خطبة موحدة:أَهَمِّيَّةُ الْمَاءِ وَحُسْنِ تَدْبِيرِ اسْتِعْمَالِهِ - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة موحدة:أَهَمِّيَّةُ الْمَاءِ وَحُسْنِ تَدْبِيرِ اسْتِعْمَالِهِ


خطبة جمعة موحدة ليوم: 21 رجب 1445ه /02 فبراير 2024م 

قام بإخراج الخطبة إلى صيغة ورد الأستاذ؛:

رشيد المعاشي نسأل الله أن يغيث البلاد والعباد.

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَمْدَ الْـمُقِرِّينَ بِنِعْمَتِهِ وَلَهَا يَشْكُرُونَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الْأَطْهَارِ، وَصَحَابَتِهِ الْأَخْيَارِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، صَلَاةً وَسَلَامًا تَامَّيْنَ مُتَعَاقِبَيْنِ مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارَ.

أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ:

يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ تَنْزِيلِهِ: أَفَرَآيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ آنْتُمُ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ. فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ، اِمْتَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ بِنِعْمَةِ الْمَاءِ الَّتِي هِيَ نِعْمَةٌ كُبْرَى وَمِنْحَةٌ عُظْمَى يَتَوَقَّفُ عَلَيْهَا وُجُودُ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ كُلِّهَا، كَيْفَ لَا؟ وَالْمَاءُ هُوَ إِكْسِيرُ الْحَيَاةِ وَسِرُّ النَّمَاءِ، وَلِذَلِكَ حَثَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عِبَادَهُ عَلَى شُكْرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ بِقَوْلِهِ: فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ. 

وَهَذِهِ صِيغَةُ حَثٍّ وَأَمْرِ وُجُوبٍ، أَيْ: اُشْكُرُوهُ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ وَلَا بُدَّ، وَشُكْرُ النِّعْمَةِ ضَامِنٌ لِزِيَادَتِهَا وَاسْتِمْرَارِهَا، وَيَكُونُ الشُّكْرُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَيَكُونُ بِالْعَمَلِ خَاصَّةً، وَذَلِكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يُرْضِي اللَّهَ، وَالِانْتِهَاءِ عَمَّا أَمَرَ بِاجْتِنَابِهِ، وَكَيْفَ لَا وَهُوَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يَمُدُّنَا بِالنِّعَمِ، فَالَّذِي يَلِيقُ بِنَا هُوَ الْخَوْفُ مِنْ زَوَالِهَا، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: قُلْ أَرَآيْتُمُ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَاتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ. 

فَالشُّكْرُ عَلَى نِعْمَةِ الْمَاءِ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا وَعَدَمِ الْإِسْرَافِ فِيهَا، فَالْمُؤْمِنُ مُطَالَبٌ فِي سَائِرِ الْأَحْوَالِ بِالِاقْتِصَادِ فِي كُلِّ أُمُورِهِ، وَفِي أَمْرِ الْمَاءِ عَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ قِيمَةٌ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ النَّاسِ، فَلَا يَحِقُّ لِأَحَدٍ اِلْإِسْرَافُ فِيهِ وَإِضَاعَتُهُ فَوْقَ حَاجَتِهِ، لِأَنَّهُ بِذَلِكَ يُضَيِّعُ حَقَّهُ وَحُقُوقَ الْآخَرِينَ، وَيُؤَدِّي إِلَى إِزَالَةِ تِلْكَ النِّعْمَةِ بِتَبْذِيرِهَا.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامِيَّ الْحَنِيفَ يَنْهَى عَنِ الْإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ فِي سَائِرِ الْأُمُورِ عَامَّةً، وَفِي الْـمَاءِ خَاصَّةً، وَلَنَا فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ، فَلَوْ أَخَذْنَا مِثَالًا وَاحِدًا مِنْ حَيَاتِهِ الشَّرِيفَةِ فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ لَكَانَ كَافِيًا وَدَالًّا دِلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْمَاءِ وَعَدَمِ جَوَازِ الْإِسْرَافِ فِيهِ، رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْـمُدِّ. وَالصَّاعُ: أَرْبَعَةُ أَمْدَادٍ،

 وَالْـمُدُّ: مِلْءُ الْكَفَّيْنِ مَعًا، وَهُوَ مَا يُسَاوِي بِحِسَابِنَا ثُلُثَيِ اِللِّتْرِ الْوَاحِدِ، وَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ اِسْتَفَادَ الْعُلَمَاءُ أَنَّ تَقْلِيلَ الْمَاءِ فِي الْغُسْلِ وَالْوُضُوءِ مِنْ مَنْدُوبَاتِهِمَا، وَتُكْرَهُ الزِّيَادَةُ وَلَوْ كَانَ الْـمُتَوَضِّئُ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، لِـمَا رَوَى أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ؟ فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ. وَفِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُهُ عَنْ الْوُضُوءِ، فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ. فَسَمَّى النَّبِيُّ ﷺ لَهُ الزِّيَادَةَ عَلَى الثَّلَاثِ إِسَاءَةً وَتَعَدِّيًا وَظُلْمًا.

وَيَتَجَلَّى مَعْنَى هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فِيمَا لَوِ اِفْتَرَضْنَا أَنَّ سَبْعَةَ مَلَايِينَ مِنَ الْمُصَلِّينَ مَثَلًا عَبْرَ الْمَمْلَكَةِ يَتَوَضَّؤُونَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَلَوْ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اِعْتَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِلِتْرٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ الْتَزَمَ بِقَدْرِ وُضُوءِ النَّبِيِّ ﷺ - وَهُوَ الثُّلُثَانِ مِنَ اللِّتْرِ - لَتَوَفَّرَ مِنْ ذَلِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَا لَا يَقِلُّ عَنْ سَبْعَةِ مَلَايِينِ لِتْرٍ، وَلَا شَكَّ أَنَّ ضِعْفَ هَذَا الْقَدْرِ يُمْكِنُ اقْتِصَادُهُ فِي الْغُسْلِ، وَلَوْ كَانَ عَلَى قَدْرِ غُسْلِ النَّبِيِّ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي الْأُسْبُوعِ، وَهَذِهِ كَمِّيَّاتٌ كَبِيرَةٌ، وَقِسْ عَلَيْهَا سَائِرَ اسْتِعْمَالَاتِ الْمَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ تَرَ كَمْ كَانَ يَضِيعُ مِنَ الْمَاءِ كُلَّ يَوْمٍ بِسَبَبِ اللَّامُبَالَاةِ.

وَإِذَا كَانَ تَقْلِيلُ الْمَاءِ مَطْلُوبًا فِي الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ، وَهُمَا عِبَادَتَانِ كَبِيرَتَانِ تُسْتَبَاحُ بِهِمَا الصَّلَاةُ وَالطَّوَافُ وَغَيْرُهُمَا، فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِي الْأُمُورِ الْأُخْرَى كَالِاسْتِحْمَامَاتِ غَيْرِ الضَّرُورِيَّةِ وَغَسْلِ الْمَحَالِّ وَالْأَرْصِفَةِ وَالطُّرُقَاتِ وَالسَّيَّارَاتِ وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ بِخَرَاطِيمِ وَرَشَّاشَاتِ الْمِيَاهِ مِمَّا تَضِيعُ فِيهِ كَمِّيَّاتٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْمَاءِ، مَعَ شِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ وَنُدْرَتِهِ، خُصُوصًا فِي هَذِهِ الظُّرُوفِ وَالتَّقَلُّبَاتِ الْـمُنَاخِيَّةِ، أَلَا فَلْنَتَّقِ اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَلْنَقْتَصِدْ فِي اسْتِعْمَالِ الْـمَاءِ مَا اسْتَطَعْنَا حَتَّى نُوَفِّرَ عَلَى أَنْفُسِنَا وَعَلَى غَيْرِنَا مَا يَسُدُّ الْحَاجَةَ، مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنِ اِتِّبَاعِ سُنَّةِ الرَّسُولِ ﷺ، فِي تَعْظِيمِ النِّعْمَةِ وَعَدَمِ الِاسْتِهَانَةِ بِهَا.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْـمُبِينِ، وَفِي حَدِيثِ سَيِّدِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلِـيِّ الصَّالِحِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْـمُتَّقِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ: إِذَا عَرَفْنَا قِيمَةَ الْمَاءِ وَأَهَمِّيَّتَهُ فِي حَيَاتِنَا، وَتَدَبَّرْنَا تَوْجِيهَ وَهَدْيَ نَبِيِّنَا فِي الْمَوْضُوعِ، فَإِنَّهُ يَنْبَغِي التَّوَاصِي بِتَغْيِيرِ سُلُوكِنَا فِي اسْتِعْمَالِهِ، لِيَكُونَ عَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ وَدُونَ إِسْرَافٍ أَوْ تَبْذِيرٍ، فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، وَلْنُسَاهِمْ بِتَرْشِيدِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ فِي الْجُهُودِ الَّتِي تَبْذُلُهَا الْجِهَاتُ الْمُخْتَصَّةُ تَحْتَ الرِّعَايَةِ السَّامِيَةِ لِـمَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ أَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الثَّرْوَةِ الْمَائِيَّةِ وَصِيَانَةِ مَصَادِرِهَا وَمَوَارِدِهَا وَتَوْفِيرِهَا لِلْمُوَاطِنِينَ،

 وَلْنَتَأَمَّلْ قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ لَمَّا سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ فَأَجَابَ: (سَقْيُ الْمَاءِ). وَذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ سِرِّ الْحَيَاةِ، وَإِطْفَاءِ ظَمَأِ الْعَطْشَانِ، وَإِنْقَاذِهِ مِنَ الْهَلَاكِ، وَمَفْهُومُهُ أَنَّ هَدْرَ الْمَاءِ وَإِضَاعَتَهُ لَا يَحِلُّ وَلَا يَجُوزُ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِضْرَارِ بِالنَّفْسِ وَبِالْغَيْرِ، فَبِقَدْرِ مَا يَقْتَصِدُ الْمُسْلِمُ فِي اسْتِعْمَالِهِ يُوَفِّرُ لِلْآخَرِينَ حَاجَتَهُمْ فِيهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.

🤲 اَلدُّعَاءُ

هَذَا، فَاتَّقُواْ اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَاعْرِفُواْ فَضْلَهُ وَآلَاءَهُ عَلَيْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَأَكْثِرُواْ مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى مَلَاذِ الْوَرَى وَشَفِيعِ الْأَنَامِ فِي الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارَكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ بَاقِي الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، خُصُوصًا مِنْهُمُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، 

وَانْصُرِ اللَّهُمَّ مَنْ قَلَّدْتَهُ أَمْرَ عِبَادِكَ، مَوْلَانَا أَمِيرَ الْمُومِنِينَ صَاحِبَ الْجَلَالَةِ الْمَلِكَ مُحَمَّدًا السَّادِسَ نَصْرًا عَزِيزًا تُعِزُّ بِهِ الدِّينَ، وَتَرْفَعُ بِهِ رَايَةَ الْـمُسْلِمِينَ، اَللَّهُمَّ احْفَظْهُ بِالسَّبْعِ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَاجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ، وَاحْرُسْهُ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَأَقِرَّ عَيْنَ جَلَالَتِهِ بِوَلِيِّ عَهْدَهِ صَاحِبِ السُّمُوِّ الْـمَلَكِيِّ الْأَمِيرِ الْجَلِيلِ مَوْلَانَا الْحَسَنِ، وَشُدَّ أَزْرَ جَلَالَتِهِ بِشَقِيقِهِ السَّعِيدِ، صَاحِبِ السُّمُوِّ الْـمَلَكِيِّ الْأَمِيرِ الْمَجِيدِ مَوْلَانَا رَشِيدٍ، وَبِبَاقِي أَفْرَادِ الْأُسْرَةِ الْـمَلَكِيَّةِ الشَّرِيفَةِ،

 اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ لِنِعَمِكَ، اَلْـمُتَعَرِّضِينَ لِكَرَمِكَ، اَلْوَاقِفِينَ بِبَابِكَ، اَلْـمُـضْطَرِّينَ إِلَى رَحْمَتِكَ، اَللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اَللَّهُمَّ اسْقِنَا سُقْيًا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَسَائِرِ مَوْتَانَا وَمَوْتَى الْمُسْلِمِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ، وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُواْ، رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا