حكم التباعد بين المصلين في الصفوف عند الفقهاء - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

حكم التباعد بين المصلين في الصفوف عند الفقهاء


بقلم الدكتور قاسم اكحيلات : خريج دار الحديث الحسنية

الحمد لله.. صلاة المتباعدين.. 
لا يطعن بعضكم في صلاة بعض.
ـــــــــــــ
سعدنا لقرار وزارة الأوقاف بفتح المساجد، قرار مفرح، لكن محرج حقيقة لبعض من كان يبرر لإغلاق المساجد ويأتي بأقوال غريبة، كمن ادعى أن التلاصق في المذهب شرط لصحة الصلاة، أو من ادعى أن تلك الكيفية لا تليق بالمساجد، بل منهم من حكم ببطلانها، وغيرها من الأقوال التي لم يعد لها معنى الآن.

لكن بعد الفتح بقي أثر تلك الأقوال، فمن الناس من يمتنع عن حضور المسجد لما سمعه من بطلان الصلاة، بل صار البعض يطعن في صلاة الآخرين!.

- الصلاة كما تراها اليوم صحيحة عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية في وقت الرخاء، وذلك لأن تسوية الصفوف عندهم ليس من شروط صحة الصلاة أصلا.
ودليلهم قوله ﷺ:"إن من حسن الصلاة إقامة الصف".(صحيح رواه أحمد.12231}. وكذا قوله ﷺ:"سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف، من تمام الصلاة".(لفظ مسلم.433).
فلو كانت واجبة ما كانت من حسن الصلاة وتمامها، قال القاضي عياض:"وقوله: (إن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)، وفى آخر: (من حسن الصلاة) دليل على أن تعديل الصفوف غير واجب، وأنه سنة مستحبة".(إكمال المعلم.346/2).

ولما قضى رسول الله ﷺ صلاته إذا رجل يصلي وحده فوقف عليه النبي ﷺ، حتى قضى الرجل صلاته، ثم قال له نبي الله ﷺ :"استقبل صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف".(صحيح رواه ابن حبان.580/5). قالوا لو كانت باطلة ما انتظره حتى ينتهي. وعن أبي بكرة أنه ركع خلف الصف ثم لحق بالجماعة، فقال له النبي ﷺ:"زادك الله حرصا ولا تعد".(البخاري.783). ولم يأمره بالإعادة.

- هناك من قال بوجوب تسوية الصفوف كابن حجر رحمه، وذلك للأحاديث الآمرة بالتسوية، ومنها قوله ﷺ:"لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم".(البخاري.717.مسلم.436).

لكن مع ذلك قالوا هي واجبة ولكن ليست ركنا، فلو خالف صحت صلاته، ودليل هذا حديث أنس بن مالك:"أنه قدم المدينة فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله ﷺ؟ قال: ما أنكرت شيئا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف"(البخاري.724). قال ابن حجر:" ومع القول بأن التسوية واجبة فصلاة من خالف ولم يسو صحيحة لاختلاف الجهتين ويؤيد ذلك أن أنسا مع إنكاره عليهم لم يأمرهم بإعادة الصلاة".(فتح الباري.219/2).

- أما الحنابلة فهذه الصورة عندهم لا تعد من صلاة المنفرد خلف الصف، فهم قالوا لا تبطل إلا في صورتين :
1-أن يكون المأمومون عن يسار الإمام، وصفهم به فرجة قدر ثلاثة رجال فأكثر، والمنقطع عن الصف مأموم واحد.
2-أن يكون المأمومون عن يسار الإمام، وصفهم به فرجة قدر ثلاثة رجال فأكثر، والمنقطع عن الصف أكثر من مأموم. راجع:(شرح المنتهى.1/ 283). (كشاف القناع.1/ 488).

- هناك من قال بأن الصلاة بدون مصافة باطلة، لكن مع ذلك قال هي صحيحة للضرورة، كابن تيمية رحمه الله قال:"ليست المصافة أوجب من غيرها فإذا سقط غيرها للعذر في الجماعة فهي أولى بالسقوط. ومن الأصول الكلية أن المعجوز عنه في الشرع ساقط الوجوب وأن المضطر إليه بلا معصية غير محظور فلم يوجب الله ما يعجز عنه العبد ولم يحرم ما يضطر إليه العبد".(الفتاوى.559/20).

ودليل هذا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، قال:"كانت بي بواسير، فسألت النبي ﷺ عن الصلاة، فقال: صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب".(البخاري.1117). فإذا كانت هذه الأركان المتفق عليها تسقط للعذر فإسقاط المصافة المختلف فيها عند العذر أولى، فلا حاجة ولا معنى لأن نفسد صلاة بعضنا.

#قاسم_اكحيلات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا