خطبة الجمعة " محاسن الاخلاق " الخطيب المغربي محمدالخيلي - أئمة مروك -->
أحدث المواضيع
انتظار..

خطبة الجمعة " محاسن الاخلاق " الخطيب المغربي محمدالخيلي


الحمدُ للهِ واهبِ العطايا والنِّعَمِ، كاشفِ البلايا والنِّقَمِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له؛ قسمَ الأخلاقَ بينَ عبادِهِ كما قسمَ الأرزاقَ بينَ الأُمَمِ ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ الكريمُ المكرَّمُ، صاحبُ الأدبِ الأكرَمِ والخُلقِ الأعظَمِ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبِهِ الذين فَتَحُوا حُصونَ البلادِ وقلوبَ العِبادِ بمكارمِ الأخلاقِ ومحاسنِ القِيَمِ, وسلَّمَ تسليماً كثيراً ما تردَّدَ في حَيٍّ نَسَمٌ، وخَطَّ بنانٌ بِقلَمٍ.
أمَّا بعدُ:


فأوصِيكمْ عِبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالىَ؛فإنَّ تقْوَى اللهِ أكرمُ ما أسررْتُمْ، وأجملُ ما أظهرْتُمْ، وأفضلُ ما ادخرْتُمْ، اتقوا اللهَ في السرِّ والعلَنِ،واجتنبوا الفواحِشَ ما ظهرَ مِنْها وما بطَنَ.
أيهُّا المؤمنون:


إنَّ للأخلاقِ في دينِنا الحنيفِ مكانَتَها السنِيَّةَ، ودرجتَها السامِيَةَ العليَّةَ، فهِيَ حَجَرُ الزاوِيَةِ في بناءِ المجتمعاتِ، والأساسُ المتينُ في نَشْأَةِ الحضاراتِ, وقُطْبُ الرَّحَى في تزكيةِ النفوسِ الأبِيَّاتِ, وهِيَ دعوةُ الأنبياءِ والمرسلينَ، وزِينةُ عبادِ اللهِ المؤمنينَ، وريحانَةُ المتقينَ، وحِلْيَةُ الصالحينَ . وقَدْ دعا الإسلامُ إلى كُلِّ خُلُقٍ كريمٍ، ونفَّرَ مِنْ كُلِّ خُلُقٍ ذَميمٍ ، فرَبَّى أتباعَهُ علَى الأخلاقِ الحميدةِ، والآدابِ المجيدةِ، وسَما بِهمْ إلى الأفعالِ الرشيدةِ, والأقوالِ السديدةِ، فكانَتْ هذِهِ الأُمَّةُ أمَّةَ الأخلاقِ والقِيَمِ، ورمزَ العِزَّةِ والشِيَمِ.


وإنمَّا الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ فإنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقُهم ذهبُوا
ولقَدْ أخبرَ النبيُّ المصطفَى - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الغايَةَ مِنْ بِعْثَتِهِ إنَّما هِيَ إتمامُ مكارِمِ الأخلاقِ فقالَ: " إنِّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ" [أخرجَهُ أحمدُ]، وإنَّ الأخلاقَ الفاضِلَةَ لَدليلٌ علَى كَمالِ الإيمانِ، وعلامَةٌ على رُسوخِ اليقينِ في الجَنانِ، كما روَى أبو هريرةَ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:" أكملُ المؤمنينَ إيماناً أحسنُهُمْ خُلُقاً، وخِيارُكُمْ خِيارُكُمْ لِنسائِهِمْ خُلُقاً"[أخرجَهُ أحمدُ والترمذيُّ واللفظ له].واعلَموا أنَّ المتجَمِّلَ بالخُلقِ العظيمِ؛ المتحَلِّيَ بالأدبِ الكريمِ؛ جليسُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ القيامةِ، فَعنْ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ :"إنَّ مِنْ أحبِّكُمْ إليِّ وأقربِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يومَ القيامةِ أحاسِنَكُمْ أَخْلاقاً"[أخرجَهُ الترمذيُّ وحسَّنه]، وبالأخلاقِ المباركَةِ يبلغُ المؤمِنُ درجَةَ الصائِمِ الذي لا يُفْطِرُ والقائِمِ الذي لا يَفْتُرُ، قالَتْ عائِشةُ رضِيَ اللهُ عَنْها: سمعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:"إنَّ المؤمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ درجَةَ الصائِمِ القائِمِ"[أخرجَهُ أبو داودَ والحاكِمُ]. وهِيَ أثقلُ شيءٍ في ميزانِ صاحِبِها يومَ القيامةِ؛ كما روَى أبو الدرداءِ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ما مِنْ شيءٍ أثقلُ في ميزانِ العبدِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وإنَّ اللهَ يُبْغِضُ الفاحِشَ البَذِىَّ " [أخرجَهُ الترمذيُّ].


أيهُّا المؤمنون:
ولِرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الكَعْبُ الأعْلَىِ والقِدْحُ المُعَلَّى في الأخلاقِ , إِذْْ كانَ مَهْوَى أفئدَةِ الرجالِ بعظيمِ أخلاقِهِ وكريمِ سَجاياهُ, وأصالةِ مَعْدِنِهِ ونُبْلِ شمَائِلِهِ ، كأنَّ الأخلاقَ كلَّها قَدْ جُمِعَتْ فيهِ وحدَهُ حتَّى نَعتَهُ ربُّهُ العظيمُ بقولِهِ الكريمِ : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }. هذا خادِمُهُ أنسُ بنُ مالكٍ - رضي الله عنه - يقولُ: "خَدَمْتُ النبيَّ- صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ سِنينَ فما قالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وما قَالَ لِشيءٍ صنَعتُهُ:لِمَ صنَعْتَهُ؟ ولا لِشيءٍ تركتُهُ: لِمَ تركتَهُ؟ وكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أحْسَنِ النَّاسِ خُلقُاً" [أخرجَهُ البخاريُّ ومسلمٌ].


وقَدْ بالَ أعرابِيٌّ في المسجدِ فثارَ إليهِ الناسُ لِيَقَعُوا بهِ فقالَ لهمْ - صلى الله عليه وسلم - دَعوهُ وأَهْرِيقُوا عَلَيْهِ ذَنُوباً مِنْ ماءٍ أوْ سَجْلاً مِنْ ماءٍ فإنَّما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّرِينَ"[ متفقٌ عليهِ]. وهوَ صاحِبُ الرِّفْقِ وَاللِّينِ، والسكينةِ والتواضُعِ، والعفْوِ والصفْحِ والحِلْمِ والكَرَمِ، فقَدْ عَفا عَنْ قريشٍ حينَ فَتَحَ اللهُ على يَدَيْهِ مكَّةَ المكرَّمةَ فقالَ لأهلِها: لا تثريبَ عليكُمُ اليومَ اذْهبوا فأنتمُ الطُّلَقاءُ، وهُمُ الذينَ تَفَنَّنوا في إيذائِهِ والسخريَةِ بِدينِهِ واضطهادِ أصحابِهِ وأتباعِهِ، ولمَّا عرَضَ عَلَيْهِ مَلَكُ الجِبالِ أَنْ يُطْبِقَ علَى مَنْ آذاهُ الأَخْشَبَيْنِِ عُقُوبةً لهَمْ أبَى صاحِبُ الخلُقِ الكريمِ ذلِكَ وقالَ:"بَلْ أرجُو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصلابِهِمْ مَنْ يعبدُ اللهَ وحدَهُ لا يشركُ بهِ شيئا"[متفقٌ عليهِ]، وعلَى مِثْلِ هَذا سارَ أصحابُهُ الكِرَامُ ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسانٍ حتىَّ فَتَحوا البلادَ وقلوبَ العِبادِ بأخلاقِهمُ الفاضِلَة ِوآدابِهمُ الكامِلَةِ.
وقَدْ صدقَ مَنْ قالَ:
فإذا رُزِقْتَ خَلِيقَةً مَحْمودةً ** فَقَدِ اصطفاكَ مُقَسِّمُ الأرزاقِ
فالنَّاسُ هَذا حظُّهُ مالٌ وذَا ** عِلْمٌ وذاكَ مكارِمُ الأخْلاقِ


أيهُّا المؤمنون:
والمؤمنُ لا يرضَى أنْ يعيشَ عَلَى هامِشِ الحياةِ ولا أَنْ يَحْيا بِلا قِيَمٍ وإنَّما هوَ صاحبُ رِسالةٍ يُتَرجِمُها عَمَلاً وسُلُوكاً يراهُ الناسُ في أرضِ الواقِعِ صِدْقاً وعَدْلاً ، وقَوْلاً وعَمَلاً ، ويلمسونَهُ شِيَماً وقِيَماً, يتمثَّلُ في مَبْدَأ الأقوالِ قولَ اللهِ تعالىَ: { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }. ويتمثَّلُ في مبدَأ الأفعالِ قولَهُ تعالىَ: { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فيتجمَّلُ بمحاسِنِ الأخلاقِ ظاهِراً وباطِناً فيكونُ كَثيرَ الحيَاءِ، عَديمَ الأذَى، كثيرَ الصلاحِ،صَدوقَ اللسانِ، قَليلَ الكلامِ، كثيرَ العملِِ, قليلَ الفُضولِ، بَرّاً وَصُولاً، وقُوراً صَبُوراً، مُقِرّاً شَكُوراً، رَضِيّاً حَلِيماً، رَفيقاً عَفيفاً شَفيقاً، لا لعَّاناً ولا سبَّاباً، ولا نَمَّاماً ولا مُغْتاباً، ولا عَجُولاً ولا حَقُوداً، ولا بَخِيلاً ولا حَسُوداً، بشَّاشاً هَشَّاشاً، يحبُّ في اللهِ ويُبْغِضُ في اللهِ، ويرضَى في اللهِ، ويغضَبُ في اللهِ.
بارَكَ اللهُ لي ولكمْ في الوحْيَيْنِ، ونفَعَنا جميعاً ِبهَدْيِ سيِّدِ الثَقَلَيْنِ، أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ اللهَ العليَّ العظيمَ؛ فاستغفروهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ .



الخطبة الثانية


الحمدُ للهِ علَى إحسانِهِ، وله الشكرُ علَى توفيقِهِ وامتنانِهِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له تعظيماً لشانِهِ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ خيرُ مَنْ دعا إلى سبيلِ اللهِ ورضوانِهِ؛ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وصِدْقِ إيمانِهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وإخوانِهِ وسلَّمَ تسليماً مَزيداً.
أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ - عبادَ اللهِ- حقَّ التقوَى، واستمسِكُوا مِنَ الدِّينِ بالعُرْوَةِ الوُثْقَى؛ فقَدْ تكفَّلَ اللهُ لأهْلِها بالنجاةِ مِمَّا يَحْذَرونَ، والرزقِ مِنْ حيثُ لا يحتَسِبُونَ { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }.


أيهُّا المؤمنونَ:
إنَّ لِكلِّ بُنْيانٍ أساساً وأساسُ الإسلامِ حُسْنُ الأخلاقِ، وإنَّ اللهَ لا يُعطِي الأخلاقَ إلاَّ لِمَنْ يحبُّ مِنْ عبادِهِ فهِيَ شرَفٌ وكراَمةٌ، وعزَّةٌ وشهاَمةٌ لا يُؤْتَاها إلا ذُو حَظٍّ عظيمٍ . رَوَى عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال:َ" إنَّ اللهَ قَسَمَ بينَكُمْ أَخلاقَكُمْ كما قَسَمَ بيِنَكُمْ أرزاقَكُمْ ، وإنَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ- يُعْطِي الدُّنيا مَنْ يحبُّ ومَنْ لا يحبُّ ، ولا يُعْطِي الدِّينَ إلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ، فمَنْ أعطاهُ الدِّينَ فَقدْ أحبَّهُ"[أخرجَهُ أحمدُ والحاكِمُ]. ولِهذِهِ الأخلاقِ أُمَّهاتٌ وأُصولٌ، وقواعِدُ وفصولٌ تجمَعُها هذِهِ الفضِائلُ الأربعةُ: الحِكْمَةُ والشَّجاعَةُ ، والعفَّةُ والعَدْلُ . فمِنَ الحِكْمَةِ يحصلُ التدبيرُ وجودةُ الذهْنِ والتفطُّنُ لِدقائِقِ الأعمالِ وخفايا آفات ِالنفوسِ. ومِنَ الشجاعَةِ يصدرُ الكرَمُ والنجدةُ والشهامَةُ وكَسْرُ النَّفْسِ والاحتمالُ والثباتُ وكظْمُ الغيظِ وأمثالُها. ومِنَ العفَّةِ يصدرُ السخاءُ والحياءُ والصبرُ والمسامحةُ والقناعةُ واللطافَةُ والوَرَعُ وقِلَّةُ الطمَعِ. وبالعَدْلِ يكونُ ضَبْطُ الشهْوَةِ والغضَبِ، وحملُ النَّفْسِ على مُقْتضَى الحِكْمَةِ بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ.
قالَ اللهُ تعالىَ: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}


لقد صح في الحديث أن رسول الله سأل أصحابه يومًا فقال: ((أتدرون من المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: ((إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم يطرح في النار))
ذلكم ـ يا عباد الله ـ المفلس الحقيقي، من يأتي ربه يوم القيامة وقد صلى وصام وزكى وأدى ما عليه من العبادات المطلوبة، وقد ظهر أمام الناس بحرصه على أدائها، ولكنه لم يرع حقوقها، وارتكب أعمالاً يأباها الخلُق الكريم والإيمان الحق


أعاذني الله وإياكم من سوء الأخلاق، وجعلنا من عباده المؤمنين الذين يحافظون على مكارم الأخلاق اللهمَّ اهدِنا لأحْسَنِ الأخلاقِ لا يَهْدِي لأحسِنها إلاّ أنتَ، واصرِفْ عنَّا سيِّئَها لا يصرِفُ عنَّا سيِّئَها إلاَّ أنتْ، اللهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنَ الشقاقِ والنفاقِ وسوُءِ الأخلاقِ، ونعوذُ بِكَ- اللهمَّ - مِنْ جَهْدِ البلاءِ، ودَرَكِ الشقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعداءِ، اللهمَّ اغفرْ لِلمؤمنينَ والمؤمناتِ، والمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ مِنْهم والأمواتِ،اللهمَّ وَفِّقْ أميرَ المؤمنين جلالة الملك محمدا السادس ووليَّ عهْدِهِ لِهُداكَ، واجعلْ عملَهُما في رِضاكَ، وألبسْهُما لِباسَ العافيةِ والإيمانِ ربَّنا اغفرْ لنا ولِوالِدِينا ولِلمؤمنينَ والمؤمناتِ ومَنْ لهُ حقٌّ وفَضْلٌ علينا ياربَّ العالمينَ.






أئمة مروك_ الخطيب المغربي محمد الخيلي



مسجد الإمام مالك تنفردة بني عياط أزيلال  الجمعة 19محرم / 1438هجرية الموافق 21 أكتوبر 2016 ميلادية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا