شرح الأجرومية على الطريقة السوسية- الدرس الثاني - أقسام الكلام

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.

قال المصنف رحمه الله:
( وأقسامه ثلاثة اسم وفعل وحرف جاء لمعنى)

فالاقسام التي يتركبُ الكلامُ منْ مجموعها لا منْ جميعها ثلاثةٌ لا رابعَ لها بالإجماعِ، ولا يُلتفتُ لمن زادَ رابعاً وسماهُ خالفةً وعنى بذلك: اسم الفعل نحو:صه  فإنه خلَفٌ عن اسكتْ.

القسمُ الأول: الاســـــــــمُ، وهو لغــــة ً:
● اللفظُ الدالُّ على معنى .أو هو: ما دل على مسمى،أو سمة الشيء وعلامته، فعلى طالب العلم أن يحفظ ماوجد من تعريفات لغوية واصطلاحية،ويقارن بينها لعله يتوصل إلى فائدة.

واصطلاحـــــا:
● كلُّ كلمةٍ دلتْ على معنى في نفسها،ولم تتعرضْ ببنيتها للزمان،مثال : زيد،هو هذا
فزيدٌ دل على معنىً في نفسهِ وهو كونه اسم شخصٍ،ولم يتعرضْ ببنيته للازمنةِ الثلاثِ..
أو قل إن شئت : هو
● كل كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان.
والاسم ينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

1- ظاهرٌ : وهو الذي لا يحتاجُ إلى تعبيرٍ ولا إلى شيءٍ يعودُ عليه ك زيد...
2- مضمر وهو عكس الظاهر . كالتاء في:ضربتُ،
وهو: ما يحتاج إلى تعبير وإلى شيء يعود إليه.
وإن شئت قل هو ما كني به عن الظاهر اختصارا

قال ابن مالك:
وما لذي غيبة أو حضور
كأنت وهو سم بالضمير
3- مبهم وهو ما دلَّ على مسماهُ وإشارة إليه،وإن شئت قل :
هو ما صلح لكل نوع وجنس،نحو :هذا هذه. ...
ولله در القائل:
والاسم ما معناهُ في نفسهِ منْ**
غيرِ اعتبارٍ بزمانٍ     مقترن ْ.
وهْو ضروبٌ منها ضرْبٌ  مظْهرٌ**
ومبْهمٌ ومشكلٌ ومضمرُ .
ثم  الحقيقي وذو  أفراد**
ِ وذو اشتقاقٍ عاقلٌ جمادي .
نكرةٌ منصَرفٌ ذات  ذكرْ**
ظرفٌ صحيح معربٌ واعكِسْ ما مرّ .

ثم  له  أبنيةٌ   ثمانية**
بعد ثلاثِ مائةٍ موافيه .

القســـــمُ الثاني:الفعل،وهو لغة:الحدثُ
واصطلاحـــــا:
● كلُّ كلمةٍدلتْ على معنىً في نفسها وتعرضتْ ببنيتها للزمان،ٍِلعلكم لاحظتمْ أن الفرقَ بينَ الاسم والفعلِ،هو التعرضُ بالبنيةِ للزمانِ،فالمتعرِّضُ فعلٌ،وعكسهُ اســـــمٌ.

قال محمد بن عبد الله الالغي:
والاسمُ ما دلَّ على الذواتِ وما**
لحــــدثٍ وزمانٍ فعلٌ سما .

إذاً كلُّ ما دل على الذوات فهو اسمٌ،وكل ما دل على الحدث والزمانِ فهو فعل .

والفعل ينقسم إلى ثلاثة اقسامٍ:
ماض -  كضرب - ومضارعٌ - كيضربُ - وأمرٌ :كاضْربْ.
ويحفظُ لذلك:
والفعلُ  ما دلَّ على الزمانِ
وحدثٍ دلالةَ استضمانِ**
وعندهم  أوزانهُ  عشرونَ .
  وهي التي الأكثرُ يذكرونَ **
منها عليلٌ وبسيطٌ وقصيرْ .
          ومتصرِّفٌ ومعربُ الأخير .

القـــــسمُ الثالث: من اقسام الكلام : الحــــرفُ
وهذا الحرفُ لا يتكونُ منهُ الكلامُ وإنما يجيءُ
في الكلامِ ليدلَّ فيهِ على معنى من المعاني،لذا
قال الناظم :
( وحرفُ جاء لمعنى) وهو لغة:الطـــرفُ،و الجانب.
واصطلاحـــــا:
● كل كلمةٍ دلتْ على معنى في غيرها فقط بسبب انضمامها إلى ذلك الغير،ولم تقترن بزمان
ومنها ما هو مختص بالدخول على الأسماء،كحروف الجر..

وماهو مختص بالدخول على الأفعال كالنواصب والجوازم،ومشتركٌ بينهما : ك-هل - وبل-
ولله در القائل:
والحرفُ ما معناهُ في غيره جرى **
    فمنهُ مختصٌّ وعاملا يُرى .

وهذا الحرف الذي نقصد هو الحرف الذي يجيء في الكلام ليدل فيه على معنى من المعاني،احترازا من حروف التهجي"ا ب ت ث"،ولا الحروف التى تبنى منها الكلمات ك:الزاي والياء والدال في"زيد"

وهذا الحرف لا يستقل بنفسه كنظيريه من الإسم والفعل،ف"من"مثلا لا تدل على الابتداء في نفسها بل يظهر معناها في الكلام التي هي فيه،كقولك:
جئت من السوق.

ومن أسرار الحرفِ
أنه إذا اختَصَّ بالإسمِ أو الفعلِ يعملُ،واذا كانَ مشتَركاً بينهما لا يعملُ،مثال:
إلى السوقِ،على الفرسِ...،
حروفُ الجر لما دخلتْ على الأسماءِ عملتْ فيها الجرُّ....،لنْ يذهبَ، لمْ يلعبْ، الناصب والجازم أثراْ في الفعلِ.
الناصبُ عمل فيهِ النصب،والجازمُ عمل فيهِ الجزم،هل قامَ زيدٌ،هلْ زيدٌ قائمٌ،بلْ قامَ زيد،بلْ زيدٌ قائمٌ،ولله درَّ القائل:

مــذْ كانَ بكَ اخْتِصاص بي قويتَ على **
 ما شئتَ مني بتفصيلٍ واجمال .
وإذْ غدوتَ مشاركاً ضعُفتَ فلمْ **
  تعملْ واهملتَ عندي كلَّ إهمالِ .
  كالحرفِ عند اختصاصهِ لهُ عملٌ **
  وفي التَّشاَرُكِ لمْ يفزْ باِعمال.

☆خــــلاصة:
《 حقُّ الحرفِ المختصِّ أنْ يعملَ العملَ الخاصَّ بالمختصّ به،وحقُّ المشتركِ الإهمالُ》

ملحوظة : هكذا يشرح السوسيون دروس الآجرومية وعلى نهجهم أسير،وبهذا عرفت، فأنا دكالي طينا،سوسي روحا.

أئمةمروك - حسن العباري الهشتوكي.