أحمد الشبي يكتب: أيها الأئمة أهلابكم في عصرالقسوة.و موت الضمائر!
《
إذا أضيف إلى هذا الهوان ماهم فيه من كونهم شذَر مذَر لا يجمعهم
إطار ولا كيان , ولا يسمح لهم وحدهم دون الناس بتكوين جمعيات أو أحلاف تتبنى
مطالبهم ،وتدافع عن حقوقهم وتسمع أصواتهم ،وحتى ما أسس منهامؤخرا كالرابطة الوطنية لأسرة المساجد بالمغرب فمازال
التضييق يمارس على مؤسسيها من إغراء وعزل وتهديد ,عرفت أنهم رجال في العراء, أيتام على موائد اللئام ,وفرائس سهلة المنال. 》
****
ياصاح :في دول المؤسسات,وحيث تسود قيمة العدل,وتحضر قيم الكرامة والمساواة والانصاف صعب إلى حد الاستحالة إيقاف موظف أو عامل عن عمله,وحرمانه من رزقه وقوت عياله بالحيف والشطط والتسلط.تتبنى مظلمته ,وتنافح عنه وعن حقوقه في "حلف فضول" جديد ومعاصر مبارك.أما في دولنا الموغلة منذ أمد بعيد في الاستبداد والاستعباد ,والمتمرنة طويلا على إهدار حقوق الانسان,وامتهان كرامته وحرمته,فذلك عندها أمر عادي ومألوف,
ياصاح :في دول المؤسسات,وحيث تسود قيمة العدل,وتحضر قيم الكرامة والمساواة والانصاف صعب إلى حد الاستحالة إيقاف موظف أو عامل عن عمله,وحرمانه من رزقه وقوت عياله بالحيف والشطط والتسلط.تتبنى مظلمته ,وتنافح عنه وعن حقوقه في "حلف فضول" جديد ومعاصر مبارك.أما في دولنا الموغلة منذ أمد بعيد في الاستبداد والاستعباد ,والمتمرنة طويلا على إهدار حقوق الانسان,وامتهان كرامته وحرمته,فذلك عندها أمر عادي ومألوف,
![]() |
الفقيه الأديب: أحمد الشبي |
ويزداد ذلك ضراوة فما
يخص "الائمة والفقهاء" ,الذين استسلموا للوهم كثيرا, واتكلوا على عهود
مضت, وماض عرفوا فيه الاحترام والتوقير ,وظنوا بسذاجتهم الفطرية أن الامور لن
تتغير ,وأن طوفان التغريب الممنهج ,وخططه المحكمة لن ينجح في تهوين قدر
"الفقيه"ولن ينال من مكانته بين الناس ,ولن يلحق دوره ووظيفته في
المجتمع أي أذى أو تهميش.وللاسف الشديد قد حصل ذلك بعمق وقوة,فقد نجحت المؤامرة في
تلويث اسم الفقيه, وتحطيم رمزيته ,وجعله شخصية مهينة أقرب إلى الاستهزاء والازدراء
,وتحول حملة القرآن وهم أشراف الأمة،لأشخاص يثيرون الاشمئزاز أو الشفقة في أحسن
الاحوال.
إذا أضيف إلى هذا الهوان ماهم فيه من كونهم شذَر مذَر لا يجمعهم إطار ولا كيان , ولا يسمح لهم وحدهم دون الناس بتكوين جمعيات أو أحلاف تتبنى مطالبهم ،وتدافع عن حقوقهم وتسمع أصواتهم ،وحتى ما أسس منهامؤخرا كالرابطة الوطنية لأسرة المساجد بالمغرب فمازال التضييق يمارس على مؤسسيها من إغراء وعزل وتهديد ,عرفت أنهم رجال في العراء, أيتام على موائد اللئام ,وفرائس سهلة المنال.
ذلك هو ما كرس واقعهم
المهين,وسهل على الموظفين أن يتلاعبوا بمصائرهم ,ويستهتروا بكرامتهم ,وأن يبقوا
تحت سطوة العوام والرعاع الذين يدفعون لهم "الشرط"أو تحت سلطة موظفي
الاوقاف الذين يسومونهم أصناف الهوان والاحتقار.
وفي إحدى صور الحيف
الذي حاق ببعضهم أصدرت وزارة الاوقاف أمرها النافذ بتوقيف عدد كبير من الائمة
والفقهاء منذ ما يقرب من ثلاث سنوات مضت بل وقبلها وبعدها وهلم جرا ,ورمت بهم في
البطالة المستمرة والخانقة,وحرمت المساجد من كفاءات مدربة ومتمكنة دون مراعاة أي
ظرف أو حال ,ودون أن تكلف نفسها السؤال عن حالهم وما لحق بهم من ضرر وبلاء
الذي يحز في النفس أن
الذين ارتكبوا تلك الحماقة نسوا في غمرة السلطة ,ونشوة السطوة أن في أعناق أولئك
الائمة الموقوفين,أسرا بريئة , وعائلات مظلومة, وأطفالا صغارا ,وجدوا مع آبائهم في
تلك المأساة,وعانوا ما وراء ذلك من قلق المرحلة , وعقابيل الفاقة والحاجة وسوء
القالة , وتخبط الحال الذي يعقب مثل تلك القرارات الرعناء
ذلك حطم أفئدة ,
وأسال دموعا ,وداس على براءة الطفولة , واستهان بمعاني الانسانية,وتجاهل ومضات
الضمير ويقظاته.
أنا عن نفسي لو أوقفت
نملة في مسارها إلى قريتها وبيتها , لما ارتاح لي ضمير , ولا قر لي بال , أما
أصحاب "ربطات العنق"غير المحترمين بالمرة فهم يخنقون أنفاس أمة من
الناس, ويغلقون عليهم منافذ الحياة ,ويوقفون عنهم الرزق اليسير الذي به يتبلغون ,
ببرودة الثلج وقسوة الاحجار
هبْ أن القانون طالهم
, وأنهم يستحقون ما يعانون , وأنهم لا مجال للرأفة بهم .أفتعمى المروءة والنخوة عن
اعتبارات أخرى أعلى وأغلى بكل مقياس؟ , دعني أذكر لك قصة بهذه المناسبة .
كان الحطيئة الشاعر
المشهور يهجو الزبرقان بن بدر , فاستغاث هذا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه , فأخذه
عمر وحبسه وقال له :لأشغلنك عن أعراض المسلمين .فقال الحطيئة وهو في محبسه أبياتا
منها :
ماذا
أقول لأفراخ بذي مـــــرخ *** حُمْر الحواصل لا ماءٌ ولا شجر.
أبقيت
كاسبهم في قاع مظلمة *** فاغفر عليك سلام الله يا عمر.
وأنت ترى أن صرامة
العدل, وقوة الحق,تراجعت أمام هذه الحالة الانسانية , ورعت الابرياء أثناء
المحاسبة , ولم تبلغ بالعقاب مبلغا يوذي كل الشعور ويحبط كل آمال النفوس
حين يلغي أحد هذه
الاعتبارات _وهو يمارس قسوته_فإنه يفقد انسانيته ويخسر ضميره , ويقترب من جفاف
الروح , وبلادة الضمير إلى حد الموات والجمود
وفيما حصل للائمة في
عهد وزارة التوفيق يقترب من هذه البشاعة والوضاعة ويتاخم موت الضمير , وشعور
الانساني الرقيق , شجع على ذلك ما أسلفناه من أسباب الاستهانة, وغياب كل ناصر..
كما قال المعرى : لما
وصف له الحمام في العلاج,فقال :
استضعفوك فوصفوك. هلا
وصفوا لي لحم الأسد وأنيابه
أيها الكرام :لا عزاء
لكم .لأنكم ببساطة في عصر القسوة الذي لا يرحم !.
أئمة مروك_الفقيه الأديب أحمد الشبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم ومقترحاتم تهمنا