توجيه المالكية فيمايخص العقيقة وهل تسن بعدالسابع ؟ومامعنى:الغلام مرتهن بعقيقته؟ - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

توجيه المالكية فيمايخص العقيقة وهل تسن بعدالسابع ؟ومامعنى:الغلام مرتهن بعقيقته؟

العقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
جاءني سؤالان على الخاص:
الأول: ما معنى قولهﷺ: «الغلام مرتهن بعقيقته»؟
الثاني: هل للعقيقة وقت معين يجب أن تذبح فيه؛ لأن هناك ظروف خاصة؟
الجواب وبالله التوفيق:

الأصل في العقيقة أن تذبح في اليوم السابع استحبابا؛ لما روى أبو داود والنسائي والترمذي وصححه واللفظ له أن رسول اللهﷺ قال: «الغلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع ويسمّى ويُحلَق رأسُه»(1)، ولما روى ابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حجر عن عائشة قالت: «عق رسول اللهﷺ عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى»(2)؛

ومعنى قولهﷺ: «مرتهن بعقيقته» فيه عدة أقوال: ألخصها فيما يلي: أي أنه محبوس عن الشفاعة لوالديه حتى يعق عنه، وأن الله جعل العقيقة ملازمة للشخص لا تنفك عنه كالرهن ملازم للشخص، وأن حِفْظه حفظًا كاملاً مرهونٌ بعقيقته، وأنَّه مرهون لا يسمى ولا يحلق شعره إلا بعد ذبحها ولذلك جاء في الحديث بعد الذبح: «فأميطوا عنه الأذى» أي الشعر، وأن العقيقة من أسباب انطلاق الطفل في مصالح دينه ودنياه، وانشراح صدره عند ذلك.
وهذا يفيد أن وقت ذبح العقيقة هو اليوم السابع، وفيه عند المالكية قولان:

الأول: المشهور أن العقيقة تذبح في اليوم السابع، ولا يحسب يوم الولادة إذا ولد بعد الفجر، وتسقط بمضي زمنها بغروب السابع فلا تذبح بعده؛ ولا يخفى ما فيه من تشدد.
الثاني: -وهو التيسير-: إنَّهَا لَا تَفُوتُ بِفَوَاتِ الْأُسْبُوعِ الْأَوَّلِ؛ بَلْ تُفْعَلُ في الْأُسْبُوعِ الثَّانِي، فَإِنْ لم تُفْعَلْ فَفِي الْأُسْبُوعِ الثَّالِثِ وَلَا تُفْعَلْ بَعْدَهُ؛ روى ابن وهب وهو تلميذ مالك عن الإمام مالك أنه قال: "إن لم يعق عنه في اليوم السابع عق عنه في السابع الثاني، ثم قال: ولا بأس أن يعق عنه في السابع الثالث"(3)؛ وأصله ما روى الطبرانى والبيهقي عَنِ النَّبِىِّﷺ قَالَ: «الْعَقِيقَةُ تُذْبَحُ لِسَبْعٍ وَلأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَلإِحْدَى وَعِشْرِينَ»(4)،

وما روى الحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن عائشة رضي الله عنها  قالت: «السنَّة أفضل؛ عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة...، وليكن ذاك يوم السابع، فإن لم يكن ففي أربعة عشر، فإن لم يكن ففي إحدى وعشرين»(5).
إذن ففي الأمر سعة، وفي ذبح العقيقة تيسير في الذبح يوم السابع إن تيسر، وإلا ففي اليوم الرابع عشر، أو في اليوم الواحد والعشرين؛ لقوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}(6) ، {وما جعل عليكم في الدين من حرج}(7).

أئمة مروك -الفقيه عبدالله بنطاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) انظر: جامع الأصول في أحاديث الرسول
- (ج 7 / ص 497)
(2) فتح الباري لابن حجر: (9/589).
(3) الاستذكار لابن عبد البر:(5/317)، وجامع الأمهات لابن الحاجب:(1/231)، والذخيرة للقرافي:(4/164)، والشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي: (2/126).
(4)الطبرانى في "المعجم الأوسط": (5/136)، (والبيهقي في الكبرى: (9/303)،
(5) الحاكم في  المستدرك: (4/266)،
(6)البقرة: 185.
(7)الحج: 78.
دعواتكم لي بالشفاء العاجل
(ودعواتكم رأس مالي ورصيد اعتمادي)
عبدالله بنطاهر التناني
مدرسة الإمام البخاري للتعليم العتيق بمدينة أكادير
يوم الجمعة 25 ذي الحجة 1436هـ 9 / 10 / 2015م.

هناك تعليقان (2):

  1. حفظكم.الله.ورعاكم

    ردحذف
  2. السلام عليكم.اتمنى التوفيق لكل امة محمد صلى الله عليه و سلم رغم تطبيع اكبر الدول الاسلامية مع الكيان الصهيوني ناهيك عن ظلم الناس لبعضها البعض سواءا كان في العاءلات او فى المجتمعات او فى الادارات.ادعو ربي ان يحمينا من كل عدو يريد ان يهلكنا من الخارج و من كل مسلم يريد شر العباد و البلاد من الخونة و السارقين و المفسدين و ان ينصر الله المسلمين و ينجينى من كل الخونة و من باعو اوطانهم لملة الكافرين حتى يرضو عنا.انا جزايري و اعتز بوطني و احب الخير لكل امة نبينا محمد عليه السلام

    ردحذف

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا