خطبة الجمعة: لا لقضاء الوطر على حساب الوطن !" عبد الله بنطاهر"
أئمةمروك_الخطيب عبد الله بنطاهر التناني .
الحمد لله مقدر المقدور، ومصرف الأيام والشهور، ومجري الأعوام
والدهور، أحمد سبحانه وتعالى وأشكره وأستغفره إليه تصير الأمور، وهو سبحانه وتعالى
العفو الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ننتفع بها يوم
يبعثر ما في القبور، ويحصل ما الصدور، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله وعبده
الشكور، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ما امتدت البحور، وتعاقب العشي
والبكور، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم النشور.
أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
لا لقضاء الوطر على حساب الوطن، لا لقضاء المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، لا لاستغلال الأحداث الفردية من أجل تخريب البلاد وتمزيق وحدته، فإن المغرب -ولله الحمد- يتمتع عموما عبر التاريخ بنعمة الأمن والأمان، وبسعادة الطمأنينة والإيمان، وهي نعمة عظيمة يقول فيها النبي:ﷺ «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، بغض النظر عما يصدر من بعض الأشخاص الشواذ فكريا وأخلاقيا وجنسيا، والنبيﷺ يقول في الحديث الصحيح: «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود»، استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان حتى لا يفسدها عليكم الحساد المتربصون، وقالﷺ: «إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم»؛ فقيل: من هم يا رسول الله؟ فقالﷺ: «الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله»، وجاء في كلام العلماء: "الحسود لا يسود".
لا لقضاء الوطر على حساب الوطن، لا لقضاء المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، لا لاستغلال الأحداث الفردية من أجل تخريب البلاد وتمزيق وحدته، فإن المغرب -ولله الحمد- يتمتع عموما عبر التاريخ بنعمة الأمن والأمان، وبسعادة الطمأنينة والإيمان، وهي نعمة عظيمة يقول فيها النبي:ﷺ «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»، بغض النظر عما يصدر من بعض الأشخاص الشواذ فكريا وأخلاقيا وجنسيا، والنبيﷺ يقول في الحديث الصحيح: «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود»، استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان حتى لا يفسدها عليكم الحساد المتربصون، وقالﷺ: «إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم»؛ فقيل: من هم يا رسول الله؟ فقالﷺ: «الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله»، وجاء في كلام العلماء: "الحسود لا يسود".
فأعداء الإسلام والوطن وأعداء توحيد الكلمة وكلمة التوحيد في الخارج يتربصون بالبلاد الدوائر، وخصوصا منهم أصحاب الصادات الثلاثة المشؤومة: (الصليبيون والصهيونيون والصفويون)، وهم العدو الثلاثي التاريخي للإسلام منذ ولادته: أحفاد (الفرس والروم واليهود)، بخططهم وأخطائهم تمزقت الدول الإسلامية اليوم، بأسلحتهم وعملائهم يقتل الأطفال والشيوخ والنساء والمرضى؛ فالأعداء في الخارج يتآمرون في مؤامراتهم ضد الأمن في البلاد، والعملاء في الداخل يأتمرون بأوامرهم إعلاميا واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا، ويتجاوبون مع الخطط والأخطاء مستعدون لتسلم الأسلحة إذا وجدوا لذلك فرصة، فما يكاد حادث يقع في المغرب إلا وبادروا باستغلاله، ولا يتركون شاذة ولا فاذة إلا واستغلوها في أهدافهم، إلا ونفخوا في شرارتها لتكون نارا تلظى، إلا وحاولوا الركوب عليه لنيل مأربهم الدنيئة الخسيسة الخبيثة، من تقسيم البلاد إلى دويلات؛ صحراوية وسوسية وريفية وهكذا، وفي مظاهرات الحسيمة رأينا رايات غريبة ترفع لا نعرفها ولا نعترف بها، فراية المغاربة هي: (الراية الحمراء وسطها نجمة خماسية)، وكل من رفع غيرها فهو انفصالي يدعو للفتنة، ويعمل من أجل تمزيق توحيد الكلمة ضدا لمقتضيات كلمة التوحيد؛ فيجب على الناس أن يكونوا عقلاء لا ينساقون وراء العواطف؛ فالعقل قيد مانع، والعاطفة عاصفة مهلكة.
أيها الإخوة المؤمنون؛ إن الله أكرم الأمة المحمدية بدين الإسلام، وأمرها أن تكون أمة التوحيد والإيمان، وأمة الوحدة والحق والعدل وصلاح الأعمال، وأمة الصبر والجهاد والتضحية في سبيل الله وإعلاء كلمته، وأمة تعمل تحت مظلة توحيد الكلمة على ضوء كلمة التوحيد، وأمرها سبحانه أن تتعاون وتتكامل فيما بينها على الخير والتقوى، وعلى كل ما فيه صلاح أمرها في الدين والدنيا، وأن تقف في وجه أي ضلال أو فساد، وفي وجه أي تفرق أو انشقاق أو إثم أو عدوان، من شأنه أن يضعف الأمة أو يخرقها ويؤخرها، أو ينال من قوتها وعزتها فقال سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال سبحانه: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وقال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
وفي ضوء هذه المبادئ الإسلامية، وانطلاقا من القناعة الإيمانية والعقيدة الدينية الراسخة، يذكر المغاربة قاطبة في هذه الأيام، ويستحضرون بمنتهى السرور والاعتزاز ذكرى من أعز ذكرياتهم الوطنية، وأعظم أيامهم المجيدة إنها ذكرى انطلاق المسيرة الخضراء تلكم الذكرى التي تحضرنا في اليوم السادس من نونبر كل سنة ومنذ سنة خمس وسبعين وتسعمائة وألف (1975م). يستحضر المغرب والمغاربة، ويبتهجون لها ويعتزون بها، وهي مسيرة سلمية قرآنية مستمدة من هدي الإسلام ومقتبسة من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام يرجع الفضل في إبداعها وتنظيمها إلى العبقرية الفذة والغيرة الإسلامية والوطنية الصادقة لجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.
نتذكر جميعا في هذه المناسبة أن أقاليمنا الصحراوية المسترجعة كانت ترزج تحت نير الاستعمار الاسباني الصليبي وسلطته الغاشمة وكان المغرب في شخص جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وفي شخص وارث سره جلالة الحسن الثاني أكرم الله مثواه، يطالب الاستعمار الإسباني مباشرة وفي المحافل والمنظمات الدولية باسترجاع تلك الأقاليم المغربية إلى سيادة المغرب وسلطته الشرعية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المغرب ووطنه العزيز فكان الاستعمار الاسباني يماطل ويتآمر ويتقاعس ويتهاون حتى انتهى الأمر إلى محكمة العدل الدولية التي أصدرت رأيها الاستشاري وحكمت حكمها القاضي بأن أقاليمنا الصحراوية المغربية المسترجعة لم تكن أرضا خالية من السكان ولا من سلطة شرعية يرتبطون بها ويخضعون لها بالولاء والطاعة، بل سكانها كانوا دائما وأبدا مغاربة، يدينون بالطاعة لملوك المغرب العزيز وللعرش العلوي الشريف وكانوا منذ قرون وأجيال يخضعون لملوكه الأخيار المجاهدين الأبرار وبرابطة الولاء وعقد البيعة التي هي رابطة شرعية وطاعة دينية واجتماعية تجمع في شريعة إسلامية بين الراعي ورعيته والملك وشعبه وتستوجب عليهم الالتزام بالطاعة والبقاء على عهدهم لملكهم وبيعتهم له ولعرشه العلوي والتعلق به مهما امتدت القرون وتتابعت الأجيال.
وعلى إثر ذلك القرار المنصف الصائب قرر المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه تنظيمه المسيرة الخضراء لصلة الرحم بالصحراء وأقاليمها المغربية وبسكانها المغاربية الأوفياء الذين حافظوا على الوفاء بالعهد لمغربيتهم وحافظوا على البرور بآباهم وأجدادهم وحرصوا على أن يكونوا بذلك الوفاء والإخلاص لدينهم ووطنهم والتمسك بالبيعة الشرعية لملوكهم ممن يصدق عليهم قوله تعالى: {من المؤمنون رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.
إن المسيرة القرآنية الخضراء المظفرة ستبقى بحول الله وعونه فتحا مبينا ونصرا عزيزا للمغرب والمغاربة وستظل على مر السنين وعلى تعاقب الأعوام والأجيال عملا جليلا وأثرا عظيما وذكرا حسنا خالدا ادخره الله لمفخرة الدولة العلوية الشريفة، أصبحت بفضله أقاليمنا الصحراوية المسترجعة متحررة معززة مكرمة تجني تمار انقاذها من براثن الاستعمار الاسباني وتغنم مكاسب عودتها وخضوعها إلى السلطة الشرعية، وذلك بما صارت تنعم به من حرية وخيرات واطمئنان ومن نمو اجتماعي واقتصادي في كل مجال وميدان.
وها هو اليوم رمز تلك السلطة الشرعية جلالة الملك محمد السادس حفظه الله يقود بحكمته وحنكته قطار العرش والشعب إلى بر الأمان في مسيرة أعماله الجليلة وجولاته التفقدية، ومساعيه الحميدة للنهوض بهذا البلد الكريم في مختلف الميادين العلمية الثقافية والاجتماعية والعمرانية والاقتصادية وغبرها سدد الله خطاه وأمد في عمره.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين...
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ نحن في حاجة إلى مسيرة جديدة، مسيرة ربانية أخرى، مسيرة لا نجوب فيها الشوارع ولا نتجمع في الساحات، مسيرة لا نخرج فيها للمظاهرات؛ بل نحضر في المحاضرات، لا نحمل فيها كتاب الله فحسب؛ بل نطبق فيها كتاب الله وندعو لتطبيقه، وإذا كنا قد حررنا بالمسيرة الخضراء أرضنا فإننا في حاجة إلى مسيرة عملية جماعية، كل في مهنته ومهمته نحرر بها عرضنا وشرفنا وديننا من هذا الغزو المترامي الأطراف، الذي يهدف إلى إبعادنا عن ديننا وأصالتنا؛ من غزو فكري، وإعلامي، واجتماعي، واقتصادي؛ ألم ينتهك عرضنا بالتبرج والسفور؟ ألم يفسُد مجتمعنا بأم الخبائث الخمر والمخدرات والتدخين؟ ألم يفسد اقتصادنا بالقمار والرشوة والربا؟ ألم تفسد العقائد بالخرافات والأوهام والطلاسم والشعوذة؟
ولا يجوز بحال من الأحوال أن نحارب من يغتصب أرضنا ولا نحارب من يغتصب عرضنا، وحفظ الله من قال:
وطني أنت سيــــد الأوطــــــان***أنت دار الوفـــا وأرض الأمان
شعبك الطيب المكافـــــح يسمو***بالشجــــــــاعة والبنا من زمان
التقى فيك مخلصـــــــــــا بمليك***فبَنَوْك بخدمــــــــــــــــة وتفان
انت أرض الإسلام بالدين تحمى***منذ عقبة فاتـــــــــــح الأوطان
وحد الدين في ربوعــــــك شعبا***فاهتدى للصــــواب في الميدان
لا تلن للذي يوالي الأعـــــــادي***وتحـــــــدى الأحرار بالعصيان
ينشر الحقد بين شعـب ويمشي ***ماكرا في كتـــــــــائب الشيطان
وتشبت كمن مضــوا من جدود*** بعرى ديننا تفــــــــــز بالأماني
وتوحد كما توحدتَّ بالأمـــــــــ***ــــــــــــــس قويا موطِّد الأركان
لست تخشى اذا توحــدت فقرا***لست تخشى من بطش ذي طغيان
سيسود الرخـــــاء والأمن فينا***ويبوء العـــــــــــــدو بالخسران(1)
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على الرسولﷺ...
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون؛ نحن في حاجة إلى مسيرة جديدة، مسيرة ربانية أخرى، مسيرة لا نجوب فيها الشوارع ولا نتجمع في الساحات، مسيرة لا نخرج فيها للمظاهرات؛ بل نحضر في المحاضرات، لا نحمل فيها كتاب الله فحسب؛ بل نطبق فيها كتاب الله وندعو لتطبيقه، وإذا كنا قد حررنا بالمسيرة الخضراء أرضنا فإننا في حاجة إلى مسيرة عملية جماعية، كل في مهنته ومهمته نحرر بها عرضنا وشرفنا وديننا من هذا الغزو المترامي الأطراف، الذي يهدف إلى إبعادنا عن ديننا وأصالتنا؛ من غزو فكري، وإعلامي، واجتماعي، واقتصادي؛ ألم ينتهك عرضنا بالتبرج والسفور؟ ألم يفسُد مجتمعنا بأم الخبائث الخمر والمخدرات والتدخين؟ ألم يفسد اقتصادنا بالقمار والرشوة والربا؟ ألم تفسد العقائد بالخرافات والأوهام والطلاسم والشعوذة؟
ولا يجوز بحال من الأحوال أن نحارب من يغتصب أرضنا ولا نحارب من يغتصب عرضنا، وحفظ الله من قال:
وطني أنت سيــــد الأوطــــــان***أنت دار الوفـــا وأرض الأمان
شعبك الطيب المكافـــــح يسمو***بالشجــــــــاعة والبنا من زمان
التقى فيك مخلصـــــــــــا بمليك***فبَنَوْك بخدمــــــــــــــــة وتفان
انت أرض الإسلام بالدين تحمى***منذ عقبة فاتـــــــــــح الأوطان
وحد الدين في ربوعــــــك شعبا***فاهتدى للصــــواب في الميدان
لا تلن للذي يوالي الأعـــــــادي***وتحـــــــدى الأحرار بالعصيان
ينشر الحقد بين شعـب ويمشي ***ماكرا في كتـــــــــائب الشيطان
وتشبت كمن مضــوا من جدود*** بعرى ديننا تفــــــــــز بالأماني
وتوحد كما توحدتَّ بالأمـــــــــ***ــــــــــــــس قويا موطِّد الأركان
لست تخشى اذا توحــدت فقرا***لست تخشى من بطش ذي طغيان
سيسود الرخـــــاء والأمن فينا***ويبوء العـــــــــــــدو بالخسران(1)
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على الرسولﷺ...
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)من شعر الشاعر التناني محند إيهوم
(1)من شعر الشاعر التناني محند إيهوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا