حكم المصافحة بعد الصلوات :الداعية المغربي شفيق لعرج - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

حكم المصافحة بعد الصلوات :الداعية المغربي شفيق لعرج



        
حكم المصافحة أو ما يسمى عندنا بالسلام باليد بعد الصلاة.اشتكى لي كثير من الناس تصرف بعض الاخوة المتدينين في المساجد بعد الصلوات المفروضة في الجماعة، حيث يرفضون مصافحة من يمد اليهم يده للمصافحة بعد الانتهاء من أذكاره عقب الصلاة، بدعوى أن هذه المصافحة بدعة.وسألوني هل صحيح أن المصافحة بدعة بعد الصلاة؟فأقول وبالله التوفيق إن الأصل في المصافحة مطلقا أنها سنة مستحبة رغب الشرع فيها ورتب عليها ثوابا عظيما 

لقول النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه ابو داود والترمذي واحمد "ما من مسلمين يتلاقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات عن الشجرة ورقها"وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصافحون اذا تلاقوا كما ورد ذلك عند الطبراني في المعجم الاوسط عن انس رضي الله عنه قال: 

"كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا"هذا بالنسبة للحكم العام للمصافحة أما فعلها بعد الصلوات فحكمها يختلف حسب نية الفاعل و ليست بدعة على الاطلاق كما يظن بعض الاخوة ، فاذا فعلها الانسان وهو ينوي أنها لا  تختم صلاته الا بها، أو انها من المستحبات بعد الصلاة، أو يعتقد ان النبي كان يفعلها او اوصى بها في هذا المكان خصوصا او أنها تابعة للصلاة لا تصح صلاته الا بها، أو كان يفعلها بعد سلامه من الصلاة مباشرة قبل الاذكار معتقدا انها تابعة لقوله السلام عليكم، 

فعندها يمكن القول انها بدعة لكون فاعلها قصد بها ما ليس مشروعا، ونحن امرنا بالاتباع وترك الابتداع ، وعلى هذا يحمل كلام اهل العلم الذين منعوها وقالوا ببدعيتها.أما إذا كان فاعلها يقصد بفعله هذا المصافحة المطلقة، لكونه لم يكن قد التقى بالذي صلى الى جانبه قبل الصلاة، أو قصد بالمصافحة رغبته في الدخول في موضوع مع من صافحه، أو كانت عادته ان يصافح كل من التقى به وجلس جنبه سواء بعد الصلاة او قبلها دون ان يقصد تقييدها ببعد الصلاة، فلا يمكن عندها القول أنها بدعة لدخولها في الحكم العام الذي هو الاستحباب.

وهذا كلام بعض اهل العلم يؤكد ما ذكرت لك:يقول الامام النووي رحمه الله في كتاب " الأذكار " : " واعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء ، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر فلا أصل له في الشرع على هذا الوجه ، ولكن لا بأس به ؛ فإن أصل المصافحة سُنَّة ، وكونُهم حافظوا عليها في بعض الأحوال وفرَّطوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها لا يُخْرِجُ ذلك البعضَ عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها"

ويقول ابن العثيمين رحمه الله في فتاويه المجلد الثالث عشر جوابا عن السؤال الآتي:السؤال: ما حكم المصافحة في المسجد حيث اعتاد كثير من الناس ذلك بعد الصلاة؟الإجابة: هذه المصافحة لا أعلم لها أصلاً من السنة أو من فعل الصحابة رضي الله عنهم، ولكن الإنسان إذا فعلها بعد الصلاة لا على سبيل أنها مشروعة، ولكن على سبيل التأليف والمودة، فأرجو أن لا يكون بهذا بأس، لأن الناس اعتادوا ذلك.أما من فعلها معتقداً بأنها سنة فهذا لا ينبغي ولا يجوز له، حتى يثبت أنها سنة، ولا أعلم أنها سنة".ولهذا أنصح شبابنا بالتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الناس، فهذه المسالة تتعلق بالقلوب والنيات، وحسن الظن بالناس فيها مطلوب، فإذا ظهر لك احد يفعلها بقصد ونية سيئة، فخذ بيده وعلمه بالتي هي احسن، دون غلظة أو تعصب، فالامر ليس في منع الناس من المصافحة وانما في تصحيح نياتهم ومعتقداتهم. والله اعلم.

عن فتاوى مالكية

الداعية المغربي: شفيق لعرج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا