د. محمد إيكيج: أنصفواخطباءالجمعة !
كثر الحديث مؤخرا في الفضاء الأزرق وغيره من المنابرعن
منبر الجمعة وخطبائه بكلام فيه كثير من البخس لدى البعض والتجني لدى آخرين والادعاء بغير علم لدى الكثيرين، ومن باب الغيرة على هذا المنبر وأهله، وانطلاقا من تجربة عملية متواضعة عمرها حوالي 15 سنة أود أن أبسط أمامكم ما يلي:
1 – إن أي خطيب جمعة في مختلف ربوع المملكة حر في إنجاز واختيار خطبه التي يلقيها كل أسبوع على جمهور مسجده، وأنه لا يتلقى تلك الخطب من أي جهة كانت سواء تعلق الأمر بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو بوزارة الداخلية – كما يقول البعض – اللهم بعض الخطب الاستثنائية والقليلة جدا التي تكون في مناسبات وطنية أو عامة.
2 – إن مؤسسة المسجد جزء لا يتجزأ عن مؤسسات الدولة المغربية التي لها قوانينها وأنظمتها الخاصة التي تسير وِفْقَها، ومن ثم لا ينبغي التجني في حق خطيب الجمعة إن كان يعمل ويلتزم وفق قوانين وقواعد المؤسسة التي نصبته في هذا المقام.
3 – إن منبر الجمعة ليس منبرا حزبيا لتصريف القناعات الحزبية الضيقة، ولا ناديا لجمعية ذات توجهات أيديولوجية محددة، ولا زاوية لحركة مذهبية طائفية... ولكنه مجال للحديث عن القضايا المشتركة التي تهم عموم المصلين انطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
4 – إن منبر الجمعة ليس مؤسسة نقابية للدفاع أو المطالبة بحقوق مهنية أو فئوية خاصة، ولكنه يمكن أن يكون فضاء للتنبيه إلى بعض تلك الحقوق ليس بنَفَسٍ مطلبي نضالي، ولكن بنَفَسٍ إيماني تذكيري تنبيهي، إقامة للحجة وإبراء للذمة ونُشْدانا للأفضل...
5 – إن خطيب الجمعة يواجه كل أسبوع طيفا من الجمهور المتفاوت في الجنس والسن والميول الفكرية والقناعات الأيديولوجية والاستعدادات النفسية والأشواق الروحية... ومن ثم فهو يسعى جاهدا لإرضاء هذا الجمهور المتنوع بما يراه مناسبا لأحكام الدين وقيمة العالية ومثله النبيلة... وليس وفق شعار "ما يطلبه المستمعون" !!
6 – إن خطيب الجمعة ليس إنسانا جبانا أو متخاذلا – كما يحلو للبعض أن يصفه – وليس أيضا شجاعا متهورا –كما يريده البعض أن يكون – ولكنه إنسان حكيم في مقام عظيم يتطلب منتهى الحكمة {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}.
أئمة مروك - المقال منقول من صفحة الدكتور محمد إيكيج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا