الفرق في كتب الحديث بين: الصحاح والسنن والموطآت والمصنفات والمسانيد والمعاجم؟ - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

الفرق في كتب الحديث بين: الصحاح والسنن والموطآت والمصنفات والمسانيد والمعاجم؟

 


من إعداد فضيلة الفقيه:عبدالله بنطاهر

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه ورشده. 

وبعد؛ فقد ورد اسم (المسانيد وكتب الستة) في مفكرة الإمام: (الحصة التأطيرية للأسبوع الثالث من شهر مارس 2021: ص 70 س5)؛ فطلب مني أحد الإخوة الأئمة توضيح المراد بالصحاح والسنن والموطآت والمصنفات والمسانيد والمعاجم؟

والجواب والله الموفق للصواب:

في البداية يجب أن نعلم أن العلماء من أجل الإجابة على هذا السؤال ألفوا مجلدات ينوء حملها بالعصبة أولي القوة جسديا؛ فكيف باستيعاب ما فيها فكريا؟ ولكن ما استعصى علينا إدراك كلِّه لا ينبغي لنا أن نترك -ما استطعنا- جلَّه أو أقلَّه.

ولهذا أقول: الكتب التي تَرْوِي الأحاديث بأسانيد متصلة هي على قسمين: حسب الموضوعات والأبواب، أو حسب الرواة والشيوخ.

● أولا: حسب الموضوعات والأبواب فمنها: الصحاح والسنن والموطآت والمصنفات والمستدركات والمستخرجات.

1) كتب الصحاح؛ وهي: التي يلتزم أصحابها برواية الأحاديث الصحيحة فقط؛ منها: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وصحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة، والمنتقى لابن الجارود، والأحاديث المختارة للمقدسي.

2) كتب السنن؛ وهي: التي يروي أصحابها الصحيح والحسن والضعيف؛ بل حتى الموضوع؛ وهي كثيرة منها: سنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي الصغرى والكبرى، وسنن ابن ماجه، وسنن الدارمي، وسنن الدارقطني، وسنن البيهقي الصغرى والكبرى، وسنن سعيد بن منصور.

ومن الصحاح والسنن تشكلت الكتب الستة وهي: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي الصغرى؛ واختلفوا في السادس: منهم من جعله: سنن ابن ماجه؛ كالهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد"، ومنهم من جعله: سنن الدارمي؛ ومنهم من جعله الموطإ كابن الأثير في كتابه "جامع الأصول"؛ ونتيجة لهذا الخلاف لم تدرج أحاديث سنن ابن ماجه في "جامع الأصول" ولا في "مجمع الزوائد"؛ فجاء شهاب الدين البوصيري فألف كتاب: "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه".

وبناء عليه فإن هذه الكتب الثلاثة جمعت جل الأحاديث النبوية الشريفة؛ فمن أراد البحث عن مصدر حديث معين فعليه أن يفتح الكتب الثلاثة؛ فإن كان الحديث في أحد كتب الستة باعتبار الدارمي هو السادس فجامع الأصول يضمن له مصدره، وإن كان في غير الكتب الستة باعتبار ابن ماجه منها؛ فمجمع الزوائد يضمن له مصدره، وإن كان في سنن ابن ماجه فمصباح الزجاجة سيتكفل به.    

3) الموطآت والمصنفات؛ هي التي يروي أصحابها الأحاديث وآثار الصحابة وأقوال أئمة التابعين وتابع التابعين؛ فهما بمعنى واحد وإن اختلفت التسمية، ولا يلتزم منها بالصحيح إلا موطإ الإمام مالك، وخصوصا رواية يحيى بن يحيى الليثي؛ ولهذا فقد أورد البخاري ومسلم أحاديث الموطإ كلها في صحيحيهما لاستجابتها لشروطما.

4) المستدركات والمستخرجات؛ فالمستدرك هو: كل كتاب يروي فيه صاحبه أحاديث لم يخرجها كتاب معين وهي على شرطه؛ مثل: المستدرك على الصحيحين للحاكم. والمستخرج هو: كل كتاب يروي فيه صاحبه أحاديث كتاب معين بسند آخر مخالف مع اتحاد المتن؛ مثل: مستخرج الإسماعيلي ومستخرج الغطريفي على صحيح البخاري، ومستخرج أبي عوانة ومستخرج الأصفهاني على صحيح مسلم، ومستخرج الطوسي على سنن الترمذي. 

● ثانيا: حسب الرواة والشيوخ فهي: المساند والمعجمات:

1) المسند هو: كل كتاب يروي فيه صاحبه الأحاديث مرتبة على أسماء الصحابة رضي الله عنهم؛ فيبدأ مثلا: بأحاديث أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم أبي هريرة، ثم عائشة...؛ ومن أشهر المسندات: مسند أحمد، ومسند بقي بن مخلد، ومسند الحميدي، ومسند أبي يعلى، ومسند البزار، ومسند الطياليسي، ومسند القضاعي.

2) المعجم؛ هو: كل كتاب يروي فيه صاحبه الأحاديث مرتبة على أسماء شيوخه ترتيب حروف المعجم؛ فيبدأ مثلا: بمن بدأ اسمه بالهمزة كإبراهيم وأحمد، ثم من بدأ اسمه بحرف الباء كبدر وبشر... وهكذا إلى حرف الياء كيعقوب ويوسف؛ ومن أشهر المعاجم معاجم الطبراني الثلاثة: الكبير والأوسط والصغير.

والله أعلم وهو سبحانه الموفق للصواب. خادمكم عبد الله بنطاهر السوسي التناني

يوم الجمعة 28 رجب 1442هـ 12 / 3 / 2021م 

مسجد الإمام البخاري عمالة أكادير إداوتنان جنوب المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا