مفهوم التوبة وحكمها وفضلها - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

مفهوم التوبة وحكمها وفضلها

[مَفْهُومُ التَّوْبَةِ إِلَى الرَّحْمَانِ، وَحُكْمُهَا وَفَضْلُهَا فِي كُلِّ آنٍ]

من اعداد: رشـيــد الـمـعاشــي

الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمينَ، الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبينِ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَليُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ والْآخِرينَ، صَلَّى اللَّـهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُسْلِمُونَ:

مَازَالَ حَدِيثُنَا مُتَوَاصِلاً وَإِيَّاكُمْ فِي مَوْضُوعِ التَّوْبَةِ، الذِي اخْتَرْنَا تَنَاوُلَهُ فِي شَهْرِ التَّوْبَةِ، شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَاركِ، وَخُلَاصَةُ مَا ذَكَرْنَا فِي الْجُمُعَةِ الْمَاضِيَةِ أَنَّ الْإِنْسَانَ بِطَبْعِهِ مُعْرَّضٌ لِلْوُقُوعِ فِي الْخَطَأِ وَالتَّقْصِيرِ فِي جَنْبِ اللَّـهِ، وَلَكِنَّ الْوُقُوعَ فِي الْخَطَأِ لَيْسَ هُوَ الْعَيْبَ، بَلِ الْعَيْبُ هُوَ الْإِصْرَارُ عَلَيْهِ، فَاللَّـهُ – تَعَالَى – حِينَ ذَكَرَ صِفَاتِ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ لَمْ يَصِفْهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يُذْنِبُونَ، لِأَنَّ ذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ فِي الْإِنْسَانِ، بَلْ جَعَلَ مِنْ أَعْظَمِ صِفَاتِهِم أَنَّهُمْ: إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ...

 وَلِذَلِكُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. أَمَّا الْيَوْمَ فَسَيَكُونُ عُنْوَانُ خُطْبَتِنَا لِهَذَا الْيَـوْمِ الْمُبَارَكِ السَّعِيدِ – بِحَوْلِ اللَّـهِ تَعَالَى – هُوَ: مَفْهُومُ التَّوْبَةِ إِلَى الرَّحْمَانِ، وَحُكْمُهَا وَفَضْلُهَا فِي كُلِّ آنٍ، وَسَنُرَكِّزُ كَلَامَنَا عَلَى هَذَا الْعُنْوَانِ مِنْ خِلَالِ عُنْصُرَيْنِ اثْنَيْنِ:

الْعُنْصُرُ الْأَوَّلُ:  مَفْهُومُ التَّوْبَةِ وَحُكْمُهَا، فَالتَّوْبَةُ فِي اللُّغَةِ هِيَ: الرُّجُوعُ... وَفِي الِاصْطِلَاحِ هِيَ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ لِقُبْحِ الذُّنُوبِ وَضَرَرِهَا عَلَيْهِ، فَيُقْلِعُ عَنْهَا مُخْلِصاً فِي إقْلَاعِه عَنِ الذَّنْبِ لِلَّهِ – تَعَالَى -، نَادِماً عَلَى مَا بَدَرَ مِنْهُ فِي الْمَاضِي مِنَ الْمَعَاصِي قَصْداً أَوْ جَهْلاً، عَازِماً عَزْماً أَكِيداً عَلَى عَدَمِ الْعَوْدَةِ إلَيْهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَالْقِيَامُ بِفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَالْحَسَنَاتِ، مُتَحَلِّلاً مِنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ بِرَدِّهَا إِلَيْهِم، أَوْ مُحَصِّلاً الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ... 

وَقَدْ تَظَافَرَتِ النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ مِنْ كِتَابِ اللَّـهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّـهِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ عَلَى وُجُوبِهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ، لِأَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ ظَاهِرَةٍ أَوْ بَاطِنَةٍ، مِصْدَاقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّـهِ – تَعَالَى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا... وَقَوْلُهُ – سُبْحَانَهُ -: وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيٌّهَا الـمُؤمِنُونَ... وَقَوْلُهُ – عَزَّ مِنْ قَائِلٍ -: وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. وَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا – أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ﷺ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. 

الْعُنْصُرُ الثَّانِي: فَضْلُ التَّوْبَةِ، فَقَدْ حَثَّ اللَّـهُ – تَعَالَى - عَلَى التَّوْبَةِ، بَلْ أَمَرَ بِهَا عِبَادَهُ، وَوَعَدَ عَلَيْهَا بِالثَّوَابِ الْجَزِيلِ وَالْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وَمِنْ أَبْرَزِ فَضَائِلِهَا:

أَوَّلًا: أَنَّ التَّوْبَةَ سَبَبٌ لِلْفَوْزِ وَالْفَلَاحِ، مِصْدَاقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّـهِ – تَعَالَى -: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَقَوْلُهُ – سُبْحَانَهُ -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ... وَقَوْلُهُ – عَزَّ مِنْ قَائِلٍ -: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا. وَمَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ﷺ قَالَ: التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ.

ثَانِياً: نَيْلُ مَحَبَّةِ اللَّـهِ، مِصْدَاقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّـهِ – تَعَالَى -: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. وَمَاذَا لَوْ أَحَبَّكَ اللَّـهُ؟ اسْمَعِ الْجَوَابَ - أَيُّهَا الْمُسْلِمُ -، رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أحَبَّ عَبْدًا دَعا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إنِّي أُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، قَالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنادِي فِي السَّمَاءِ فيَقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الْأَرْضِ... قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ- رَحِمَهُ اللَّـهُ -: مَحَبَّةُ اللهِ – تَعَالَى - لِعَبْدِهِ هِيَ: إِرَادَةُ الْخَيْرِ لَهُ وَهِدَايَتُهُ...

ثَالِثاً: أَنَّ التَّوْبَةَ سَبَبٌ لِلسَّعَادَةِ وَالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، مِصْدَاقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّـهِ – تَعَالَى – عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ نُوحٍ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَــلْ لَكُمْ أَنْهَارًا... وَقَوْلُهُ – سُبْحَانَهُ –: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ..

 نَفَعَنِي اللَّـهُ وَإِيَّاكُمْ بِكِتَابِهِ المُبينِ، وَبِسُنَّةِ نَبيِّهِ الْمُصْطَفى الكَرِيمِ، سَيِّدِ الأَوَّلينَ والْآخِرينَ، وأَجارَني وَإِيَّاكُمْ مِنْ عَذابِـهِ المُهِينِ، وَغَفَرِ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ، وَجَعَلَني وَإِيَّاكُمْ مِنَ الذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ آمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ العَالَمينَ...

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمينَ، الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِينِ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَليُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وَنَبيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسولُهُ، سَيِّدُ الأَوَّلينَ والْآخِرينَ، صَلَّى اللَّـهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُسْلِمُونَ:

رَابِعاً: مِنْ فَضَائِلِ التَّوْبَةِ أَيْضًا: أَنَّ اللَّـهَ – تَعَالَى – يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ وَرُجُوعِهِ إِلَيْهِ مَهْمَا عَظُمَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَهْمَا كَثُرَتْ خَطَايَاهُ، مِصْدَاقُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولَ اللَّـهِ ﷺ قَالَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كَانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ مِنْهَا، فأتَــــــى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هُوَ كَذلكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرَحِ.

 وَفَرَحُ اللَّـهِ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مَعَنَاهُ: قَبُولُهُ وَهِدَايَتُه وَتَوْفِيقُهُ وَتَثْبِيتُهُ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، كَمَا فِي قَوْلِ اللَّـهِ – تَعَالَى -: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ... فَاتَّقُوا اللَّـهَ – أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ – وَاغْتَنِمُوا الشَّهْرَ الْفَضِيلَ، مِنْ أجْلِ التَّوْبَةِ إِلَى الْمَلِكِ الْجَلِيلِ، وَلِلْحَدِيثِ بَقيَّةٌ فِي هَذَا الْمَوْضُوعِ إِنْ شَاءَ اللَّـهُ تَعَالَى...

الــــدُّعَــــــــاءُ

هَذَا وَخَيْرُ مَا نَخْتَتِمُ بِهِ الكَلامَ، وَنَجْعَلُهُ مِسْكَ الخِتَامِ، أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَأَزْكَى السَّلامِ، عَلَى خَيْرِ الوَرَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ﷺ، فَإِنَّ اللَّـهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَمْرَكُمْ اللَّـهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِالصَّلَاةِ والتَّسْليمِ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الأَمِينِ فَقَالَ - جَلَّ شَأْنُهُ -: يَا أَيُّهَا اَلذِينَ آمَنُوا صَلُواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا. أَلَلُهُمْ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْراهِيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْراهيمَ، وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، كَمَا بارَكَتْ عَلَى سَيِّدِنا إِبْراهيمَ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْراهيمَ فِي العالَمينِ إِنَّكَ حَميدُ مَجيدٍ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الأَرْبَعَةِ الخُلَفاءِ، السَّاداتِ الأَصْفِيَاءِ اَلْحُنَفاءِ، الرَّاشِدِينَ اَلْمُرْشِدِينَ المُهْتَدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سائِرِ الصَّحابَةِ أَجْمَعِينَ، أَلَلَهُمَّ اَنْفَعْنا بِمَحَبَّتِهِمْ، واحْشُرْنَا يَا مَوْلَانَا فِي زُمْرَتِهِمْ، وَلَا تُخَالِفْ بِنَا اَللَّهُمَّ عَنْ نَهْجِهِمْ وَطَريقِهِمُ القَويمِ، أَللَّهُــمَّ اَنْصُرِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، واجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى اتِّباعِ الحَقِّ يَا رَبَّ العالَمينَ،

 أَلَلَهُمَّ انْصُرْ أَميرَ المُؤْمِنِينَ، جَلالَةَ المَلِكِ مُحَمَّدًا اَلسَّادِسَ، أَللَّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْرًا عَزِيزًا تُعِزُّ بِهِ الدِّينَ، وَتَجْمَعُ بِـهِ كَلِمَةَ المُسْلِمِينَ، أَلَلَهُمْ أَصْلَحَ بِهِ البِلادَ والْعِبادَ، وَأَقَرَّ عَيْنَهَ بِوَلِيِّ عَهْدِهِ مَوْلَانَا الحَسَنِ، وَاشْدُدْ عَضُدَهُ وَقَوِّ أَزْرَهُ بِأَخِيهِ السَّعيدِ المَوْلَى الرَّشيدِ، وَاحْفَظْهُ فِي كافَّةِ أُسْرَتِهِ وَشَعْبِهِ، أَلَلَهُمْ اجْعَلْ بَلَدَنا هَذَا بَلَدًا آمَنًا مُطَمْئِنًّا وَسائِرَ بِلادِ المُسْلِمِينَ، أَلَلَهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ والْفُسُوقَ والْعِصْيانَ، أَلَلَّهُمَّ اَرْحَمِ اِلأَمْواتَ وَنَوِّرْ عَلَيْهِمْ قُبورَهُمْ، وَأَصْلِحِ اِلأَحْيَاءَ وَيَسِّرْ لَهُمْ أَمْوَرَهُمْ، أَللَّهُمَّ اَغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، وَالمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدَّعَواتِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا