"الفقه والواقع بين وهم مسايرة العصر وثبات الخطاب الديني
الفقه والواقع بين وهم «مسايرة العصر» وثبات الخطاب الشرعي – حوار مع العلامة مولود السريري
تنبيه النسبة: الحوار المنقول هو لفضيلة العلامة سيدي مولود السريري حفظه الله، مع تعقيب للأستاذ مبارك العسري الذي حاور الشيخ ونقل الإضافة.
منطلق السؤال: أثر استحضار الواقع في الحكم الشرعي
من القضايا التي سُئل عنها فضيلة العلامة مولود السريري حفظه الله، مسألة أثر استحضار الواقع في الحكم الشرعي؛ ما الذي يُراعى فيه الواقع، وكيف يؤثر، وما حدود تدخله؟
جواب الشيخ: ثبات الخطاب ووهم «مسايرة العصر»
أجاب الشيخ بجواب مركّب عميق، خلاصته:
- الشريعة نزلت خطابًا للإنسان بحواسه وعقله وقوته وضعفه، وهو الإنسان نفسه في كل العصور.
- العبارة الشائعة «مسايرة العصر» ليست دقيقة، إذ توهم بأن لكل عصر شريعة جديدة.
- التطورات التكنولوجية لا تغيّر جوهر التكليف ولا دلالات النصوص، وإنما تستدعي اجتهادًا في التنزيل.
- المعتبر في الفتوى دائمًا هو حال المكلّف وظروفه، وهذا ثابت منذ القرن الأول.
هل كون الإنسان يطير في الفضاء، أو يستخدم الشبكات والتكنولوجيا، يغيّر من الخطاب الشرعي أو مناطه؟
الجواب: لا. بل هي نوازل يُجتهَد في تنزيل الحكم عليها دون المساس بثوابت الشريعة.
تعقيب الأستاذ مبارك العسري
عقّب الأستاذ مبارك العسري بأن عبارة «مسايرة العصر» تحمل إيحاء زائدًا على مجرد مراعاة الأحوال؛ إذ توهم بأن عصرنا مختلف جذريًا، وخاصة منذ:
- ظهور التكنولوجيا الحديثة واتساع سلطانها،
- مرحلة الاحتكاك بالغرب والاستعمار،
- والجرأة على الشريعة وتنحية العلماء.
وهكذا توهّم بعض المتشرعة أن الواقع يفرض شريعة جديدة، وهو مسلك خطير يُفضي إلى تذويب سلطان الشرع.
الخلاصة
- الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، وخطابها ثابت يخاطب الإنسان في كل عصر.
- الاجتهاد المطلوب هو في التنزيل على النوازل، لا تبديل للأصول.
- المصطلحات الفضفاضة مثل «مسايرة العصر» تزيد الغموض وتفتح باب التأويل المتحايل.
نُشر أولًا بقلم الأستاذ مبارك العسري، ثم أعيد نشره في مدونة «أئمة المغرب» ضمن ملف: الفقه والواقع.
🌐 موقعنا الرسمي: www.aimamaroc.com
📩 صفحتنا على فيسبوك: أئمة المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا