خطبة جمعة حول وجوب معرفة رسول اللهﷺ بمناسبة ذكرى المولد النبوي - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة جمعة حول وجوب معرفة رسول اللهﷺ بمناسبة ذكرى المولد النبوي

فضيلة الأستاذ :رشيد المعاشي
إمام وخطيب مسجد الإمام مالك حي الخارج جماعة ماسة إقليم شتوكة أيت باها أكادير المغرب .

الحمدلله الذي أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وهاديا إلى الله بإذنه وسراجامنيرا واشهدان لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهدأن سيدنا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثيراإلى يوم الدين .
**** أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون:  إننا نعيش في هذه الأيام أواخر الثلث الأول من شهر ربيع الأول، وفي مثل هذا الوقت من كل سنة يستحضر المسلمون قاطبة ذكرى حدث عظيم في تاريخ الإسلام، إنه حدث مولد سيد الأنام، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فقد كانت مكة في صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام الفيل على موعد ولادة الحبيب المصطفى محمد ﷺ الذي أرسله الله رحمة للعالمين، مبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فأخرج به الناس من ظلمات الجهل والكفر، إلى نور العلم والإيمان، فكانت أمته بذلك خير أمة أخرجت للناس. 

 عباد الله: إن استحضار ذكرى مولد رسول الله ﷺ فرصة لنا لنتعمق في معرفته ﷺ، لأن معرفته من واجبات الدين على كل مسلم ومسلمة، يقول الله تعالى: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، فإذا كان رسول الله ﷺ يزداد ثباتا بسماع قصة رسول دونه، فلأن تمتلئ قلوبنا إيمانا وثباتا بسماع سيرة الأنبياء والمرسلين من باب أولى وأحرى، ويقول سبحانه: أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون، أي أن الجهل برسول الله وعدم معرفته هو سبب إنكاره والتهجم عليه،  ويقول جل شأنه: قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة... 

فهذه الآيات الثلاث تؤكد لنا أن معرفة رسول الله ﷺ من أساسيات الدين، وأصل من أصوله، ويتجلى ذلك بوضوح في عدة أمور منها: 
الامر الأول: أن الإيمان بمحمد ﷺ هو الشطر الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام، وهو: أشهد أن محمد رسول الله، أي أعترف وأقر جازما أن محمدا عبد الله ورسوله إلى الخلق كافة إنسهم وجنهم، وهذا الاعتراف والإقرار لا يكون ناتجا إلا عن معرفة حقيقية به ﷺ، ولذلك قيل: "الحكم على الشيء فرع عن تصوره" و"الإيمان بالشيء يكون على قدر المعرفة به" و"أكثر الناس إيمانا بنبوة محمد ﷺ أكثرهم معرفة به" و "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". 

الأمر الثاني: أن محمدا ﷺ هو قدوتنا، فقد أمرنا الله تعالى أن نقتدي به في كل أحواله، ونمتثل أوامره ونجتنب نواهيه، فكل الطرق إلى الله مسدودة إلا طريق محمد ﷺ، يقول الله عز وجل: لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان...، ويقول سبحانه: من يطع الرسول فقد اطاع الله... 
ويقول سبحانه: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، ويقول عز من قائل: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وذلك لا يكون ناتجا إلا عن معرفته ﷺ والاطلاع على جميع جوانب حياته: عقيدة وعبادة ومعاملة، لأن حياته ﷺ كانت تجسيدا لدين الإسلام على أرض الواقع، فقد روى الإمام مسلم: أن أم المؤمنين عائشة ض سئلت: كيف كان خلق رسول الله ﷺ؟ فقالت: كان خلقه القرآن.

الخطبة الثانية: 
الحمدلله ... أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون:
الأمر الثالث: أن الإنسان بعد موته ودفنه في قبره يأتيه ملكان فيسألانه عن ثلاثة أمور: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيكون الجواب على قدر معرفة الإنسان بهذه الأمور الثلاثة، مصداق ذلك ما رواه الإمام أحمد عن البراء بن عازب ض قال: قال رسول الله ﷺ: ... وإذا دفن العبد المؤمن في قبره يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ.

 فيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ يَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا فَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ... 

ومما رأينا نعلم أن معرفة رسول الله ﷺ ليست من نوافل الأعمال، بل هي من الواجبات، لان الجهل بالصفة جهل بالموصوف، فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا إياكم معرفة الحبيب المصطفى ﷺ، وأن يرزقنا الإيمان به ومحبته، وإن يحشرنا وإياكم في زمرته.
هذا وخير ما نختم به الكلام ونجعله مسك الختام.... الصلاة والسلام على خيرالبرية المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا