موضوع الجمعة :عن أهمية الشباب وذكرى ثورت الملك والشعب - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

موضوع الجمعة :عن أهمية الشباب وذكرى ثورت الملك والشعب

أئمةمروك - إعداد :عبدالله بنطاهر 

الحمد لله الذي تفرد بكل جمال وكمال، وتفضل على عباده بجزيل النوال، له الحمد في الأولى والآخرة والحال والمآل، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تقدس عن الأشباه والأمثال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله كريم الشباب وشريف الخصال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، و على التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء على الأعمال.

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون إن الإنسان مرتبط بتاريخه القديم والحديث لا يعيش الحياة الطيبة بدون تاريخه؛ إذ البلاد بدون التاريخ هيكل بدون روح وسيارة بدون محرك، والإنسان العاقل يتحرك حسب الضوء الذي يسلطه تاريخ بلاده على الأحداث، فبالرجوع إلى التاريخ نتفادى الوقوع في الأخطاء مرتين، ومبدأ المسلم يبينه لنا المصطفىﷺ إذ يقول: "لا يُلْدَغ المؤمن من جحر مرتين" فالإنسان الذي لا علم له بتاريخ بلاده، ولا وعي له بمغزى الأحداث التي وقعت فيه، قد يلدغ من جحر مرارا وتكرارا.
ولذلك -يا عباد الله- فإننا نعيش في هذه الأيام مناسبتين لهما مكانتهما: الأولى في تاريخ بلادنا والثانية في حاضرها: 

أما في التاريخ فذكرى ثورة الملك والشعب.
أما في الحاضر فذكرى عيد الشباب، الذي يصادف ميلاد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره. 

أيها الإخوة المؤمنون؛ إن ذكرى ثورة الملك والشعب دفع فيها آباؤنا وأجدادنا الغالي والنفيس تحت قيادة أب المغاربة محمد الخامس طيب الله ثراه، فهي ذكرى يعتز بها المغاربة في مجال الكفاح والنضال، ويخلدون فيها انتفاضةَ الشعب العارمةَ في وجه الاستعمار الصليبي، الذي استنـزف خيرات البلاد وأذل العباد.

فاسألوا آباءكم وأجدادكم الذين اكتووا بناره لتتعلموا منهم كيف يستغلهم أبشع استغلال لتحقيق مآربه الدنيئة دون مقابل؟ وكم من رجال منهم ماتوا تحت الأشغال الشاقة فيدفنون على قارعة الطريق؟ وكيف ينتزع منهم الخيرات الفلاحية ويتركهم وقد أنشب الجوع إليهم أظفاره؟ وكيف يسجن الأباة منهم ويعذبون وينفون إلى الأصقاع البعيدة؟

 وحين بلغ ظلمه أقصاه وطغيانه منتهاه، امتدت يده الأثيمة إلى رمز البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، فنفاه وأسرتَه بعيدا، وعلى رأسها وارثُ سره جلالة المغفور له الحسن الثاني أسكنه الله فسيح جنانه، ظنا منه أنه بذلك سيخلو له الجو، ويفعل بالمغرب ما يحلو له،
ولكن هيهات لقد وقف المغاربة ضده، فاصطدم بصمود عقيدتهم الإسلامية، التي حملها المغاربة يومئذ في قلوبهم، فسرت على جوارحهم جهادا مستميتا مباركا، فخرج لعنه الله يجر أذيال الخيبة والخسران بعد أن لقنه المجاهدون دروسا في الجهاد والوحدة لا تنسى. فبعقيدتهم حافظوا على وحدة البلاد وعلى ملة العباد. 

وها هو جلالة الملك محمد السادس نصره الله يواصل اليوم المسيرة الإنماية والإيمانية في وحدة متماسكة للنهوض بهذا البلد الأمين في مختلف الميادين العلمية والثقافية والعمرانية والاقتصادية والاجتماعية ويتولى حماية الدين والعقيدة والذود  عن الوطن ومقدساته.

وقد كان ذكرى ميلاده حفظه الله من أجل الوقوف عند طموح الشباب لتحقيقها، وعند أهدافهم لتنفيذها وعند آفاق مستقبلهم لبنائها، وقد أولى الرسولﷺ الشباب عناية خاصة فقالﷺ: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، وقالﷺ: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، ومنها: «شاب نشأ في عبادة الله»، وقالﷺ: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال»، ومنها: «عن شبابه فيما أبلاه»، وقالﷺ:
«اغتنم خمسا قبل خمس» ومنها: «شبابك قبل هرمك»، وقالﷺ: «أوصيكم بالشباب، فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ».
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين…   

الحمد لله رب العالمين…
أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛
إن شبابنا اليوم على ثلاثة أنواع:
شباب في صحوة إسلامية يحتاجون لمن يقودهم.
شباب في غفلة شيطانية يحتاجون لمن يوقظهم.
شباب في ظلمة إلحادية يحتاجون لمن ينقدهم.

فأما شباب الصحوة الإسلامية، فهم في حاجة لقيادة صالحة، تقودهم لقضايا الأمة الكبرى، بعيدا عن الاختلافات الجزئية، بعيدا عن الأغراض والأهواء، بعيدا عن النزاعات المغرضة، والآراء الضيقة إلى فضاء أرحب وأوسع، فضاء الأخوة الإيمانية، والمحبة الصادقة، بعيدا عن الفكر الداعشي الخارجي المجرم المتشدد، وعن الفكر الشيعي الصفوي الخرافي المتفسخ. 

أما شباب الغفلة الشيطانية، الغافلون حتى عن أنفسهم، الذين لا يعرفون للعمل الصالح سبيلا، الذين يتتبعون مواقع الخمر والمخدرات والزنا، الذين امتلأت بهم هذه الأيام منتجعات العري والعار، وشواطئ الفسق والفجور، كل همهم إشباع غرائزهم، فهم في حاجة لمن يوقظهم من غفلتهم، لمن يحرك مشاعر الإيمان في قلوبهم بشعائر الإسلام، لمن يذكرهم بمشاريع الخير في نفوسهم بشرائع الأخلاق. 

أما شباب الظلمة الإلحادية، فهم وإن كانوا قلة فخطورتهم أشد وأنكى، الذين يسبون الدين والملة، ويستهزئون من حلول الإسلام، ويتبرمون من القرآن والحديث، الذين ينشؤون في المواقع الاجتماعية جماعات (ماصايمنش) أو (مامعيدنش) ويسمون أنفسهم أحيانا عبدة الشيطان، وأحيانا (تشرميل) بأشكالهم الغريبة، ليمارسوا تحت هذه الأسماء جرائم ربما لا تخطر حتى ببال الشيطان؛

 بل إذا سمع بها إبليس ولى هاربا، مثل إعلانهم علنا زواج المثليين باللواط والسحاق؛ فهؤلاء في حاجة لمن ينقدهم، لمن ينور قلوبهم، لمن يحاورهم بالتي هي أحسن لا لمن يحاربهم بالتي هي أخشن، {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}…
   ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ...

ألقيت بتاريخ 15 ذي القعدة 1437هـ 19 / 8 / 2016م.
عبد الله بنطاهر

هناك تعليق واحد:

  1. The odds for a “player bet” are a little less favorable, with a home edge of 1.24 percent. This discrepancy explains why winning banker bets incur a 5 percent fee. Two cards referred to as “the player’s hand”, are extended to the player’s facet and two cards are dealt to the banker’s facet. If either hand has a point count of eight or nine , it is a 1xbet pure and no additional cards are drawn.

    ردحذف

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا