خطبة الجمعة :عن آفات اللسان- الغيبة- والنميمة
الحمد لله الذي حرم آفة الغيبة والنميمة
لما فيها من الخسارة والبؤس، وهي في تحطيم الحسنات بمثابة المعول والفأس، تسقي صاحبها في الدنيا من مرارة السيئات ألف كأس وكأس، وفي الآخرة من مرارة القنوط واليأس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الشدة والبأس، وأشهد أن سيدنا محمدا كان في الأخلاق الحسنة القمة والرأس، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم نهاية الدنيا بما فيها من الجنة والناس.
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
لما فيها من الخسارة والبؤس، وهي في تحطيم الحسنات بمثابة المعول والفأس، تسقي صاحبها في الدنيا من مرارة السيئات ألف كأس وكأس، وفي الآخرة من مرارة القنوط واليأس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الشدة والبأس، وأشهد أن سيدنا محمدا كان في الأخلاق الحسنة القمة والرأس، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم نهاية الدنيا بما فيها من الجنة والناس.
أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
قد قدمنا لكم في الجمعة الماضية أن من آفات اللسان الشتائمَ والسباب، وبينا أن المسلم حتى يكون حليما ينبغي أن يواجه من يسبه بأمرين:
الأول: إن كان يعرفه وجب أن يعتبره لئيما سفيها فيترفع عن الرد عليه بالمثل.
الثاني: إن كان لا يعرفه فيكفيه أن يكون شيطانا جبانا؛ لأنه يراكم من حيث لا ترونه
الأول: إن كان يعرفه وجب أن يعتبره لئيما سفيها فيترفع عن الرد عليه بالمثل.
الثاني: إن كان لا يعرفه فيكفيه أن يكون شيطانا جبانا؛ لأنه يراكم من حيث لا ترونه
فتعالوا بنا في خطبة اليوم نكشف الستار عن آفة أخرى من آفات اللسان، يا ما شتت في المجتمع! ويا ما فتت من الأسر! ويا ما فضت من الشركات! ويا ما فرقت من الإخوة، ويا ما ضيعت من حقوق! ويا ما نهشت وهتكت من عورات! ويا ما عكرت من أجواء الدول والشعوب؛ فهي فتاكة للأعراض، هتاكة للعلاقات!
تلكم هي آفة الغيبة والنميمة التي فشا في مجمعنا ضررها، واشتعل فيه أوارها، وكثر فيه خطرها، والتي انتشرت في كراسي المقاهي فجلبت المخازي، كما انتشرت في أبواب المساجد فأفسدت المعابد، والتي أصبحت عندنا أكلة الموائد، وتوابل الفوائد، وفواكه المجالس، يوقد نارها في كل مكان الشياطين والأباليس، وخصوصا في المواقع الاجتماعية في الأنترنيت، وهنا لا يكتفى بالكلام فقط؛ بل تكون بنشر الصور المسيئة للغير، وتتبع عورات العائلات، وتصوير بنات الناس في أوضاع مخلة بالحياء؛ بل منهم من يستعمل برامج فوتوشوب وغيره لتشويه الصور وجعلها في أوضاع غير صحيح.
فما هي الغيبة؟ وما هي النميمة؟
أما الغيبة فحين أراد الرسولﷺ أن يحدد لأصحابه مفهومها ويبين لهم خبث نتائجها اختارﷺ أسلوب التنبيه والحوار، والرد والتعقيب، وطريقة التعليم بالسؤال والجواب، فقالﷺ لهم: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته »؛ أي: إن كان فيه ما تقول فقد وقعت في الغيبة المحرمة، وإن كان بريئًا مما تقول فيه فقد كذبت وافتريت عليه؛ وسواء كان ما يكره الإنسان عيبا في خُلُقه، أو نقصا في خَلْقه، سواء تعلق بذاته، أو تعلق بمن له علاقة به، سواء كان مشكلا في عمله، أو في أسرته ونسبه، وفي كل ما يختص به؛ فذكره غيبة محرمة.
ورغم ذلك فعادة ما نستسهل نحن إثم الغيبة، ونستصغر شأنها، ونحتقر ذنبها وخطرها {وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ}، فهذه عائشة رضي الله عنها أخطأت يوما في حق صفية زوجة النبيﷺ بكلمة بسيطة حيث قالت: حسبك منها أنها قصيرة؛ فأنكر عليها النبيﷺ ذلك أشد الإنكار فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»؛ أي: لغيرته!
ولذلك نهى الله تبارك وتعالى عن الغيبة في صورة بشعة، وفي حالة منفرة، تتقزز منها النفوس، وتنبو عنها الأذواق فقال سبحانه وتعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}؛ فالإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان، فكيف إذا كان لحم أخيه؟ وكيف إذا كان ميتا؟! فلو تفكر المسلم في هذا التشبيه لكان زاجرًا عن الغيبة كافيًا في البعد عنها.
ولذلك نهى الله تبارك وتعالى عن الغيبة في صورة بشعة، وفي حالة منفرة، تتقزز منها النفوس، وتنبو عنها الأذواق فقال سبحانه وتعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}؛ فالإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان، فكيف إذا كان لحم أخيه؟ وكيف إذا كان ميتا؟! فلو تفكر المسلم في هذا التشبيه لكان زاجرًا عن الغيبة كافيًا في البعد عنها.
أما النميمة فهي من حيث العمل تشبه الغيبة؛ لأنها أيضا ذكرك أخاك بما يكره، وأينما ذكرت الغيبة ذكرت بجوارها النميمة؛ ولكنها تتميز عنها بأنها نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، وخلق مساحات من النزاع والخصام بين العباد، وتوسيع الخرقات على الراقع؛ والتضيق على المصلحين لصالح المفسدين، فالنميمة تزرع الشرور، وتوسِّع شُقة الخلاف، وتنبت الحقد والحسد، وتجلب العداوات، فكل نمام مغتاب، وليس كل مغتاب نماما.
أيها الإخوة المؤمنون؛ إن الغيبة والنميمة آفة عار ونار وشنار، إنها الطعنة من الخلف للآمنين، وشهوة تحطيم للآخرين، وشهوة النهش في أعراض الناس وهم غائبون.
المغتاب والنمام قلبه بالحقد والغيظ متوتر، وقالبه بالقبح والوقاحة متفجر!
المغتاب والنمام قلبه بالحقد والغيظ متوتر، وقالبه بالقبح والوقاحة متفجر!
المغتاب والنمام قلبه بالحقد والغيظ متوتر، وقالبه بالقبح والوقاحة متفجر!
المغتاب والنمام لسانه متهور، وعمله متدهور، وهو بالتشفي متظاهر!
المغتاب والنمام يتتبع العيوب والسيئات، ويتغاضى عن الجمال والحسنات!
المغتاب والنمام همه كشف العيوب وتتبع العورات!
المغتاب والنمام يستخدمه إبليس في مهمة قد استعصت عليه، فنال به آماله، وحقق به في الناس إيلامه!
المغتاب والنمام شر الناس؛ إن رأى خيرا ستره، وإن رأى شرا نشره! فهو كما قال الشاعر:
إنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا بهَا فَرَحاً * مِنِّي ومَا سمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
صُمّ إذَا سَمِعُوا خَيراً ذُكِرْتُ بِـــه * وإنْ ذُكِرْتُ بِشَرٍّ عِنْــــدَهُمْ أذِنُوا
المغتاب والنمام قبل أن يكون عدو المجتمع فهو عدو نفسه، يقدم مجانا حسناته لغيره، ويتبنى بدون مقابل سيئات عدوه!
المغتاب والنمام همه كشف العيوب وتتبع العورات!
المغتاب والنمام يستخدمه إبليس في مهمة قد استعصت عليه، فنال به آماله، وحقق به في الناس إيلامه!
المغتاب والنمام شر الناس؛ إن رأى خيرا ستره، وإن رأى شرا نشره! فهو كما قال الشاعر:
إنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا بهَا فَرَحاً * مِنِّي ومَا سمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
صُمّ إذَا سَمِعُوا خَيراً ذُكِرْتُ بِـــه * وإنْ ذُكِرْتُ بِشَرٍّ عِنْــــدَهُمْ أذِنُوا
المغتاب والنمام قبل أن يكون عدو المجتمع فهو عدو نفسه، يقدم مجانا حسناته لغيره، ويتبنى بدون مقابل سيئات عدوه!
المغتاب والنمام إن كان كاذبا فقد قال الله تعالى فيه: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، وإن كان صادقا فقد قال الله تعالى فيه: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}.
روى البخاري ومسلم عن أبي بكر -رضي الله عنه- أن رسول اللهﷺ قال يوم النحر بمنى: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت».
وروى أبو داود عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللهﷺ: «لما عرج بيّ مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».
وروى أبو داود عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللهﷺ: «لما عرج بيّ مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».
وروى الإمام مسلم أن رسول اللهﷺ قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه».
ورى البخاري ومسلم عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللهﷺ: «لا يدخل الجنة قتات»، والقتات هو النمام، وقالﷺ: «شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب».
ورى البخاري ومسلم عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللهﷺ: «لا يدخل الجنة قتات»، والقتات هو النمام، وقالﷺ: «شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب».
أيها الإخوة المؤمنون؛ مما يجب التنبيه إليه هنا أن الذي يسمع الغيبة ويستسيغها، ويسمع النميمة ولا يستنكرها هو شريك المغتاب والنمام؛ لأن الواجب على المسلم هو الدفاع عن المظلوم، والرد على الظالم، والنبيﷺ يقول فيما روى الترمذي وحسنه: «من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة»، فإن لم يستطع الرد على هذه الألسنة المفترسة، وإخراس هذه الأفواه المختلسة فأقل ما يجب عليه أن يغادر مكان النميمة، ويعتزل مجالس الغيبة حتى يخوضوا في حديث غيره، وإلا فما أجدره بقول الله تعالى: {إنكم إذا مثلهم}.
ورحم الله من قال:
احفظ لسانــــــك أيها الإنسان * لا يلدغنــــــــــك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه * قد كان هاب لقاءَه الشجعان
ومن قال:
إذَا شئْتَ أَن تَحْيَا سليــــما من الأذى * وحظك موفُورٌ وعِرْضُكَ صَيّنُ
لِسَانَكَ، لا تذكُرْ بـــــه عَوْرَةَ امِرىءٍ * فكلّك عَوْرَاتٌ ولِلنَّ،،،اس أَلسُنُ
وإنْ أبصرت عَيْنَاكَ عيباً فقـــــل لها * أيا عَيْنُ لي عيبٌ؛ وللناس أعيُنُ
وعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ وسامح مَنِ اعتَدى * ودافعْ ولكنْ بالت،ي هي أحْسَـنُ
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين…
أما بعد؛ فيأيها الإخوة المؤمنون؛ إن هناك صورا استثناها علماء الإسلام من الغيبة المحرمة، وهي استثناء لا يجوز فيه مجاوزة الحدود، بل يجب الاقتصار فيه على قدر الضرورة.
إذَا شئْتَ أَن تَحْيَا سليــــما من الأذى * وحظك موفُورٌ وعِرْضُكَ صَيّنُ
لِسَانَكَ، لا تذكُرْ بـــــه عَوْرَةَ امِرىءٍ * فكلّك عَوْرَاتٌ ولِلنَّ،،،اس أَلسُنُ
وإنْ أبصرت عَيْنَاكَ عيباً فقـــــل لها * أيا عَيْنُ لي عيبٌ؛ وللناس أعيُنُ
وعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ وسامح مَنِ اعتَدى * ودافعْ ولكنْ بالت،ي هي أحْسَـنُ
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين…
أما بعد؛ فيأيها الإخوة المؤمنون؛ إن هناك صورا استثناها علماء الإسلام من الغيبة المحرمة، وهي استثناء لا يجوز فيه مجاوزة الحدود، بل يجب الاقتصار فيه على قدر الضرورة.
ومن ذلك المظلوم الذي يتظلم ويشكو ظالمه، فيذكره بما فيه فهذا جائز والله تعالى يقول: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}.
ومن ذلك الشهادة؛ وقد يسألك سائل مثلا عن شخص معين، ليشاركه في تجارة أو يزوجه ابنته أو يتزوج عنده؛ فحينئذ يجوز للمسلم أن يشهد بما يعلم، {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}، وقد سئل النبيﷺ عن رجل يريد أن يتزوج فقالﷺ: «إنه صعلوك لا مال له».
ومن ذلك الشهادة؛ وقد يسألك سائل مثلا عن شخص معين، ليشاركه في تجارة أو يزوجه ابنته أو يتزوج عنده؛ فحينئذ يجوز للمسلم أن يشهد بما يعلم، {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}، وقد سئل النبيﷺ عن رجل يريد أن يتزوج فقالﷺ: «إنه صعلوك لا مال له».
ومن ذلك الاستفتاء عن حكم الشرع، والاستعانة على تغيير المنكر، أو أن يكون للشخص اسم أو لقب أو وصف لم يعرف إلا به كالأعرج والأعمش.
ومن ذلك تجريح رواة الأحاديث، وصاحب البدعة والمجاهر بالفسق، وقد جمع هذه الأمور من قال:
تظلم واستغث واستفت حذر * وعرف بدعة فسق المجاهر
ولكن الضابط في ذلك كله أمران:
ومن ذلك تجريح رواة الأحاديث، وصاحب البدعة والمجاهر بالفسق، وقد جمع هذه الأمور من قال:
تظلم واستغث واستفت حذر * وعرف بدعة فسق المجاهر
ولكن الضابط في ذلك كله أمران:
الأول : الحاجة؛ فإن لم تكن هناك حاجة ماسة إلى ذكر غائب بما فيه فليس لأحد أن يقتحم هذا الحمى، وإذا كانت الحاجة تزول بالتلميح فلا ينبغي أن يلجأ إلى التصريح، أو تذهب بالتعميم فلا يجوز التخصيص؛ فالمستفتي مثلا إذا أمكن أن يقول: ما قولك في رجل يصنع كذا وكذا، فلا ينبغي أن يقول: ما قولك في فلان ابن فلان.
الأمر الثاني: النية؛ وهي -وراء هذا كله- الفيصل الحاسم، فهي التي تفصل بين التظلم والتشفي، وبين الاستفتاء والتشنيع، وبين النصيحة والتشهير، وبين الغيبة الهدامة والنقد البناء، والمؤمن أدرى بحقيقة بواعثه من غيره، وهو أشد حسابا لنفسه ولذلك فهو يترك في هذا لنيته...
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أئمةمروك -الخطيب عبدالله بنطاهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا