أيسر طريقة لحفظ القرآن الكريم
بســم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
***
وبعد:
فإن كثيرا مايسئل بعض الإخوة عن أسهل وأيسرطريقة لحفظ القرآن الكريم
ولأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى أشرف كتاب وأصدق كلام فلقد يسره
الله تعالى
مصداقا لقوله عزوجل : } وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ
لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر { [القمر:17]
فالقرآن ميسر لمن له رغبة في حفظه وله عزيمة قوية ،وليس لمن يكسل ويستصعب
الأمر
ويستثقله،! لكن يحفظه المجدون والصادقون ومن وضع بين عينيه خطة للعمل وهدفا
يسعى
لهما،فإن أعز وأشرف هدف يسعى
المومن لتحقيه هوحفظ كلام الله تعالى والألتحاق بركب الحفظة
بأهل الله وخاصته لقوله
عليه الصلاة والسلام عن أنس بن مالك :
(.. أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ
وَخَاصَّتُهُ) ونيل درجة السفرة الكرام
البررة لقوله:( الْمَاهِرُ
بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ.. )رواه مسلم وكفى بهذاشرفا
وكفى به فخراواعتزازا.
إلا أن مايمكن طرحه
الآن وخاصة في هذاالزمان الذي كثرت فيه الانشغالات
والالتزامات وتوالت المغريات والملهيات والتي قد تنقص من همة الإنسان وتحول دون إعطاء مايكفي من الوقت ليتفرغ الناس لكتاب الله وشد الرحال من اجله والخلوة
به والنهل من معينه ،هو ؟ماالوسينةالناجعة والطريقة المثمرة لحفظ كلام الله عزوجل وإتقانه:
وللجواب على هذا السؤال
مايلي : أولا* الإخلاص لله عزوجل لأن كل عمل لابد له من نية وقصد
يرادمن ورائه
لقوله عليه الصلاة والسلام :إنما الأعمال بالنيات ..) فانت قصدك الثواب من
الله فأخلص نيتك لله وتوجه إلى رب العزة
سبحانه واطلب منه التيسير والفتح ،ثانيا : حدد هدفك وقو إرادتك وعزيمتك
فأنت تريد الآن أن تحفظ القرآن بحول الله وقوته
كيف لاوهو أعز وأشرف ماتملابه صدرك ويحفظه قلبك وتستنير به حياتك ،
ثالثا: ضع لك خطة وجدولازمنيا
للحفظ حسب قدراتك ووقتك ، حددمقدارا من القرآن تستطيع حفظه ،صفحة أوإثنتين ،أوثمن
حزب أونصف ثمن ،أوربع يوميا أوأسبوعيا ولاتحمل نفسك مالاطاقة لها فتمل بعد فترة، ولاباس
بالزيادة على القدر المحدد في المناسبات التي تكون فيها النفس مرتاحةوناشطة للخيرفاقتنص
فيها فرصتك كرمضان مثلا،وخصص له وقتا مناسبا فاضلاإن أمكن ،وليكن بعدصلاة الفجر وبعد
صلاة العصر وقبل النوم ،رابعا :حدد وقتاللمراجعة وتثبيث الحفظ وحبدا لوكان
يومي الخميس والجمعة ، يومان تفرغ فيها للمراجعة ولاستظهار
ماحفظ، وابحث لك عن شيخ حافظ متقن في المكان الذي أنت فيه أوإمام مسجد ترجع إليه
وتثني ركبتيك أمامه لتصحيح التلاوة التي ستحفظهاقبل أن تبدأالحفظ ، وتكرر نفس
الخطوة بعد الحفظ، لأن العلم يأخذمن افواه الرجال فباالأولى والأحرى كلام الله،
فإنه يأخذبالتلقي ولابأس مع هذا كله بالاستئناس بالأشرطة والأقراص المدمجة التي
فيها القرآن مسجلا،أوصوتا وصورةلقراء مشهورين كالإمام الحصري مثلا،تستمع إليها لضبط
النطق ومخارج الحروف .خامسا: وأهم شيئ في الأمر هو إرادتك وهمتك أنت
فلاتنكسر عزيمتك ولاتضعف همتك ولايهم متى تكمل حفظ القران سنتين أوأربع أوخمس، بل
اجعل حفظ القرآن مشروع حياتك ولو تحفظه في عشرين سنة أوثلاثين أوأكثر لايهم،لأن
بعض الناس يبدا فكرة الحفظ وينقطع والبعض الآخر منهم يضع بين يديه المحصف يقلب
صفحاته ويستكثرها مما يضعف همته ،وهذا فيه فهم خاطئ وقلةصبر وانعدام همة أنت عليك فقط أن تواصل
المسير ولاتفكر فيماستؤول إليه الأموربعد ذلك
،وكما يقال :من سار على الدرب وصل ،وإذااستطعت أن تجدلك رفقة صالحة مجموعة من الإخوة تتعاون في هذاالخير فافعل لأن العمل الجماعي فيه تنافس لكماوتشجيع لبعضكما البعض وإلافاجتهد وحدك.
وإليك الآن بعض الوصايا :
*عش مع القرآن تدبر آياته ومعانيه *إقرأ ماحفظته في صلواتك وسننك الرواتب *وليكن لك
وردقرآني كل يوم تقرأه إمافي صلاة في دجى اليل أوبغير صلاة من أجل تثبيت حفظك،
وعليك بالتأدب مع القرآن ولاتمسك المصحف إلاوأنت على طهارة ماأمكن وعظم مابين
دفتيه ،واجهد نفسك للعمل بمافيه والوقوف عندحدوده،ولاتعص لله أمرا لأن العصيان سبب
الحرمان :وكماقال الإمام الشافعي رحمة الله عليه:
شـــكوت إلى وكيع سوء حفــظي *** فأرشــــدني إلى ترك المعاصي
وأخبــــرني بـــأن العلـــم نـــــور *** ونــور الله لايهــدى لعـــــــاصي
فإن ماعند الله لايدرك
إلابطاعته
وفي ختام هذه السطور لايسعني عزيزي القارئ إلاأن أدعوا الله لك بالتوفيق
والسداد وأن يرزقك المولى جل في علاه حفظ كلامه متنا ومعنى وفهماوعملا وتطبيقا،نحن
وإياك، سائلين الله تعالى أن يُنتفع بهذه الكلمات ويكون لهاالأثرالحسن
وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
: أخوكم في الله ومحبكم فيه.. (أ ـ م ) شبكة: أئمة مروك "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا