خطبة الجمعة مكتوبة :الإسلام والنظافة الخطيب المغربي "محمد الخيلي " - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة الجمعة مكتوبة :الإسلام والنظافة الخطيب المغربي "محمد الخيلي "




الحمدُ لله الذي له ما في السموات وما في الأرض . وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير . أحمده سبحانه على ما أسداه وأولاه من الإنعام والإكرام والخير الكثير . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد ولا ظهير . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله السراج المنير والبشير النذير . اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومَن على سبيله إلى الله يسير . وسلم تسليما كثيراً .
أما بعد :
فاتقوا الله يا عباد الله واعلموا أنه ما من ملة ولا طريقة ولا مذهب أنقى وانظف من دين الإسلام .
إن هذا الدين أكثر الأديان استعمالاً للماء بل ويدخل الماء شرطاً في صحة كثير من العبادات على أن منشأ هذا الدين في أرض يشح فيه الماء وهي محاطة بالجبال وبالصحراء .
ولقد كان من أول ما أوحى الله به إلى نبيه أن قال:{ يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر} .
وما قوله سبحانه وتعالى :{وثيابك فطهر} إلا لأهمية الطهارة والنظافة ولأنها صفة يحبها الله عز وجل .
وفسر المفسرون الطهارة هنا بطهارة ونظافة الداخل والخارج ، وبطهارة السر والعلانية ، فطهارة الخارج أن يكون العبد نظيفاً أنيقاً، وذلك يجعل له ولدعوته القبول عند الناس ، وطهارة السر: أن تكون النفس بعيدة عن أدران المعاصي ووسخ الذنوب، وألا ينعقد القلب على الضرر أو الخداع أو نحو ذلك من الصفات الذميمة .
فلا بد من طهارة المكان الذي يقوم فيه: وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود. ولا بد أن يتطهر من الحدث الأصغر والحدث الأكبر ، فالطهارة من الحدث الأصغر تكون بالوضوء. والطهارة من الحدث الأكبر وهو الجنابة أو الحيض أو النفاس تكون بالاغتسال، بل الصلاة نفسها طهارة من الدرن ومن الذنوب والخطايا يقول : (( مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات )) رواه مسلم.
وسن النبي صلى الله عليه وسلم الاغتسال يوم الجمعة اهتماماً بالطهارة والنظافة وحسن المظهر فقال : (( لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى )) وحتى يناجي العبد ربه بفم نظيف ونسم طاهر
قال صلى الله عليه وسلم  : (( لولا أن أشق على أمتي -أو قال على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )) متفق عليه. وصرح النبي عليه الصلاة والسلام بأهمية السواك
فقال: (( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )).
وسن الهادي البشير خصالا أخرى عدها من الفطرة كما تروي ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عشر من الفطرة: قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظافر ، وغسل البراجم "أي عقد الأصابع ". ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء "أي الاستنجاء" )).
قال الراوي: (( ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة )) رواه مسلم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى )) متفق عليه، ومعنى أحفوا الشوارب أى قصوا ما زاد على الشفتين ومعنى أعفوا اللحى أي اتركوها على حالها.
وحلق اللحية والله بلاء عم وشر انتشر مع وضوح حرمته بالنصوص الشرعية الصحيحة كما تقدم ومع نص أئمة المذاهب الأربعة على حرمة حلق اللحية، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبيوت الله أولى الأمكنة بالتنظيف والتطهير لذا نجد الرسول  صلى الله عليه وسلم
يقول: (( البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها )) متفق عليه. هذا إن كانت أرض المسجد ترابا وإلا أزالها بأي طريقة مناسبة من غسل أو حك أو مسح أو نحو ذلك كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أنه رأى في جدار القبلة مخاطاً أو بزاقا أو نخامة فحكه ))
متفق عليه .
إن في هذا الدين مراعاة لشعور الناس وحفظا لأحاسيسهم ومشاعرهم مع حرصه الشديد كما بينا على مظاهر الطهارة حتى لتجد النبي لما خطب الناس يوم الجمعة فرأى عليهم ثيابا متسخة فقال: (( ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته )) رواه ابن ماجة.
يريد النبي من أصحابه وأمته أن تكون في أبهى صورة ، وأزهى حلة، وأطيب ريح، ولا سيما فى حال العبادة، وترك النظافة والطهارة قد يكون فيه أذى شديد للمؤمنين والمؤمنات، والله تعالى يقول: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}
وهنا نرى رسول الرحمة مرة أخرى يحذرنا من ذلك فيقول عليه الصلاة والسلام: (( اتقوا اللعانين. قالوا: وما اللعانان؟ قال: الذى يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ))رواه مسلم .
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن يبال في الماء الراكد  رواه مسلم عن جابر.
فالمسلم مطالب بالطهارة والنظافة في سره وفي علانيته، في عباداته وفي عاداته، في نفسه وفي أهله، في بيته وفي مسجده، في حضره وفي سفره ، في يومه وفي غده ، بل في كل أيام عمره.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .


الخطبة الثانية
الحمد لله جعل الطهور شطر الإيمان وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الديان جعل الصلاة والزكاة طهرة لبني الإنسان: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله قال عنه ربه:{ رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة}. فأنزل عليه مولاه كتابا مكتوبا:{ لا يمسه إلا المطهرون}. فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .. أما بعدعباد الله  :
لما نزل قول الله تعالى: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) أتى النبى أهل قباء وقال لهم: (( إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور )) وقال: (( فيه رجال يحبون أن يتطهروا )) حتى انقضت الآية فقال لهم: (( ما هذا الطهور ؟ فقالوا: ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط ، فغسلنا كما غسلوا)),

أئمة مروك_ محمد الخيلي

التاريخ ومكان إلقاء الخطبة

مسجد الإخلاص سوق السبت االمغرب / يوم الجمعة :24 جماد الأولى لعام 1437هـ الموافق : 04 مارس سنة 2016  م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا