن**
             ورنم وبالغالي اختم العد مكملا .
كعمرٍو وهندات وايه   وحينئذ **
                  أصابن انن رتبه  أولا    أولا .
فالاربعة الأولى بالأسماء خصصت **
                      لفعل وحرف آخران تكملا .
1-تنوين التمكين وهو :
● الاحق للأسماء المعربة المنصرفة: نحو:زيد ورجل
2-تنوينُ المُقابلة وهو:
● الاحقُ لجمعِ  المؤنث السالم  نحو:مررتُ بمسلماتٍ، فهو يقابل النونَ في جمع المذكر السالم.
3-تنوين التنكير وهو:
● الاحق للأسماء المبنية فرقا بينها وبين معرفتها فما نون كان نكرة وما لم ينون كان معرفة نحو: "إيه " و " صه"،وقولنا:مررت بسبويه وسبويه آخر، بتنوين الثاني،فسبويه الأول معرفة وهو صاحب الكتاب،والثاني نكرة .
4-تنونُ العوض، وهو :
● يكونُ عوضاً عنْ حرفٍ كجوارٍ وغواشٍ،أصلهما غواشي وجواري، أو
● يكون عوضاً عن كلمة نحو قوله تعالى:قل كلٌّ يعملُ على شاكلته،أي كل إنسان يعمل على شاكلته. أو :
● يكونُ عوضاً عنْ جملةٍ نحو: وأنتم حينئذ تنظرون، أي وأنتم حين إذ بلغت الروح الحلقوم تنظرون. ..
5-تنوينُ الترنم وهو :
●الاحق للقوافي المطلقة وهي القوافي التي
تنتهي بحرف علة بواو أو ألف أو ياء .
قال الشاعر:
اَقِلّي اللومَ عاذلَ والعتابَنْ **
وقولي إن أصبتُ لقدْ أصابنْ .
وقدْ يلحقُ هذا النوعُ الحرفَ كذلك نحو :
أزف الترحلُ غيرَ أن ركابنا**
لمْ تزلْ برحالنا وكأن  قدِنْ .
فقولنا الترنم منْ المجاز منْ باب إطلاق الضد وإرادة ضده، أي قطع الترنم.
6-تنوينُ الغالي وهو:
● الاحق للقوافي المقيدة نحو:
وقاتمِ الأعماق  خاوي المُخْتَرَقْنْ ●
مُشْتَبه الاعلام  لماع الخفقْنْ .
وأضيف للستة:
-7-تنوينُ الضرورة وهو:
● ويكونُ في الشعر نحو:
سلام الله يامطرٌ عليها**
وليس عليك يامطر السلام.
■ ومن علامات الإسم :
يعرف الأسم كذلك بدخول الألف والام يعني "  ال " عليه في أوله. فال عبارة خليل.
نحو :الرحمان الرحيم السلام المومن المهيمن. ..
وقس على ذالك.
ونقصدُ " ال " التي تدخل على الأسماء، لا" ال " التي بمعنى الذي نحو:
ما انت بالحكم التُّرْضى حكومته **
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل .
واستعمالها في الشعر يجوز،واستعمالها في النثر قبيح
أي الذي ترضى حكومته،
واشباهها .
فاستحضر العقل، وكن نحويا باحثا، لا يشفى غليله حتى يستخرج كل ما في رأس الكبش من لحم وشحم.
قد يريد البعض أن يوقعكَ في فخ فيقول لك :الهاكم هل هي اسم أو فعل؟
فقل له :
الهى :فعل
والكاف، اسمٌ،والميم حرفٌ.
■ العلامة الثالثة من علامات الإسم :
دخول حرف ٍمنْ حروف  الخفض.
نحو:من المومنين، منهُ،عليه، به.
إذا سئلت عن "به" فقلْ الباء حرفٌ؛والهاءُ اسم ٌ،لدخول حرف من حروف الخفض عليها.
خلاصة :
الاسمُ يعرف بوجود - الخفض في آخره نحو:
هذا غلامُ زيدٍ، وبوجود - التنوين في آخره نحو: وجوهٌ، وبدخول - الألف والام عليه في أوله نحو :الدرس، وبدخول - حرف من حروف الخفض عليه في أوله نحو: ركبت على الفرس.
أئمة مروك - حسن العباري الهشتوكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا