الأجرومية بالطريقة السوسية - حسن العباري. الدرس الأول
الحمد لله وحده، و الصلاة والسلام على من لا نبي
بعده
شرح متن الآجرومية في النحو
[ الدرس الأول ]
قال المصنف رحمه الله:
الكلامُ هوَ اللفظُ المركبُ المفيدُ بالوضعِ.
الكلام بفتح الكاف لغة:
● هو عبارة عما تحْصلُ بسببه الفائدة،سواء كان لفظا أو خطا أو إشارة....
وقال ابن عقيل :هو كل مايتكلم به مفيدا كان أو غير مفيد.
وهو عند النحوين هو ما تَوفرَّتْ فيه شروط أبعةُ:
■ 1- أنْ يكونَ لفظاًواللفظُ لغةً:
● هو الرميُ والطرحُ،تقولُ لفظتِ الرحى الطحينَ،أي:رمته،وكأن المتكلمَ يرمي الحروفَ..
واصطلاحا:
● هوَ قطع الصوت عن الفم المشتمل على بعضِ الحروفِ الهجائيةِ التي تبتدىءُ بالألفِ وتنتهي بالياءِ
كمثل:زَيدٌ، وديز، سواء التمسنا فيه معنى كزيد أم لم نلتمس كديز مقلوب زيد .
واللفظ عام يقع على الكلام بفتح الكاف والكلم بكسرها والكلم والكلمة والقول.
وخرج باللفظِ:الخطُّ والإشارة والمفهومُ وحديثُ النفسِ والتكليمُ والنُّصبُ، والعقد،
وخرجَ بالصوت المشتمل...
مالم يشتمل على حروفٍ كصوتِ الطبل...
■ 2- أن يكونَ مركباوهو لغة:
● علو الشيء على الشيء .
واصطلاحا:
● ماتركَّبَ منْ كلمتينِ فصاعداً، أفادَ أمْ لمْ يفدْ،كمثلِ:إنْ طلعتِ الشمسُ غدا أزوركَ
أو:إن طلعتِ الشمسُ غدا.
■ 3- أنْ يكون مفيداً، والمفيدُ لغة:
●ما أفاد فائدة من علم أو مال.
واصطلاحا هو:
● ما أفادَ فائدةً يحسنُ السكوت عليها،
نحو:
النحو زين للفتى ** يكرمه حيث أتى .
من لم يكن يحسنه** فحظه أن يسكتا.
فإنه افادك فائدة، ( وهي أنك إذا أردت جمالا وتكريما فاقصد النحو)
وقد نبه بعضهم على المراد من السكوت بقوله :
مرادنا سكوت من تكلما ** وقيل سامع وقيل بل هما.
توضيح: فإذا قلت لك إن تجتهد فهذا لفظ مفيد ولكن لا يحسن السكوت عليه لأن السامع مازال ينتظر الإتمام.
وإذا قلت لك: إن تجتهد تنجح فهذا لفظ مفيد فائدة يحسن السكوت عليها، فهو كلام.
■ 4 - أنْ يكونَ موضوعاً بالوضع العربي، يعني أن يكون من الألفاظِ التي وضعَتها العربُ للدلالةِ على المعاني.
فإذا قلت لك :اجلس هنا، فهذا كلامٌ لأنه بالوضع العربي،وإذا قلتُ لكَ:( سْكُسْ غين)ْ، باللهجة الأمازيغية فهذا لايسمى عند النحاةِ كلاماً.
ومنهمْ منْ فسَّر الوضعَ بالقصدِ، وذلك بأن يقصدَ المتكلمُ مايقولُ ، فإذا لمْ يقصدْ لا يسمى كلاماً.
مثلا: كنتَ بجانبِ نائمٍ فقال لكَ: في الصباحِ ابيعك هذه الدار...فهو لا يقصدُ مايقولُ،،إذا ليس عند النحاة بكلام ولوِ استوفى الشروط....لعدمِ القصدِ...
وكذلك الساهي والسكران وقس على ذلك.
☆ حقيــــقةُ الكلام☆ ِ:
● هو ماتضمنَ من الكلمِ إسناداً مفيدا مقصودا لذاته
☆ حدُّ الكلامِ ☆ :
● ما أفادَ المستمع قصدا كقولك : اتبع ولاتبتدع .
وقال ابن عقيل: هو اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها.
☆حــــقيقة الكلِمِ ☆:
● ما تركبَ من كلمتينِ فصاعدا افاد أم لم يفد.
وقال ابن عقيل:هو ما تركب من ثلاث كلمات فصاعدا افاد أم لم يفد، فقولنا:زيد مجتهد، فهذا كلام لاكلم .
وقولنا:إن جاء زيد أحضرت الطعام، فهذا كلام وكلم
وقولنا: إن قام زيد، فهذا كلم فقط،والقول يقع على الجميع.
☆ حـــــقيقة الكلمةِ ☆:
لفظٌ مستقلٌّ دال بالوضعِ تحقيقا :كزيد زيد،أو تقديرا نحو:عبدالله،فمن حيث المدلول فعبدالله كلمة، ومن حيث التركيب فعبدالله كلمتان، أو منويٌُ معهُ كذلك كأنت المنوي في قولنا استقم، ومن هنا يتبين لنا أن اللفظ ينقسم إلى لفظي
نحو زيد، وتقديري كالضمائر المستترة.
وقال ابن عقيل الكلمة هي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد، فبقولنا الموضوع يخرج اللفظ المهمل ك:ديز، وبقولنا لمعنى مفرد يخرج اللفظ الموضوع لمعنى مركب كقولنا :قام زيد.
ومن النحويين من يعرفها بأنها قول مفرد.
قال السيوطي في الفيته:
كَلامُنا لفظٌ مفيدٌ يُقْصَدُ**
وعندناالكِلْمةُ قولٌ مفردُ .
وإنْ علىمعنى بها قد دلتِ **
واقترَنتْ بأحدِ الأزمنةِ .
"فعلٌ"وإلا فَهْيَ"اسمٌ"والتي **
بغيرِها"حَرْفٌ"وسِمْ بالفضلةِ .
☆محترزاتُ اللفظ ☆ِ:
واحتَرَزُوا باللفظِ في الكلامِ **
منْ سبعةٍ تُدْرى لدى الافهامِ .
الخطُّ والإشارةُ المفهومُ **
ثُمَّ حديثُ النَّفسِ والتكليمُ .
ونصب موضوعة يا قاري **
وعقد فافهم ولا تماري .
توضيح ماجاء في هذه الأبيات :
• إذا دخلتَ للبيتِ فوجدتَ ورقةً مكتوبٌ عليها:اذهبْ إلى السوقِ فاشتر لنا لحما.
فهذا لا يسمى كلاماً عندَ النحاةِ لأنهُ غيرُ ملفوظٍ بهِ..
• إذا كنتَ سائقاً وأشارَ اليكَ الشرطيُّ أنْ قفْ.
فهذا لا يسمى عند النحاة كلاما
ويحفظُ لذلكَ طلبةُ العلمِ:
أشارتْ بطَرف العينِ خِيفةَ اهلِها**
إشارةَ محزونٍ ولمْ تَتكلَّمِ .
فأيقَنتُ أنَّ الطرفَ قد قالَ مرحبا ً**
وأهلا وسهلاً بالحبيبِ المتَيّمِ .
• إذا كنتُ تركبُ فرساً وقطعتَ مسافةً طويلةً
فتوقَّفَ الفرسُ وقدْ تصببَ عرقاً،وفهمتَ منْ لسانِ حالهِ أنهُ يقولُ: لقدْ تعبتُ،فهذا لا يسمى كلاما عند النحاةِ،ويحفظون لذلك:
شكا إلي جمَلي طولَ السُّرى**
مهلا رويداً فكلانا مُبتلى .
وقال الآخر :
امتلأ الحوض وقال :
قطني مهلا رويدافقدملأت بطني .
وهذا يسمى المفهوم.
• حديثُ النفس وذلكَ كقولهم:
إن الكلامَ لفي الفؤادِ وإنما **
جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلا .
• التكليمُ كقول بعضهم:
قالوا كلامكَ هندا وهي مصغية**
يشفيكَ قلتُ صحيحٌ ذاك لو كان .
أما في العقد بضم العين، فهو نوع من الحساب يكون باليدين يسمى بحساب اليد،تكون فيه الآحاد والعشرات باليسرى والمئات والآلاف باليسرى،وقد ألفوا فيه مؤلفات.
• وأما النصب فهو ما يوضع في الطريق ليستدل به.
أئمة مروك - كتبه حسن العباري الهشتوكي .
شيخنا الكريم ,يقال إن من بركة العلم نسبته إلى أعله أليس كذلك؟
ردحذففمحترزات اللفظ قد ذكر صاحبها خمسة لا غير وقد أدخلت أنت كلمة سبعة وهذا لا يحمد في باب العلم