من هو الفقيه سيدي عبدالله أيت وغوري ؟الذي في شخصه ودعت سوس أحد علمائها
تقديم :
جلس الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في درسِه يوما، وطلابُه من حوله، فورد إليه كتابٌ فيه نعيُ عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، فنكس البخاري رأسه، ثم رفع واسترجع، ودموعه تسيل على خدَّيه، ثم أنشأ يقول:
عَزَاءٌ فَمَا يَصْنَعُ الجَازِع ▪▪ُ وَدَمْعُ الْأَسَى أَبَدًا ضَائِعُ
عَزَاءٌ فَمَا يَصْنَعُ الجَازِع ▪▪ُ وَدَمْعُ الْأَسَى أَبَدًا ضَائِعُ
بَكَى النَّاسُ مِنْ قَبْلُ أَحْبَابَهُم ْ▪▪ فَهَلْ مِنْهُمُ أَحَدٌ رَاجِعُ؟ .
إن فقد العالم ليس فقدًا لشخصه ولا لصورته، وليس فقدًا للحمه ودمه؛ ولكنه فقد لجزء من ميراث النبوة، وهو العلم، وذلك مؤذنٌ بقرب الساعة وفشوِّ الضلالة؛ عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا))؛ رواه البخاري ومسلم.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى في سورة الرعد : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ ، قال: خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها.
ومما يحمد لبعض عامة مجتمعنا وطلاب العلم حبَّهم للعلماء الراسخين والدعاة الصادقين، والأخذ بأقوالهم والاستنارة برأيهم، وإذا حلَّ بأحد العظماء أجله المقدَّر وانطوت صحيفته وانتقل عن هذه الدنيا، فإن الجموع تحزن والعيون تدمع، وكأنها فقدت أبًا أو أمًّا أو قريبًا لصيقًا.
وهكذا حال فقيهنا وشيخنا سيدي عبدالله أيت وغوري الذي كرس حياته للعلم وطلابُه يعلم ويبلغ ويرشد وكان رحمه الله من العلماء الربانيين نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا
حتى وفاته المنية فحزن لموته جمع غفير من محبي العلم وأهله وفقدت بسبب موته الأمة عالما من علمائها ومصباحا من مصابيح الدجى فتعال عزيزي القارئ نسردبعضا من سيرة حياته ومناقبه .
وهكذا حال فقيهنا وشيخنا سيدي عبدالله أيت وغوري الذي كرس حياته للعلم وطلابُه يعلم ويبلغ ويرشد وكان رحمه الله من العلماء الربانيين نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا
حتى وفاته المنية فحزن لموته جمع غفير من محبي العلم وأهله وفقدت بسبب موته الأمة عالما من علمائها ومصباحا من مصابيح الدجى فتعال عزيزي القارئ نسردبعضا من سيرة حياته ومناقبه .
الاسم والنسب:
آيت وغوري عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد وغوري الصوابي، الرجراجي، الوسميني.
الولادة:
ولد في شهر الله ذي القعدة سنة 1352 هجرية، 1934 ميلادية، بقرية " تَوْرِيرْتْ وَّانُو " جماعة تركا نتوشكا إقليم شتوكة أيت بها، ولاية أكادير.
المسار العلمي:
ابتدأ المسار الدراسي كعادة المغاربة بحفظ القرآن، وكان ذلك سنة 1356هـ على يد والده رحمه الله تعالى، وقد كان من أهل هذا الشأن، ولما استكمل على يده ست ختمات سنة 1362هـ أمره بالانتقال إلى مدرسة "تفليت" .
وكان شيخها في ذلك العهد الأستاذ، الفقيه سيدي المدني ابن عمته وزوج أخته، ولازمه عامين كاملين، وختم على يده ختمتين، فتمت له ثمان ختمات كلها في ورش، لينتقل سنة 1364هـ إلى مدرسة "تِزِي نْلْثْنِينِ" المشهورة بتحفيظ الرويات القرآنية.
قرأ بها الشيخ برواية قالون عن نافع، وبعدها شغفت نفسه إلى دراسة الفنون العلمية الأخرى من تفسير، وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والعربية، وقواعدها، وآدابها، إلى غير ذلك مما يدرس عادة في المدارس العتيقة، وكان اختياره مدرسة " تنالت " وشيخها الرباني، شيخ الجماعة سيدي الحاج الحبيب رحمه الله ،
وكانت بداية دراسته في " تنالت " شعبان من سنة 1366هـ، درس على يد الشيخ جميع التآليف التي تدرس هناك، وقرأ عليه من كتب الفنون من غير المقرر الكثير ، ولازمه أكثر من خمسة عشر سنة، طالبا في البداية، ومساعدا في التدريس في النهاية، حتى أرسله الشيخ سنة 1381هـ الموافق 19611م إلى مدرسة إداومنو مديرا ، ومدرسا، وهي المهمة التي كان يقوم بها مند ذلك الحين فضلا من الله ونعمة إلى أن توفاه الله.
وقد تخرج على يده، بحمد الله ، فقهاء يعدون بالمئات ملأوا بيوت الله، ومراكز التعليم العتيق شرقا وغربا، داخل الوطن، وخارجه ، ينشرون، ويرسخون، بفضل الله، مبادئ، وتعاليم الإسلام السمحة، متشبثين، كما تعلموا، بثوابت الأمة، ومقدساتها.
كما خرجت المدرسة أيضا في عهده أفواجا من الطلبة الذين اختاروا التوجه لاستكمال مسارهم العلمي داخل مؤسسات التعليم النظامي، فكان منهم أساتذة، ودكاترة ، لعبوا وما زالوا دورا رائدا في الساحة العلمية المغربية، وقد تُوج هذا الجهد بالتفاتة مولوية كريمة، غالية، فوشحه صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله، وأعز أمره بوسامين شريفين، جزاه الله عن العلم، والمشتغلين به خيرا.
وربما يطرح البعض السؤال الآتي :
هل من مؤلفات للشيخ ؟
وربما يطرح البعض السؤال الآتي :
هل من مؤلفات للشيخ ؟
ويقال جوابا على هذا السؤال : إن من شأن إدراة مدرسة علمية بكل تفاصيلها، ومسؤولياتها من تدريس، وتنظيم، وومراقبة، وتدبير الموارد، والاهتمام بقوت الطلبة وإيواهم، وما يستوجبه منصب فقيه المدرسة من الاهتمام بالشؤون الدينية، والاجتماعية للقبيلة، إن من شأن هذا كله أن يكبح طموح من استرعاه الله أمانة الاشتغال به في التأليف،
فكان عزاؤه أولائك الخريجين النجباء، الذين يرى فيهم، وفي تفوقهم صونا للإرث النبوي الشريف، وتخليدا للرسالة العلمية النبيلة.
فكان عزاؤه أولائك الخريجين النجباء، الذين يرى فيهم، وفي تفوقهم صونا للإرث النبوي الشريف، وتخليدا للرسالة العلمية النبيلة.
وقد جمع أخيرا ديوانين شعريين يضم أولها أكثر من 1500 بيتا في مختلف الأغراض، والثاني قصائد، ومنظومات خاصة بذكر نسب الأسرة الآغورية، وتاريخ أبائه رحمهم الله تعالى.
وكان رحمه الله قيد حياته أحدأعضاء الرابطة المحمدية للعلماء ممثلا إقليم شتوكة أيت باها
كماوسبق له أن فاز بجائزةمحمد السادس لأهل القرآن سنة 2011 والتي يكلف باختيار الفائز بها أميرالمومنين الملك محمد السادس مباشرة أوعن طريق اقتراح من وزير الأوقاف.
كماوسبق له أن فاز بجائزةمحمد السادس لأهل القرآن سنة 2011 والتي يكلف باختيار الفائز بها أميرالمومنين الملك محمد السادس مباشرة أوعن طريق اقتراح من وزير الأوقاف.
وقدحضر جنازة الشيخ وصلى عليه جمع غفير من طلبته ومحبيه وتم دفنه في مقر مدرسة إداومنو العتيقة يوم الجمعة 9 رجب 1438 هجرية الموافق 7 أبريل 2017 م. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان .
● مدرسة إداومنو للتعليم العتيق في سطور
تعتبر مدرسة إداومنو للتعليم العتيق الواقعة على الجزء الترابي باشتوكة أيت باها من أشهر وأقدم المدارس العلمية بسوس، و تقع تحديدا بالجنوب الغربي لأولاد تايمة، وتبعد عن أولاد تايمة بحوالي 27 كيلومترا، وتنتمي إداريا إلى إقليم اشتوكة أيت باها، وتتمركز المدرسة بسوق ثلاثاء إداومنو الأسبوعي، وقد تم تأسيسها قبل أزيد من ستة قرون مضت، حسب منطوق بعض الوثائق العدلية التي اعتبرتها قبيلة إداومنو مرجعا تاريخيا لها.
وكان يسير المدرسة قيد حياته الفقيه العلامة سيدي عبدالله أيت وغوري الذي سبق أن أشرنا إلى أنه يعتبر أحد تلامذة العلامة سيدي الحبيب البوشواري رحمه الله، وقد ذاع صيت المدرسة على الصعيد الوطني فتقاطر عليها طلاب العلم من عدة جهات من المملكة كالصويرة ومراكش ووارزازات.
ويبلغ عدد طلبة مدرسة إداومنو الذين في بيوت من البناء القديم في ظروف متواضعة، ما يفوق 149 طالبا، يدرسون خلال مختلف المراحل مجموعة من المواد اللغوية والشرعية ويسهر على تدريسهم 19 إطارا موزعين على الابتدائي والإعدادي والثانوي، وفي الموسم الدراسي الماضي (2008/2009) تقدم أول فوج يتكون من 40 طالبا من هذه المدرسة لاجتياز شهادة الباكالوريا فتفوق الكثير منهم والتحق أغلبهم بالدراسات الجامعية.
أئمةمروك - أحمدالبعمراني
المراجع والمصادر :
1 جهودتلامذة الشيخ وصفحات محبيه على المواقع
وصفحات الفيسبوك
وصفحات الفيسبوك
2 شبكة الألوكة
3 الموسوعة الحرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا